كنا في الزمن ( العاثر) نراهن على الأهمية الاقتصادية لأحد أسواق مدينة الديوانية، بعد ما طرقت مسامعنا انها ستكون سوقا عصرية تضاهي الاسواق العالمية، سيما ان تصميمها مستقى من تصميم احدى الاسواق الخليجية. لذلك أقدم النظام (العاثر) على تسمية تلك السوق بـ "سوق التحدي"، على اعتبار انها ستتحدى الصغير والكبير من الاسواق. لكن اتضح بعد ذلك انها لا تستطيع ان تتحدى ارجل نملة!
تضم "سوق التحدي" اكثر من 150 محلا. وبديهي اننا نعلم أن هذه السوق لا تستوفي تسميتها ما لم تؤدي الغرض الذي انشئت من اجله. فمحالها لم تكن للتسوق او التبضع، بل تحولت الى أماكن لخزن البضائع. ابوابها مؤصدة على الدوام، الا ما ندر، والنفايات تملأ ثنايا السوق، وبقايا مسالخ الدجاج المذبوح تغمر نافورتها التي صممت لتكون محلا لراحة المتبضعين، في حال أحسوا بالتعب من التجوال. إذ أخذ المواطنون على عاتقهم تحويل تلك النافورة إلى مكب للنفايات، فيما حولها أصحاب المحال إلى حاوية لجمع قطع الكارتون الفارغة وأكياس النايلون، لتصبح مصدرا للروائح الكريهة. وبصريح الكلام، ان السوق لا تستحق ان تكون سوقا، لا بل انها لا تستحق حتى تسمية "مخزن"، جراء النتيجة التي وصلت إليها بعد أن طالها الإهمال.
سقوف السوق تهرأت هي الأخرى جراء تقادمها وما تتعرض له من الرياح الشديدة وأشعة الشمس، وما عاد يستفيء تحتها أحد.
كثيرا ما اشتكى اصحاب المحال وشاغلوها مما آل إليه وضع السوق، وطالبوا بوجوب فتح منافذ لدخول البضائع وخروجها. فالصورة تبدو وكأن هذا المكان محاصر من جوانب عدة. والانكى من ذلك ان الجهات المختصة تنبهت بعد حين الى ضرورة فتح محال اخرى في المنطقة الواقعة خلف السوق، لكي تستفيد من مبالغ إيجاراتها. وبذلك اغلق جميع المنافذ المؤدية إلى السوق، حتى ضعفت فرص التبادل التجاري، وبات اصحاب المحال يستاؤون من الحصار المفروض عليهم، وفي الوقت ذاته يتساءلون: كيف ستتحدى "سوق التحدي" القاذورات التي تملؤها؟ ولماذا تم التجاوز على صفتها باعتبارها سوقا وليس مخزنا للبضائع؟
وعليه.. لا بد من التفكير الجاد في فتح منافذ في السوق من أجل تسهيل عملية التبادل التجاري، وإعادة الحياة إلى هذا المكان المهم، من أجل بث الأمل في نفوس أصحاب المحال التجارية، وتحريك عجلة الاقتصاد في مدينة الديوانية.

عرض مقالات: