يُهدد الأمريكيون فنزويلا بذريعة مكافحة تهريب المخدرات. شاهدنا على شاشة التلفزيون كيف قصف خفر السواحل الأمريكي زورقاً سريعاً صغيراً، يُفترض أنه من فنزويلا. جرى ذلك من دون أية مُحاكمة أو عملية صعود على متنه أدَّت إلى اعتقاله. هذا أمرٌ غير مقبول بتاتاً. يدين الشيوعيون النشر الحالي للقوات العسكرية الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي بأوامر من إدارة ترامب.
استخدَمتْ الإمبريالية الأمريكية وحلفاؤها الأوروبيون "مكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات ووجود أسلحة الدمار الشامل، والدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية" كذريعة لمهاجمة العديد من دول العالم.
الفناء الخلفي للولايات المتحدة
يُظهِر التهديد بالعدوان العسكري الأمريكي على فنزويلا مَرَّة أخرى سلوك الولايات المتحدة، التي لطالما اعتبرت أمريكا اللاتينية فنائها الخلفي. وقد برهنتْ الولايات المتحدة على ذلك على مدى المئتي عام الماضية من خلال غزواتها وتدخلاتها واعتداءاتها العسكرية المباشرة وغير المباشرة (كما في حالات غواتيمالا وكوبا وجمهورية الدومينيكان وبنما وغرينادا وهايتي وهندوراس والسلفادور).
ودبَّرت الولايات المتحدة مخططات تآمرية لفرض ديكتاتوريات معادية للديمقراطية وموالية لأمريكا (كما في تشيلي والأرجنتين والبرازيل وأوروغواي وباراغواي). ونفذت الولايات المتحدة مخططات إجرامية ضد نضالات الشعوب (مثل عملية كوندور وعملية كولومبيا)، وفرضت حصاراً وحظراً اقتصادياً غير قانوني على عدد من الدول، وأشهرها الحصار الإجرامي ضد كوبا.
وفي إطار سعيَها إلى فرض هيمنتها الاقتصادية والسياسية والعسكرية الكاملة على المنطقة، أنشأت الولايات المتحدة أيضاً ما يقرب من 80 قاعدة عسكرية وجيبا عسكرياً في أمريكا الوسطى ومنطقة البحر الكاريبي وأمريكا الجنوبية.
يهدف هذا التصعيد الجديد للإمبريالية الأمريكية في منطقة البحر الكاريبي بوضوح إلى ترجيح كفة مصالح الاحتكارات الأمريكية في تنافسها مع مصالح القوى المتنافسة.
فنزويلا
بهذا التصعيد، تُكثّف الولايات المتحدة ضغوطها على حكومة نيكولاس مادورو لمواصلة تقديم التنازلات لرأس المال الاحتكاري الأمريكي. إذا لم يحدث ذلك، فسَتعمل الولايات المتحدة على إحداث انقسام لإفساح المجال للمعارضة اليمينية. وإذا حدث ذلك، فسيكون له عواقب وخيمة مُزعزعة للاستقرار وعنيفة على منطقة أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي بأكملها.
التضامن
يدين الشيوعيون هذا التصعيد الخطير للإمبريالية، الذي يهدف إلى مضاعفة الظروف الصعبة للحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتدهور نوعية حياة الشعب الفنزويلي. إن الاستفزازات والضغوط الأمريكية القاتلة تُفاقم الأزمة الرأسمالية الفنزويلية وتُفاقم معاناة شعبها.
نعرب عن تضامننا مع الطبقة العاملة والشعب الفنزويلي، ونؤكد من جديد أن مخرج الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في فنزويلا يكمن في أيدي الطبقة العاملة والشغيلة في البلاد.
(*) رئيسة الحزب الشيوعي الدنماركي
عن جريدة الشيوعي الدنماركية عدد تشرين الأول 2025