في هذه الأيام تكون ايّام شباط حزينة جداً الظلام دامس والبرد قارس في بلد الأمان وكل يوم يكون الانسان في كآبة قوية على أمل ان يصل آذار الجميل بداية الربيع والضوء المتزايد ويُبهج القلوب الحزينة.هذه الأيام في بلد الأمان ولكن طعمها يختلف في عراقنا الحبيب، حيث شباط الأسود في ١٩٦٣ يمر وتقترب الكآبة اكثر من القلوب المكروبة والتي كانت شاهد عيان عما فعله البعث الفاشي بإبناء العراق البررة من قتل وتعذيب وتسقيط سياسي واغتصاب النساء، لقد بدأوا بأبطال ثورة تموز وفِي نفس الوقت بأبطال الحزب الشيوعي وقادته والوطنيين والتقدميون الديمقراطيين ولم ينجو منه اي وطني كان مخلصاً للوطن والشعب وقد اكتظت السجون والنوادي الرياضية والبيوت التي احتلوها بابناء العراق ليلاقوا مصيراً مجهولاً بادوات البعث والذي أتى بالقطار الامريكي، لا أريد ان استرسل والكتابة عن تلك الأيام السود التي حلت بالعراق والعراقيين وابقى مثقلاً بهمومها لكنني اتذكر قولاً كبيراً للشاعر رياض النعمان "لو كان الامر بيدي لالغيت شهر شباط من تسلسل الأشهر ال ١٢" وفعلاً الامر هكذا بصورته البشعة ظلام وذكرياته المؤلمة ولم ينتهي شباط بهذه الذكرى ففيه ١٤ يوم الشهيد الشيوعي حيث نفّذت السلطات الملكية حكم الإعدام بمؤسس الحزب الشيوعي الخالد فهد وفِي اليوم التالي برفاقه صارم وحازم الخالدين وأمعنت السلطات آنذاك في الأحكام الجائرة بحق كوادر الحزب الطويلة والشاقة مع التعذيب اليومي...لكن الأمل لم ينقطع فيأتي شهر الضوء الجميل والدفئ شهر آذار ليبدأ بيوم المعلم  المربي ويستمر الى يوم المرأة الباسلةثم تأتي زهور نوروز حيث يحتفل العراق كل بطريقته في هذا اليوم الربيعي الجميل من جبال كردستان العراق الى جنوبه الجميل ولكن لن تكون هنا محطة اخيرة الا ويكون آخر يوم آذار الحبيب يوم ذكرى تأسيس حزب العمال والفلاحين والمثقفين حزب الجميع  الحزب الشيوعي العراقي العظيم والذي ظلّ عصيا على الحكام الجائرين في إنهاءه ولم يقدر احد على هذا الفعل لان جذوره امتدت الى كل بقاع العراق ففشلت كل محاولات الأنظمة الرجعية والفاشية في كسر شوكته فيبقى حزب تلتف حوله الجماهير وما يفرح  اكثر ان الشبيبة وجدت طريقها الصحيح في داخل الحزب الشيوعي العراقي لتبدأ وتعمل ليل نهار جنبا الى جنب الأجيال التي سبقتها وتخوض معاً العمل من اجل وحدة الحزب والوحدة الوطنية  . والآن  يحق لنا القول ان بين الالم والامل فاصل قصير سرعان ما تذوب كل المعاناة لتتجدت الامال في بناء العراق الجديد لازاحة الفاسدين بعد ان اندحرت داعش الإرهابية وبناء اجيالاً تلحق بركب التقدم والبناء من خلال ربيع زاهي وطويل.

عرض مقالات: