بيان
أقامت اللجنة التعليمية في رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة مؤتمرها التعليمي تحت شعار ( سبل النهوض بالتربية والتعليم في العراق ) ، شارك فيه نخبة من المتخصصين العراقيين والبريطانيين وذلك في الأحد 4/11/2018 في معهد الدراسات الأفريقية والشرقية (سوس) ، جامعة لندن.
لقد خصصت رابطتنا المؤتمر لمعالجة إشكالات المراحل ماقبل الجامعة ، وأكدت على التركيز على بحث السبل والطرق الهادفة الى العمل على النهوض بالمجالات التربوية والتعليمية ، وتمكين الكادر الإداري والتعليمي من رفع قدرات الطلبة وبما يتماشى مع تطور القدرات التقنية في العالم ، إنطلاقا من سعينا الدائم الى دراسة الواقع العراقي وما يعانيه من أزمات تعليمية وتربوية والإسهام الجاد في وضع الحلول الصائبة لها.
ان مؤتمرنا الذي شخص ما تعتريه العملية التربوية والتعليمية في عراقنا اليوم من نكوص وتراجع ، حتى بالمقارنة الى ما وصلت اليه ، أبان عقد السبعينات في القرن الماضي ، بتقدير إحصاءات عالمية ، أبرزها تقارير منظمة اليونسكو الإيجابية يدفعنا الى حث الحكومة الإتحادية الجديدة الى العمل على ضوء توصيات مؤتمر رابطتنا هذا ، التي تأتي من بين قرارات و دراسات ومناشدات ، لجهات متعددة محلية ودولية ، تضع في مقدمة أهدافها النهوض العاجل لما آل اليه التعليم في بلادنا من تدن مريع لم يشهده تاريخنا المعاصر .ونشير الى أول تلك الخطوات و هي تكليف المسؤولين المباشرين لهذه العملية من ذوي الأختصاص والقدرات الكفيلة بالإضطلاع بتلك المهام الجسيمة التي غايتها الأولى والأخيىرة تقدم وبناء وطننا الغالي والتي يجب ان لا تكون مبنية على اساس التحاصص الحزبي او الطائفي.
ومن هنا نتوجه بندائنا الى كل من يعنيه الأمر بأختيار وزير للتربية ومدراء عامين يكونوا مختصين وعلى دراية بمفاصل ومفردات ومشاكل التعليم ويعملون كفريق يحرص على بناء الوطن مبتدءا من بناء الأنسان.
ان بحوث ودراسات وحوارات مؤتمرنا جديرة بأن يأخذها من يتولى تلك المسؤوليات الوطنية الجسيمة بنظر الأعتبار ، وبهذا المجال نعلن عن تأييدنا لما طرحه زملاؤنا الأكاديميين ونقابة المعلمين العراقيين ونؤكد على ضرورة إسهامهم في إختيار مسؤولين تتوفر فيهم شروط إنقاذ الواقع التعليمي الحالي ووضع الخطط والبرامج الكفيلة بالإرتفاع به والتي تشكل ينبوعا يصب في تقدم بلادنا.
رابطة الاكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تقرير عن المؤتمر التعليمي
أقامت اللجنة التعليمية في رابطة الأكاديميين العراقيين في المملكة المتحدة مؤتمرها التعليمي تحت عنوان: (سبل النهوض بالتربية والتعليم في العراق)، شارك فية نخبة من المتخصصين العراقيين والبريطانيين، وقد حضر أعماله نخبة من الأكاديميين العراقيين والعرب والأجانب المهتمين بشؤون التربية والتعليم، في معهد الدراسات الأفريقية والشرقية(سوس)، جامعة لندن، قاعة الخليلي في يوم الأحد الرابع من تشرين االثاني / نوفمبر 2018، من العاشرة صباحاً حتى الخامسة عصراً.
إفتتحت المؤتمر الأُستاذة الإعلامية سلوى الجراح، التي قدمت كلمة قصيرة عن التعليم وإشكالاته، وبعد الترحيب بالحضور، ألقى الدكتور أحمد جهانلي كلمة الرابطة، وبعد ذلك كلمة السفارة العراقية ألقاها الأُستاذ نزار مرجان نيابة عن السفير العراقي، وكلمة الملحقية الثقافية ألقاها الدكتور ناهي الركابي.
بدأت أعمال الجلسة الأولى بإدارة الدكتور أحمد جهانلي التي حاضر فيها الدكتور محمد الربيعي والدكتورة نادية العلي، وكانت الجلسة الثانية بإدارة الأُستاذ عبدالله محسن، التي حاضر فيها كل من:
(Mr. Darren Northcott) مسؤول التعليم في نقابة (NASUWT)، و(Dr. Douglas Chalmers) رئيس رابطة اساتذة الجامعات في بريطانيا (UCU)، والدكتور صالح ضمد.
وبعد فترة استراحة الغداء، بدأت الجلسة الثالثة بإدارة الدكتورة نجاة الصفار، التي حاضر فيها الدكتور تحسين الشيخلي والدكتور عبدالله الموسوي. والجلسة الرابعة بإدارة الدكتور عبدالحسين الطائي، التي حاضر فيها الأُستاذ عبدالإله توفيق والأُستاذ سامي فارس.
تحدث العديد من المحاضرين عن إشكاليات ومعوقات، وبتشخيص دقيق لكثير من الأخطاء التي رافقت سير العملية التربوية والتعليمية بمختلف المراحل الزمنية، وفقاً للأرقام الإحصائية ومقارنتها مع تجارب بعض الدول الأخرى، وتركز الحديث عن التحديات الحالية التي تواجه مسيرة التربية والتعليم.
تناول المحاضرون مواضيع متنوعة تتعلق بأهمية إرساء مفاهيم التربية وثقافة المحبة بين القوميات والأديان والطوائف ونبذ التعصب بكل أشكاله، والإعتراف بالآخر المختلف، وضرورة إرساء ثقافة السلم والتمسك بالقيم الديمقراطية، وإحترام حقوق الإنسان، والتأكيد على مبدأ المواطنة الصالحة وحب العراق ووحدته، وأهمية تربية الطالب بإحترام القوانين وعدم مخالفتها، وبحرمة ممتلكات الدولة وأموالها، وبتعريفه على حقوقه وواجباته.
وجرى الحديث عن ضرورة مساعدة الأطفال الذين عانوا من جراء الحروب، والإهتمام بوضع علاجات ناجعة لمعانتهم صحيا واجتماعيا وتوفير طواقم من اطباء ونفسانيين ومختصين في هذا المجال وحسب مناهج ونظم علمية. وكذلك رعاية الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وفتح مدارس متخصصة بهم مع طواقم تدريسية وطبية لتلبية احتياجاتهم الجسدية والتعليمية.
وتمت الإشارة إلى ضرورة تحسين رواتب المعلمين، وإقامة دورات لتطوير امكاناتهم في طرق وأساليب التدريس، وحضورهم لدورات تأهيلية سواء داخل العراق أو خارجه وعدم إقتصارها على المستويات الإدارية المتقدمة، وشمولهم بتأمين صحي مجاني وتوفير الأندية الترفيهية، وضرورة الإهتمام بالمعلمات والمدرسات وتوفير دور حضانة لأطفالهن بأسعار مخفضة.
وجرى التأكيد على ضرورة تطبيق قانون مجانية التعليم في مرحلتي التعليم الإبتدائي والثانوي، والعودة إلى قانون الزامية التعليم وفرض عقوبات للمخالفين لنصوصه، وأهمية بناء مدارس جديدة وتأهيل المباني الموجودة وإحتوائها على قاعات للرياضة والرسم حسب المواصفات العالمية، وتزويد جميع المدارس بالحاسوب وجعل استعمال هذه الأجهزة الزامياً، والعمل على إنهاء الدوام المزدوج الثنائي والثلاثي في المدارس وزيادة عدد ساعات التدريس اليومية، والتقليل من العطل وزيادة أيام التدريس في السنة الواحدة إسوة بالدول المتقدمة.
وتم التأكيد على ضرورة بناء التعليم على إسلوب التفكير المستقل الناقد، ونبذ أسلوب التعليم عن طريق التلقين، وأهمية تغيير المناهج الدراسية من قبل متخصصين بما يتلائم مع هذا التفكير، وضرورة توفير الكتب والقرطاسية مجاناً لجميع مستويات التعليم، وتقليل عدد الإمتحانات أثناء السنة الدراسية وجعل الأسئلة محفزة للتفكير لدى الطالب، مع مراعاة ضرورة ربط التعليم باحتياجات سوق العمل في البلاد.
وتمت الإشارة إلى إدخال مادتي الفلسفة وعلم الاجتماع في المناهج التدريسية لمراحل التعليم الثانوي بجميع اقسامه كمادة اساسية لفتح مدارك الطلاب، والتأكيد على أهمية تدريس العلوم والرياضيات، وتنمية التفكير العلمي النقدي، والقيم المرتبطة به والتآلف مع التكنولوجيا، لاسيما الحاسوب والإنترنت كمصدر للمعلومات، وأهمية تدريس مادة علم الأديان وتاريخها في مختلف المراحل ولكن بصورة تدريجية وحسب نمو الطلاب عمريا.
وتم التطرق إلى أهمية تفعيل دور النقابات في الدفاع عن حقوق المعلمين والمدرسين والتشاور معهم في كل ما يمس شؤون التربية والتعليم والإستفادة من خبراتهم.
وقد منحت الرابطة جميع المشاركين شهادات تقديرية لمساهماتهم القيمة في أعمال المؤتمر.
وقد أسهم عدد من الحضور بمداخلات حيوية غطت جوانب متعددة من موضوعات المؤتمر. وقد تم تغطية المؤتمر إعلامياً من القناة الفضائية العراقية، وقد تم تكليف الأُستاذ الفنان علي رفيق بتوثيق وقائع المؤتمر بالكامل.
وطُرحت الكثير من الحلول والمعالجات التي تحتاج إلى قرارات سياسية وآليات عمل مخلصة تصب في خدمة العراق، وقد قامت لجنة من الرابطة بإحصاء وتدوين المقترحات والتوصيات التي ستنشر لاحقاً، وسترفع إلى بعض الجهات صاحبة القرار، وسيجري متابعتها، آملين بأن تأخذ مجراها في التطبيق.