لقد كانت مواجهة حقيقية تلك التي حدثت يوم الانتخابات ، برهن فيها ابناء الشعب العراقي بوعي انتجه الوضع الاقتصادي والاجتماعي المزري ،حيث قال الناخبون والرافضون على حد سواء كلمتهم الفصل في نظام المحاصصة وحيتانه المتخمة من المال العام ، فتدحرجت رؤوس  للفاسدين كانت  قد اينعت و حان قطافها ، وانزوت اخرى  متحججة بالتزوير الذي كانت قد خبرته منذ مجيئها على راس السلطة التنفيذية  التي اعمى نهج المحاصصة عيونها بحيث لم تعد تفكر الا بمصالحها ونظرتها لاوضاع البلد والشعب من خلال جيوبها .

ان درس الانتخابات ونتائجها  كانت بليغة وحاسمة، اعطت رسالة لحيتان الفساد مفادها ان قراءتكم للحراك الشعبي ووعيه المتنامي كانت خاطئة وبعيدة عن الواقع الذي لم يجن من نظامكم المحاصصي الطائفي البغيض غير الذل والهوان والتدهور والخراب في مناحي الحياة كافة ، فكان ان قال كلمته في بنية النظام هذا من خلال نزول المحتجين الرافضين السلميين ليعلنوا مطاليبهم المشروعة وفي مقدمتها تغيير بنية النظام اساس هذا البلاء الذي حل بالبلاد ، وايجاد بديل مدني ديمقراطي يؤمن العيش الكريم والحياة اللائقة للشعب العراقي ويقدم الخدمات الضرورية كالكهرباء والماء الصالح للشرب والصحة وفرص العمل للعاطلين  وهم اعداد كبيرة وخاصة الخريجين ،وخروج المتظاهرين السلميين جاء بناءً على قناعات ترسخت لديه، بأن نظام المحاصصة الطائفي ًومن خلال نهجه سيضاعف الازمات ولا يحلها، ولذلك لم تعد الثقة بين ابناء الشعب وكادحيه  وهؤلاء الفاسدين موجودة حتى وصل غضب  الحفاة الجياع  حدودا لايمكن ان  تنطل عليهم خدع واساليب الفاسدين الملتوية،  ولن يتراجعوا عن مظاهراتهم المطلبية السلمية ،  الا بتشييع نظام المحاصصة الطائفي بحيتانه الفاسدة  الى غير رجعة ، بعد ان يقول فيهم القضاء كلمته وما سببوه من مظالم والالم لهذا الشعب الابي.

ان الصراع الفكري السياسي الذي يدور في الساحة العراقية تصاعدت حدته بعد الانتخابات وما رافقها من فرز شكل رافعة لتنشيط هذا الصراع بين  الحراك الشعبي المدني السلمي من جهة والمتنفذين الفاسدين من جهة اخرى ، انعكس في الاحتجاجات والتظاهرات السلمية المطلبية ليشخص هذه المرة وبوعي ان البنية السياسية لنظام المحاصصة الطائفي هو من يقف وراء الفساد الذي اصبح يعشعش بشكل مخيف في كل مؤسسات الدولة ، ولذلك فالعلاج  لاوضاع الوطن وحل مشاكل المواطن وا خراجه من النفق المظلم ، يتم من خلال تغيير واصلاح البنية السياسية والفكرية لهذا النظام ومحاسبة فاسديه .

اليوم ومن خلال الحراك بين التحالفات  لتشكيل الكتلة الاكبر لتشكيل الحكومة القادمة يبدوفيه الفرز واضحاً بتوجه  الكتل لتشكيل التحالفات ، ويمكن لمن يتابع هذا التقارب بينها يخرج بنتيجة ان ( الطيور على اشكالها تقع ) فمن يريد البقاء على نظام المحاصصة حتى وان اظهر غير ذلك!! فان بوصلة توجهه نحو من يؤيده في ذلك التوجه بات جلياً ، اما من هو جاد في ايجاد بديل مدني ديمقراطي ، تمهيدا لتشكيل حكومة جديدة تضع التغيير عنواناً اساسياً في برنامجها وتحدد اليات للاداء ونوعية معادن الشخوص ، مؤكدة على مبدا المواطنة بعيدا عن المحاصصة والطائفية السياسية ، مؤسساً لتوفير فرص العمل والخدمات ، فسيذهب حتما باتجاه من يتفق معه في هذا التوجه لتشكيل الكتلة الاكبر، وهو  ماخرجت الجماهير من اجله مشخصة الداء ومبينة العلاج.

ومن هنا نقول لمن يريد معرفة جواب لاتجاه بوصلة حراك الكتل  نحو تشكيل الكتلة الاكبر !!في اجابة :  احد الفلاسفة  عن كيفية معرفة باي الاتجاه يسير هذا او ذلك قال مختصرا هذا الجدل :

 (قل لي من هم اصدقاؤك   اقل لك باي اتجاه تسير )   

نعم اصدقاء هذا الفريق او ذاك هو من يحدد التوجه ولذلك وعلى ضوء اللقاءات لايمكن تغطية الامور خاصة وان شعبنا العراقي اصبحت لديه حصانة من لاعداء الداخليين والخارجيين.                                                                                   

وامام المخاطر المحدقة بالوطن الداخلية متمثلة بفكر الارهاب وقوى الردة و  الخارجية بالادارة  الامريكية والاقليمية باذرعها الداخلية الايرانية منها والتركية ودول اخرى لها مصلحة في بقاء الشعب العراقي يعيش الفوضى والازمات، مما يتوجب على العراقيين المخلصين لشعبهم ووطنهم ان يذهبوا بالوطن حيث تكون ارادة الناس والعمل على اسعادهم وحل مشاكلهم وتقديم الخدمات الضرورية لهم واعلاء شان المواطنة ومغادرة الطائفية السياسية والهويات الفرعية والولاء للوطن والشعب فقط  وبذلك يثبتون لشعبهم انهم بقدر  المسؤولية الوطنية

عرض مقالات: