بعض القوى السياسية المتنفذة مع الاسف الشديد ساهمت في تغذية منابع الارهاب بشكل او بآخر علمت بذلك ام لم تعلم من خلال طروحاتها الطائفية والمذهبية فضلاً عن صراعها اللامحدود على السلطة والنفوذ والمناصب والمكاسب في ظل غياب برامج القوى السياسية المتنفذة الثقافية التي تعد اهم عنصر من عناصر تجفيف منابع الارهاب العقائدية. ألم تعتبر وزارة الثقافة وزارة من الدرجة الثالثة ان لم تكن الرابعة وهي من اهم الوزارات في الدول المتحضرة فيما استشرت ظاهرة الفساد المالي والاداري بشكل سرطاني في جميع دوائر الدولة ومؤسساتها المدنية والعسكرية على مرأى ومسمع القوى السياسية المتنفذة واصبح ذلك الفساد احد مصادر تمويل الارهاب ونخر الاجهزة المعنية بمكافحته وعندما تغيب المناهج التربوية والتعليمية التي تنشر ثقافة التسامح والتعايش والتآخي والسلام.
بعض رجال الدين المسلمين مع الاسف الشديد لم يصدروا فتوى بشكل واضح وصريح لا لبس فيه ولا لف ولا دوران ولا تلاعب بالالفاظ تؤكد ان داعش عصابة ارهابية يحرم الانتماء اليها كما يحرم الانتماء الى كل تنظيم ارهابي يسفك الدماء ويستبيح الاعراض والاموال بل المطلوب ليس تحريم الانتماء فقط وانما الترويج لمعتقدات هذا التنظيم بشكل مباشر او غير مباشر بشكل مكشوف او مبطن فقد استباح هذا التنظيم دماء العراقيين وأعراضهم وأموالهم وارضهم بشكل لا مثيل له لا في التاريخ القديم ولا في التاريخ الحديث. ان التحدي الاكبر لجميع رجال الدين المسلمين وخاصة العراقيين هو تفكيك المنظومة العقائدية للارهابيين بشكل واضح وصريح والتركيز على ان الارهابيين قد اولوا العديد من الآيات القرآنية زماناً غير زمانها ومكاناً غير مكانها وظروفاً دولية وانسانية واجتماعية وسياسية واقتصادية ونفسية غير ظروفها واستغلوها بشكل بشع في عملية غسل الدماغ باسم الدفاع عن المقدسات الاسلامية وهي منهم براء.
لقد تعلم الداعشيون العراقيون في مدارس الدولة وصلوا في مساجدها وسمعوا فتاوى وخطب رجال الدين فيها ورأوا وسمعوا ما بثته وسائل اعلامها ولم تتمكن كل تلك المؤسسات من تجفيف مصادر الارهاب فأين الخلل ومن يملك الجرأة على تشخيصه وعلاجه؟ مَن مَن؟

عرض مقالات: