طريق الشعب
نظم أهالي منطقة الفضيلية، شرقي بغداد، أمس الأحد، اعتصامًا مفتوحًا احتجاجاً على سوء الخدمات والإهمال الحكومي لمنطقتهم، وأعلن شيوخ ووجهاء ومثقفون من أبنائها مطالب المنطقة، داعين الى إنقاذ اولادهم و الأجيال المقبلة من كارثة بيئية تعصف بها منذ زمن النظام السابق حتى الان، حيث تعاني المنطقة من غياب أبسط مقومات العيش الكريم.
الفضيلية: تظاهرة واعتصام
وجاء بين أبرز مطالبات احتجاجات منطقة الفضيلية، "تحويل المنطقة الى ناحية، وإكمال العمل في مشروع مستشفى الفضيلية حيث وضع حجر أساسه منذ أربع سنوات، وإكمال مشروع مجاري الخنساء بأسرع وقت ممكن حيث تحولت المنطقة الى شبه صحراوية".
ويعود تاريخ وضع حجر أساس المنطقة الى عام 1961.
وأكد المعتصمون "حاجة المنطقة الى أربع مدارس جديدة بسبب عدم وجود طاقة استيعابية حيث تسبب ذلك في ظاهرة تسرب كبير لدى الطلبة، وإنشاء شبكة صرف صحي للمنطقة بدلا من المجاري السطحية الملوثة للبيئة وإكساء الشوارع الرئيسة و الفرعية، واستحداث قسم بلدي للمنطقة لإنقاذها من اكوام النفايات التي جعلت من الشوارع اماكن للطمر الصحي".
وشدد المتظاهرون، على "وضع حل لمشكلة كهرباء الفضيلية باعتبارها مصممة قديما لـ 2000 نسمة وعدد سكانها اليوم يبلغ 120 الف نسمة" داعين الى "إكمال تمليك القطعة 30/16/12 والبالغة مساحتها 261 دونم لساكنيها وتحويل جنس الاراضي الزراعية الى طابو و اكمال اجراءات القطعة المرقمة 15/4/1820 بزايز الفضيلية".
كما دعوا الى "فرض هيبة الدولة داخل المنطقة للحد من المشاكل المتكررة حيث تفتقد الى الأمن وقوة القانون".
ورفع المتظاهرون، أمام مدخل المنطقة، لافتات كتب عليها “لا محافظة حافظت علينا، ولا أمانة (أمانة بغداد) صانت الأمانة، ومصيرنا مجهول يا رئاسة الوزراء”.
احتجاج سلمي
وقال عباس ورد، احد اعضاء اللجنة المنظمة والمنسقة للتظاهرات، لـ"طريق الشعب"، "خرجت حشود من اهالي الفضيلية، (امس) في المدخل المؤدي الى الفضيلية باتجاه مدينة بعقوبة، للمطالبة بالخدمات المعدومة. وهي تظاهرة سلمية مستقلة بعيدة عن التحزبات والتجاذبات السياسية والدعايات الانتخابية".
واضاف "اليوم هو اول يوم للتظاهرة التي تحولت الى اعتصام مفتوح الى حين تحقيق جميع المطالب، اذ تم نصب الخيم وهناك اصرار على ان يكون التخاطب بشكل مباشر مع مجلس الوزراء"، مستطردا "ابرز مطالبنا استحداث مجلس بلدي داخل المنطقة، وجعل المنطقة ناحية، واستكمال مشروع ماء الخنساء، وفرض هيبة الدولة داخل المنطقة اضافة الى اكساء الشوارع والمطالبة ببناء المدارس اذ تعاني مدارس المنطقة من الدوام الثلاثي".
واشار الى أنه "كانت هناك زيارة من قبل وفد مشكل من قبل رئاسة الوزراء جاء الى المتظاهرين للاطلاع على مطالبهم وايصالها الى رئاسة الوزراء، هذا الوفد كان يرأسه رياض العضاض، رئيس مجلس محافظة بغداد".
بدوره، قال جبار لطيف أحد وجهاء المنطقة، إن “خروجنا اليوم جاء بعد سنوات من الإهمال الحكومي المتعمد.. لا وجود لأبسط الخدمات، وكأننا نعيش في منطقة صحراوية وليس في قلب العاصمة”.
وأوضح لطيف أن “التظاهرة تحولت إلى اعتصام مفتوح حتى تحقيق مطالبنا وهي ليست مطالب شخصية، بل هي إجراءات واجب على الحكومة تنفيذها، ولن نتفاوض مع أي جهة حكومية سوى رئاسة الوزراء”.
سبع قصور: مهلة 15 يوما
وعن اعتصامات منطقة سبع قصور، شمال شرقي بغداد، قال جليل ابراهيم، احد اعضاء اللجنة التنسيقية للاعتصام، لـ"طريق الشعب": "في اليوم الخامس من الاعتصام، ارسلت امينة بغداد ذكرى علوش، وفدا للتفاوض مع اللجنة التنسيقية لاعتصام سبع قصور"، مردفا "السبت كان اليوم السابع للاعتصام وعملنا على فضه بناء على وعود صدرت من امينة بغداد اتجاه مطالبنا التي سلمت اليها اثناء التفاوض معها. وقبل فض الاعتصام جاء محافظ بغداد عطوان العطواني، ومعه آليات للعمل اضافة الى انه عمل جولة استطلاعية داخل المنطقة واطلع على احتياجاتها بشكل مباشر".
وبيّن " بعدها عملو المعتصمون على فض الاعتصام مع اعطاء مهلة 15 يوما، ففي حالة حدوث اي تلكؤ في انجاز مطالبنا سنعمل على تصعيد الاعتصام اكثر واكثر مما كان عليه في السابق".
سبع البور: آخر انذار
وبخصوص اعتصامات اهالي منطقة سبع البور، شمالي العاصمة، قال سعد عبود علي سعد الساعدي، احد المتظاهرين، لـ"طريق الشعب"، "قبل ايام كان هناك اجتماع للجنة التنسيقية مع ممثل لرئيس الوزراء علي العلاق، الذي طلب اعطاء مهلة لمدة ثلاثة اسابيع، لتحقيق مطالبنا، وبناء على ذلك جرى الاتفاق على رفع الاعتصام لمدة ثلاثة اسابيع، وفي حالة عدم الاستجابة لمطالب المعتصمين ستتم اعادة الاعتصام واعادة قطع الطرق من جديد".
ولفت الساعدي، الى ان "علي العلاق حتى الان اقتصر جوابه للجنة التنسيقية، بكلمة (يصير خير)، اضافة الى طرحه حججا اخرى تتعلق بالتخصيصات المالية والضغوط على الجانب الحكومي، اضافة الى انشغال الحكومة بإجراءات الانتخابات. لكن اللجنة التنسيقية اعتبرت رده، تخدير اعصاب، الا انها اعتبرت المهلة آخر إنذار، وفي حالة عدم تحقيق مطالبنا سيكون لأهالي سبع البور اعتصام مفتوح". وكانت مناطق الحسينية وجسر ديالى والنهروان والمعامل قد تظاهرت في الآونة الاخيرة، احتجاجا على تردي الخدمات ما اجبر مجلس الوزراء والحكومة المحلية في محافظة بغداد على القيام بحملات خدمية.
وتشكو غالبية ضواحي بغداد من نقص الخدمات الأساسية، إلى جانب سوء تنفيذ المشاريع الخدمية، وتبرر الحكومات المحلية والمؤسسات الحكومية ذلك بقلة التخصيصات المالية.