تستغل الحكومات في دول العالم مواردها المالية أفضل استغلال وقدرات شعبها الفكرية والعلمية والمادية لرفع مستوى معيشة شعوبها الى اقصى مستوى ممكن من اجل رفاهية شعوبها وسعادتها بل ان الحكومات رأت من واجبها ضمان مستوى معيشي متقدم لاجيالها القادمة فعلى سبيل المثال وليس الحصر لتأمين مستقبل الاجيال القادمة في الكويت استحدثت الحكومة الكويتية منذ السبعينيات حسابا خاصاً اسمته (احتياطي الاجيال القادمة) وكذلك دولة الامارات العربية المتحدة فقد استغلت افضل استغلال مواردها النفطية من خلال استثمارها مع شركات عالمية رصينة بحيث تمكنت من تأمين مستقبل الاجيال القادمة حتى لو توقفت حقولها النفطية عن انتاج النفط ويترك العالم المتحضر لاجياله القادمة مراكز بحوث علمية متطورة تجعلنا لا نصدق ما تنتج لأن انتاجها فاق خيالنا. فعلى سبيل المثال معالج الكتروني قادر على تنفيذ الف مليار عملية حسابية في الثانية، نعم الف مليار عملية حسابية في الثانية، خلايا جذعية يستطيع الاطباء تكييفها للحصول على اي جزء من اجزاء الجسم البشري، مصطلحات علمية جديدة في كافة العلوم على مدار الساعة.
والسؤال الآن ماذا سنترك نحن لاجيالنا القادمة في بلادنا الحبيبة بلاد العجائب والغرائب فلا ثروة مالية ولا ثروة علمية ولا ثروة ثقافية سنتركها لهم مع الاسف الشديد سنترك لهم بنية تحتية بائسة جداً وبنية فوقية اشد بؤساً منها سنترك لهم مصطلحات متخلفة بائسة مخجلة كالمحاصصة، التوازن، الطائفية، الروافض، النواصب، القفاصة، العلاسة، الصكاكة، الحواسم، الفضائيين والحبل على الجرار. يا سادة يا كرام اصحوا من نشوة السلطة والجاه والنفوذ والمال فان مسؤولية انسانية ومبدئية ووطنية واخلاقية تقع على عاتقكم لبناء دولة ديمقراطية حضارية توفر الكرامة والخبز والحرية للجيل الحالي والاجيال القادمة عبر اعلاء مفهوم المواطنة العراقية على كل المفاهيم الفرعية الاخرى والاعتماد على الكفاءات العلمية والادارية لادارة المؤسسات الحكومية بغض النظر عن خلفياتها القومية والدينية والمذهبية والمعتقدات السياسية وهذا ما يأمله كل احرار وشرفاء الشعب العراقي من الحكومة الجديدة.
هذا ما كتب في هذا العمود تحت عنوان (آه... وچم آه) بتاريخ 5 كانون الثاني 2015 بعد تشكيل الحكومة السابقة ولكن مع الاسف الشديد بقينا بنفس الطاس ونفس الحمام فهل سنبقى يا سيدي عبدالمهدي بنفس الطاس ونفس الحمام بعد تشكيل الحكومة الجديدة. هذا ما ستكشفه الايام والاسابيع والاشهر القادمة.

عرض مقالات: