تعتبر منظومة الطرق والمواصلات بمثابة الشرايين الحيوية الواصلة بين "القلب" العاصمة ومختلف مفاصل ومدن البلد ذاته، كما تربطه بالدول المجاورة ومن مختلف الاتجاهات خاصة الدول التي يتعامل معها تجاريا واقتصاديا وسياحيا وغيرها، كما تعتبر مقياسا للتطور الحضاري والازدهار والتحضر بالبلد.

فيما الطرق ببلدنا تكون في نهاية القائمة من حيث الاهتمام والتطور الحضاري، والمسافر عبر الطرق البرية سيصاب بخيبة أمل بلا شك فيها، حالما يرى الوضع البائس والكارثي للطرق، اذ يعكس مدى الاهمال وعدم الاهتمام من قبل الجهات المعنية في المحافظات والحكومة المركزية لأهم عنوان في البلد وهي الطرق البرية.

 مشهد تهالك الطرق الرئيسة والدولية في بلدنا وهي تحفل بالحفر والتخسفات شاهدتها عند سفرتي الى شمال الوطن الحبيب عن طريق البر وفي طريق الذهاب والإياب، فالطريق الدولي  بغداد - كركوك وخصوصا الشارع الواصل بين محافظة ديالى لغاية حدود مدينة كركوك، وبالتفصيل الدقيق طريق مدينة الخالص الى العظيم، تجد التخسفات والحفر والمطبات والتهالك لاسفلت الشارع واضحة، واحيانا يضطر سائق المركبة للتحول الى الاتجاه المعاكس ومرة اخرى لطريقه النظامي، وفي مرة يتحد الاتجاهان بالطريق مكونان شارعاً واحداً للذهاب والاياب، وبعضها يلجأ سائق المركبة لتفادي حفر تقطع الطريق باكمله للتحول الى الطريق الاخر او الترابي، ولا ننسى المعاناة الاكثر القسوة وهي الازدحام والارباك بالسير بسبب الحوادث والمشاجرات بين السواق.

ومن مشاهدتي للطريق الدولي، المنظر الغريب وهو وقوف مركبات الحمل "التريلات والناقلات" في رتل طويل يمتد إلى امتداد البصر، والسبب هو لغرض الموافقة على المرور من نقطة السيطرة، وقد يطول انتظار سواق الحمل لساعات طويلة وربما ايام، والحديث يدور عن مساومات وعمولات ودفع الاوتات عند بعض السيطرات بغية عدم التأخير بالطابور، الامر الذي ينعكس على الاقتصاد برفع اسعار المواد، كون تعطيل سير ناقلات البضائع لعدة أيام، سيحسب على مصاريف النقل، ويعني ارتفاع أسعار المواد التي سيتحملها المواطن البسيط، اذا ما اخذنا بالاعتبار نفاد صلاحية بعض المواد.

لقد استغرق زمن سفري بالسيارة من بغداد الى المحافظات الشمالية وتحديدا أربيل تسع ساعات، بسبب تهالك الطريق والازدحام، في حين كان يستغرق اربع ساعات ونصف فقط.

وعند طريق العودة من أربيل والسليمانية وعلى الرغم من قضاء الوقت بالراحة والاستجمام بالمناظر الطبيعية الخلابة،  لكن المتعة تلاشت عند طريق العظيم والخالص وحتى مركز ديالى بسبب وعورة الطريق المتهالك، وما واجهته اعتبره معاناة حقيقة للمسافر وسواق المركبات باختلافها.

اتساءل اين المسؤولون من هذا الوضع البائس للطريق الحيوي الم يشاهد مسؤولو المحافظة والحكومة المركزية وأعضاء البرلمان، حالة الطريق عند مرورهم ذهابا وايابا من بغداد والمحافظات الشمالية.

اقول ان واقع الطرق والشوارع في العراق هي تجسيد واقعي لصورة المسؤولين في البلد بعدم مبالاتهم وعدم اهتمامهم بالخراب والدمار الذي شهده بلدنا.

 اخيرا قيل قديما "ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء" يا مسؤولون.

عرض مقالات: