التطورات  السياسية بالعراق تختزن المفاجآت وتنذر بمخاطر قد تتطور سريعاً بما لم يستطع ايقافها  ، بسبب نهج المحاصصة الذي ملئ قلوب ابناء الشعب العراقي (قيحاً) خلال تناوب المتنفذين الفاسدين لفترة 15 عاماً ،ومازال هؤلاء مصرين  على ذلك النهج الطائفي القومي المقيت، حتى بعد نتائج الانتخابات التي جاءت لتؤشر على رفض قاطع لحيتان الفساد ونهجهم الفاشل ،

لذلك نجدهم يسرعون الهرولة باتجاه تشكيل تحالف يضم عددا من الكتل ليكونوا  الكتلة الاكبر عدداً بالبرلمان ،وبموجب الدستور يمكن للكتلة الاكبر تشكيل الحكومة ،  وبذلك يسمح لهم ذلك من تصدر المشهد السياسي ثانية ( وتعود حليمة الى عادتها القديمة ) ويبقى فاس نظام المحاصصة المجرب على رأس الشعب العراقي ).

ومن منطلق الطيور على اشكالها تقع يندفع بعض الفائزين اليوم  بهذا الاتجاه   لتشكيل الحكومة وتقاسم الكعكة ، دون ان يضع هذا البعض  في حساباته الوضع المتازم وما سيؤول اليه لاحقا ، وكيفية معالجة مشاكل البلد والناس ،ولسان حالهم يقول: لتكن مصلحتنا اولاً وليذهب الشعب العراقي للجحيم !!

من هنا نقول ان اي تحالف يروم تشكيل الحكومة القادمة  لايأخذ مصلحة الشعب اولاً فهو تحالف سيكرر نهج المحاصصة الطائفي البغيض ،  ويراكم الازمات ويكرس الفساد ، وان مثل هكذا تحالفات مصلحية تتشكل في غرف مغلقة بعيدا عن هموم ومعاناة الناس ،    لن تقدم للشعب العراقي غير التجويع والقهر، وهذا ما اكدته مؤخراًالتظاهرات الكبيرة التي خرجت في كل محافظات العراق مطالبة بالخبز والعمل وتوفير الخدمات وبمعنى ادق مطالبين بالتغيير الذي بات ملحا ، و الذي يعني تجاوز نظام المحاصصة وفساد اركانه ، حتى ان هذه التظاهرات الجماهيرية حملت موقفا حادا من رموز الفساد والمطالبة بمحاسبتهم ، مؤكدة ما اظهرته الانتخابات من وعي تبلور في افشالهم وهزيمتهم  سواءا من قبل من ذهب للانتخابات او من قاطعها .

لذلك فان القراءة الجديدة  للواقع السياسي المتحرك اليوم،رتشيرالى ان الوعود  المطروحة من قبل المتنفذين الفاسدين  غيرمقبولة من قبل الجماهير للشرخ الكبير الذي اوجده نهج المحاصصة بينه والجماهير الكادحة التي ماعادت تثق بنظام المحاصصة الطائفي المقيت  ،معلنة في تظاهراتها على ضرورة التغيير ، الذي بدونه ، لايتحق اصلاح حقيقي ويبقى الفساد ونهب اموال الشعب سائداً وعلى اعلى المستويات ، ولان واقع الجماهير المعاش والذي يزداد سؤءا يوما بعد يوم يؤكد  ان اجتثاث واستأصال نظام المحاصصة ، واحلال مشروع البديل الوطني الديمقراطي ، الذي يهدف الى بناء دولة المواطنة دولةالقانون التي ترسخ مفهوم العدالة الاجتماعية وتساوي بين ابناء الشعب العراقي كمواطنين عراقيين هو الحل ،متجاوزة بذلك نظام المحاصصة ورؤيته ، التي لاتتعدى بطون اصحابه حتى القدمين ، اما عقولهم فقد تجمدت وتكلست بحدود مصالحهم الذاتية وما يحدده نهجهم التحاصصي الطائفي ، ولذلك لم يفكروا  بأيجاد حلولا للخروج من هذا الوضع المأساوي المأزوم ، اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً ، وظلوا قابعين في الخضراء يدورون في فلك نهج المحاصصة وتقاسم الحصص!                                     

ان الجماهير التي خرجت بهذا الحجم وفي كل المحافظات ، اعلنت بعد ان اوصلها الفاسدون الى  النتيجة التي تقول : ان حل مشاكلها وتوفير احتياجاتها الضرورية من ماء وكهرباء وفرص عمل لايتم مع بقاء نظام المحاصصة وحيتانه، ولذلك اكدت على ضرورة احداث التغيير في بنية النظام هذا، واحلال بديل وطني ديمقراطي على انقاضه ، هذه كانت رسالتهم ونعتقد انها وصلت الى مسامع المتنفذين الفاسدين ، والتي رافقتها دماء عزيزة لابناء شبعنا المتصدين السلميين من المتظاهرين ، اكدت بما لايقبل الشك ، ان صبرهم قد نفد ، ولن تستطع الوعود البراقة التخديرية ان تنطل عليهم بعد الان ،  مطالبين بالتغيير ومحاسبة الفاسدين ، لانهم يدركون ان مطاليبهم لايمكن تحقيقها في ظل المتنفذين الفاسدين حيتان نظام المحاصصة ،وان التغيير الحقيقي لن يتم الا بمشروع وطني ديمقراطي اساسه الاخلاص لقضايا الشعب وتحسس مشاكلهم ومعاناتهم ، ولذلك نهضت الجماهير مطالبة بالتغيير الحقيقي الذي بات مطلبا ملحاً ،و عليه فان القوى المخلصة من الوطنيين والديمقراطيين والاسلاميين المتنورين ان تدرك حقيقة التحول الجديد ، في الساحة السياسية العراقية ولا تضع نفسها الا في المكان الذي يصون سمعتها وتاريخها ونضالها ،ويعزز الثقة بها ، وهو مكان الجماهير وما تعانية ، وتسير معها حيث المشروع الوطني الديمقراطي الذي جسده تحالف القوى الوطنية الديمقراطية والاسلامية الوطنية المتنورة ، بعيدا عن المحاصصة وشخوصها من الفاسدين اس البلاء ومفجر الازمات ، خاصة وان التظاهرات الواسعة قد كشفت مايختزنه الشعب العراقي من وعي تفجر لكشف عورات الفاسدين وضحالة افكارهم ، ولن يجد معهم بعد الان حسب مارفعته الجماهير من مطاليب الا باجتثاث واستأصال الفاسدين . 

عرض مقالات: