لم تقدم الحكومة خلال سنوات ولايتها الماضية إنجازا ملموسا، ينفع ويمس بشكل عميق مصالح الشرائح الفقيرة والمعدمة، ( الا اذا ما استثنينا الانتصار الكبير الذي حققته القوات المسلحة ضد داعش، وكانت لحمته وسداه أبناء الملحة الذي سقوا أراضي المدن المحتلة بدمائهم الزكية) فالخدمات العامة ما زالت متردية، الكهرباء والصحة ونظافة المدن والسكن، أما المجاري فلا نتحدث عنها لأننا وهبنا موسما جافا هذا العام لا سابق له، فلا غيمة مرت ولا مطر نزل، لكي نعرف مدى صلاحية المجاري!
وإذا ما تحدثنا عن الفساد والفاسدين فلقد أصبحوا اشبه بالتيار الكهربائي، نشعر بتأثيره ولا نراه، ولا يمكن ان تمسك به!
الجميع ينتقد الفساد ولا يوجد لحد الان مسؤول في الدولة طرح برنامجا استراتيجيا لمكافحة هذه الآفة التي تعد، بحق، الوجه الثاني لداعش!
الشعب ينتظر بشغف ان يرى أحد حيتان الفساد، وهم كثر، في قفص الاتهام بمحكمة علنية، تدار بشفافية عالية وبحضور مراقبين دوليين للاطمئنان على سير العدالة، بعيدا عن تجيير القضية لهذا الطرف أو ذاك، والابتعاد بشكل نهائي عن موضوعة التسقيط السياسي من قبل اي طرف ولصالح اي كان !
الجميع يعرف بأن لا أحد في العراق يمتلك عصا سحرية لكي تطالبه بأن ينجز ما فات هذه الحكومة، وهي تعيش أشهرها الأواخر، لا رئاسة الوزراء ولا بقية السلطات!
ولكن هناك مطلب يمكن إنجازه دون خسارة دينار واحد من الخزينة، ودون الحاجة للكهرباء او للغاز أو البنزين! وهذا المطلب يتعلق بحياة المواطن اليومية، ولو أنجز لدخل من يقدم على إنجازه صفحة جديدة من صفحات العراق الناصعة ولذكره الناس ما دامت هناك حياة.
المطلب هو: رفع الغمة عن هذه الأمة والتي تثقل صدورها كل يوم والمتمثلة بالسيطرات، التي حولت العاصمة إلى سجن نفسي مقرف!
"سيطرات" تكلف الدولة كثيرا دون مردود أمني يذكر، فهي لا "تهش" ولا تنش"" وتكلف المواطن إهدار الوقت والأعصاب!
هل يمكن أن تفعلها الحكومة، لتدخل التاريخ من بوابة هذا المنجز، وتعيد المدينة إلى رونقها البغدادي الأصيل؟!