( 2 )

الى مجلس النواب العراقي الموقر

بتاريخ 17 أيار 2011 كتب هنا تحت عنوان أيم الحل؟ ما يلي:

يتحدث الكثير من اعضاء مجلس النواب عن المشاكل التي يعاني منها المجتمع والمواطن العراقي وهي مشاكل معروفة للجميع ومشخصة منذ عدة سنوات ولكن المشكلة ليست بطرح المشاكل بل في ايجاد الحلول لتلك المشاكل، حلول على اسس علمية صحيحة وببرنامج عمل متكامل على ضوء السيولة المالية المخصصة للحل والا فسوف يبقى الحديث ولا شيء غير الحديث عن المشاكل والازمات ولكن بدون حلول. ان مجلس النواب العراقي وبهذا العدد الهائل من الموظفين الذي يبلغ 7857 موظفاً منهم 66 من ذوي الدرجات الخاصة يستهلكون مع اعضاء المجلس مبالغ طائلة بل وخيالية من اموال الشعب العراقي انهم لم يتمكنوا لا سابقاً ولا لاحقاً من تحقيق ما اراد تحقيقه المواطن العراقي عند تصويته في الانتخابات لم يتمكنوا من تشريع القوانين التي تحقق الحد الادنى من العدالة الاجتماعية بل وزعوا الفقر والجهل والتخلف والبطالة بعدالة. ان مجلس النواب لم يخلق برلمانيين يطرحون ما يريد الشعب طرحه في البرلمان بل خلق برلمانيين يتملقون رؤساء الكتل ويطرحون ما يريد هؤلاء طرحه ويرددون في كثير من الاحيان بشكل ببغاوي ما يريده رؤساء الكتل لان معظمهم لم يحصلوا على العدد المطلوب من الاصوات التي تؤهلهم لدخول البرلمان ولا على نصف الاصوات بل ولا حتى على ربعها بل دخلوا البرلمان باصوات القائمة وبقوا اسرى لمشيئة القائمة ولمشيئة رئيس تلك القائمة وهذا ما حصل في مجلس النواب الحالي اذ لم يتمكن سوى 16 نائباً من الحصول على الاصوات التي تؤهلهم لدخول البرلمان وهي انتكاسة للديمقراطية بل وكارثة انتخابية بكل ما تعنيه الكارثة من معنى. ان نائبا يجلس على كرسي البرلمان بـ(2000) صوت فقط لا يستطيع ان يطرح رأيه بكل حرية ولا يستطيع ان يعارض قائمته التي اوصلته الى مجلس النواب.

ان العراق ومنذ سقوط النظام المباد يعيش على وقع الطروحات الطائفية والمذهبية والقومية والفضائح المالية والمصالح الشخصية لذلك فان مجلس النواب الحالي وبقانون الاحزاب التي تشكل بموجبه غير مؤهل لحل مشاكل الشعب العراقي الشديدة الصعوبة والتعقيد بل والخطيرة ايضاً، نعم غير مؤهل لحل المشاكل على الاطلاق.

هذا ما كتب هنا بتاريخ 17 أيار 2011. والسؤال الآن هل سيتجاوز مجلس النواب الحالي الاخطاء ويستلهم الدروس والعبر البليغة؟ هذا ما ينتظره كل احرار وشرفاء الشعب العراقي على احر من الجمر، نعم على احر من الجمر.

عرض مقالات: