ثمة ولع ملهاتي تراجيدي أن أجمع بعض الأرقام للوجع العراقي بمقاربات التماهي برصاصات (حيَة) ليست سلاح (خُلبْ) فارغة موجهة لوطني الحي الميت أليك بعضها:
-250ملياردينار عراقي التكلفة الإجمالية لانعقاد مؤتمر( القمة العربية ) ليوم واحد فقط في 17-5-2025 باسم قمة بغداد الدورة 34ويبدو للمتتبعين وكأنهُ انعقاد افتراضي يرقى إلى انعقاد وهمي عرابها الجامعة العربية التي تأسست في 22مارس 1945بتخطيط بريطاني في لعبة صفقة القرن بتمزيق معاهدة ( سايكس بيكو ) 1916 بتقطيع الدول العربية بين فرنسا وبريطانيا والتمهيد لوعد بلفور المشؤوم نوفمبر1917 وتلك هي الظروف الخيانية لوجود الجامعة العربية وهي ( عرابة ) القمم العربية الخائبة ورحم الله النواب تململ وتنفس جروحات العراق بتذكيرنا قصيدته المشهورة قمم قمم .
وتستمر الجهود الحثيثة للحكومة الاتحادية والدبلوماسية العراقية قبل انعقاد المؤتمر بأكثر من شهر بمواصلة الاتصالات المكوكية بالجامعة العربية السيئة الصيت ورؤساء الدول العربية لإنجاح انعقاد قمة بغداد.
وأنعقد المؤتمر بالموعد ولكن بحضور خمسة رؤساء دول فقط من أصل 22 رئيس والاكتفاء بمندوبين عنهم فكانت خسائرنا الاستنزافية:
-تعطيل مؤسسات الدولة ليومين
- منع التظاهرات المطلبية الدستورية
- رقم التكلفة المليارية – والعهدة على شبكة الأعلام العراقي – ففي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى العاصمة العراقية بغداد التي تستعد لاستضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين وسط ظروف إقليمية بالغة التعقيد تتصاعد الأحاديث حول (الكواليس المظلمة) التي رافقت تلك الاستعدادات، وكشف سياسيو الأعلام العراقي والإقليمي عن تقديم الحكومة الاتحادية تنازلات لبعض قادة الدول من أجل الحضور.
وكشف النائب (مصطفى السند) يوم الثلاثاء 13 -5 -2025 عن أرقام فلكية تم صرفها للتحضير للقمة العربية في بغداد قال: السند في حوار متلفز إن العراق يعاني من مشاكل اقتصادية كثيرة ومعاناة نقص خدمي في البنى التحتية مبيناً إن تكلفة القمة العربية ليوم واحد 250 مليار دينار وأضاف أن تبليط شارع المطار بلغ 100 مليار دينار بمشروعين واحد مباشر والآخر إلى قاعة الشرف وإن تكاليف الضيافة من أدوات طعام وصلت إلى 13 مليار دينار من دون طعام، يتساءل النائب مصطفى السند لماذا هذه المصاريف؟ على قمة بلا جدوى، والعهدة على شبكة الأعلام العراقي الذي يعتقد: هناك احتمال أكيد أن تصل التكلفة إلى 500 مليار دينار عراقي.
يا سادة ويا كرام إن المبلغ الفلكي 500 مليار أنهُ موازنة عشرة دول من دول الجوار العراقي، ونبني به 500 مستشفى وألف مدرسة وتبليط ألف شارع وبناء خمسة آلاف بيت.
واختتام مؤتمر القمة العربية ال 34 في بغداد الساعة الرابعة عصرا من نفس اليوم بحضور خمسة رؤساء دول فقط من أصل 22 رئيس هم أمير قطر تميم أبن حمد بن خليفة آل ثاني والرئيس الفلسطيني محمود عباس والمصري عبد الفتاح السيسي والصومالي حسن شيخ محمود والباقي ممثلين لحكوماتهم.
المخرجات الديناميكية السالبة المستنزفة للاقتصاد العراقي.!؟
- أمريكا في العراق صراع على النفوذ ومآلات السيطرة ورهانات المستقبل بدت جلية للعيان للأعوام 2003 – 2024 - 2025وهي المخرجات البغيضة والمؤثرة للعقوبات الأمريكية على العراق عام 2018.
-الاقتصاد العراقي المستنزف في حضن الصندوق الدولي الأسود.
- كوابيس اضطراب بوصلة أسعار النفط يهدد الاقتصاد العراقي.
- سوداوية المخرجات السيئة للاقتصاد العراقي تنحو باتجاه عالم الغثاثة السياسية والمخاض العسير للتغيير.
- مزاد العملة الأجنبية فرية أمريكية (بريمرية).
- عدم الجدية في إقرار (قانون) حر يمنع الاستحواذ والتسلط والبيروقراطية ويعطي المجال الأوسع لخنق للقطاع الخاص وعدمية استدامة استثمارية جديدة تعالج الثغرات المحبطة أمام التغيير.
- نعم الجفاف والتصحر يقسو على زراعة العراق، قلة الأمطار تعمق الأزمات المائية وتزيد من معاناة أكثر من ألفي قرية على الفرات الأوسط تعاني شحة المياه، وإن العراق يستنزف خزين مياهه الجوفية للسنة الخامسة للتصحر، وباعتقادي اللجوء للمياه الجوفية تكون للطوارئ فقط.
- العراق وتحقيق التوازن بين ثرواته الطبيعية ومستقبل الطاقة المستدامة.
- تراجع الدينار العراقي أمام الدولار الأمريكي والتأثير المباشر على السوق الموازية باضطراب الأسعار والتي تدفع فاتورتها البغيضة الطبقات الفقيرة والوسطى، كمثال لا للحصر سعر طبقة البيض اليوم الأربعاء 10\1\24لامس الثمانية آلاف دينار عراقي.
- البرلمان العراقي ومن بعدي الطوفان بغياب الرقابة البرلمانية والتشريعية، والغيابات الغير مبررة للنواب!؟
ما الحل ---؟ إذاً!
البحث في حيثيات مثل هذا الموضوع الدقيق والخطير والذي يلامس خبز المواطن وحريته ووجوده يجب على الباحث ان يركز على المعطيات السوسيولوجية ومآلاتها وتحدياتها ورهانات المستقبل لا ضير ولا ضرر في استنساخ نماذج لمشاريع ناجحة بنقلة نوعية خدمية تلمس حياة المواطن في مآلات واعدة بالنماء والتغيير الحقيقي من دول إقليمية أو دولية، والتحرر من فايروس أسطورة تمجيد الفرد كما ظهر في أنماط السياسة والأنثروبولوجيا الجمعية العراقية والعالم العربي.
المطلوب بديل حسب مقاساة العقلانية لا الغيبية ، كما رفض أنماط الحياة المرتبطة بالرأسمالية البطريركية الذكورية ذات النزعة الاستهلاكية المتجهة إلى تدمير مسارات التنمية المحلية والدولية ، ويجب حضور السيادة الوطنية على الأسواق المالية والنقدية ، وأحياء وبث الروح في النقابات والمنظمات العمالية في وطننا العراق لكونها تمثل الضمانات الوحيدة لإعادة بناء عالم آخر أفضل متعدد الأقطاب مدني ديمقراطي بديلا وحيدا عن بربرية الرأسمالية الجشعة ، نعم التماهي مع نماذج المشاريع الاقتصادية التنموية ( الواعدة ) بمستقبل استراتيجي للشباب ، وهي فرصة ثمينة للاطلاع على النهضة التنموية لدول عربية ناهضة بالواقع الاقتصادي للدولة باستخدام منصات علمية حداثوية في توفير الاستدامة للموازنات المقبلة ، وأضيف توسع الدولة في الأنفاق على المشاريع الاستراتيجية الكبيرة واكتشاف المهارات والابتكارات للبحث عن البديل التقليدي بظل استخدام الاستدامة المالية التي تدفع إلى التوازن بين الأنفاق والإيرادات حينها توفر للدولة ( خمسة ) روافد نقدية لدعم موجودات الغطاء النقدي في البنك المركزي العراقي ، ومن هذه النماذج المشاريعية المستدامة " مشروع طريق التنمية " إنهُ رغبة دولية وإقليمية لإنجاز المشروع (أثني ) بالعاجل للبدء بالتنفيذ لكونه عامل ضغط لمكافحة الفساد وهدر المال العام وهو تدعيم للاستثمار والاستغناء التدريجي عن النفط كمصدر رئيسي لموازنة البلاد وبناء هيكلي للاقتصاد المستدام الغير نفطي ويبقى كمشروع ستراتيجي واعد للتغيير ، وعندي هنا وهناك بعض الملاحظات ربما لها الأثر في الوصول إلى التغيير الشامل للإصلاح بمفهوم بروستاريكا عراقية وطنية :
-التوأمة بين مكافحة الإرهاب وهيئة النزاهة.
- أعادة تأهيل وإكمال مطار الموصل الدولي.
- نظام النزاهة الوطنية ضمان لتحقيق الحكم الرشيد.
- التقليل من أثر التصحر الجاثم على العراق الذي يستنزف خزين مياههُ الجوفية للسنة الخامسة وهناك ألفي قرية على الفرات الأوسط تعاني من مشكلة شحة الماء.
- مشكلة السكن يجب أن تكون من أولويات البرنامج الحكومي الحالي.
- الدفع الإلكتروني يقلل من نسبة الفساد، البطاقات ستسهل الأمور اليومية.
- اضطراب بوصلة الدينار العراقي في السوق الموازية بتأثرهِ أمام القوة الطفيلية للدولار الأمريكي.
وأخيراً وليس آخراً------
لا ضير بالاستئناس بأفكار بعض أساطين الاقتصاد السياسي العالمي وصناع مشاريع الإصلاح البنيوي كتنظير للاستفادة من أفكارهم وتجاربهم في ماهية الدولة المدنية الديمقراطية منهم نماذج:
-كارل ماركس هو معلم الطبقة العاملة وصاحب شفرة ( كود ) التغيير: "بنضوج الوعي العام والأدراك " بحالته المأساوية الظلامية عند الجماهير المستلبة ، طبعاً لانفراط العقد الاشتراكي السوفييتي وانفراد أحادية القطب العالمي بقيادة إمبراطورية الولايات المتحدة وكارتلات الشركات العملاقة حركت أعلامها الموجه ولآن الأعلام بمفهومه الموضوعي كونهُ قوة خفية ناعمة مؤثرة وخصوصاً عندما يزحف بالتوجه الطفيلي في التغول وخلط الأوراق أوجدت كيان هلامي أسمتهُ (المواطن المستقر) أو المواطن المترف الذي تعرض طويلا إلى القمع والقهر الروحي أدى إلى نشوء المواطن المستقر "طوعيا " كما نرى اليوم في بعض دول الخليج ، والشعب العراقي في ظل الحكم الصدامي ل 35عام ا، وسيكون عائقاً غثا وصعباً أمام التغيير إلا خروج المواطن من داخل هذه الشرنقة المرعبة ( دولابوسييه وكتابه العبودية الطوعية ) .
- الفقيد الدكتور فالح عبدالجبار فهو يوضح مفهوم اللادولة هو شكل آخر موازي من أشكال التنظيم الاجتماعي غير مستند على تنظيم اجتماعي أو سلطات مستقلة ، فهي دولة عميقة يستحوذ على سياساتها المال والسلاح السياسي ، ففي نظر الدكتور عبدالجبار- عند ترجمة كتابه يسميها الدولة الغير رسمية تكون داخل الدولة وخارجها واكتسبت أهمية سياسية وعسكرية دائمة من خلال قواعد شعبية وأذرع لها ، وبشكل أدق يسميها (الجماعات الهجينة ) وإنها تعمل على بناء هياكل موازية للدولة مما يمنحها استقلالية غير قانونية (كتاب اللادولة فالح عبدالجبار 2021) ، وللأسف رحل المفكر الأكاديمي مبكرا وترك غيابه كماً من الأسئلة والتوضيحات وهكذا الموت وأستحضر ما قالهُ الأديب الفلسطيني غسان كنفاني عن الموت وهو ينعي نفسه: (وحدهم من يغلقون الأبواب دون إصدار ضجيج لحظة خروجهم لا يعودون ---- ) .
- النزاهة الوطنية ضمان لتحقيق الحكم الرشيد
يوم السبت 6كانون 2024 وصلتني دعوة - وأنا في بغداد الحبيبة - من منتدى بيتنا الثقافي في الأندلس (بتوجيه القسم الثقافي للحزب الشيوعي العراقي حضور محاضرة عن نظام النزاهة الوطني ضمان لتحقيق الحكم الرشيد كانت محاضرة موضوعية واقعية بكم ثري من المعلومات الاقتصادية في موارد العراق الثرية الغير مستثمرة راقت لي المحاضرة وخصوصاً عند تبويبها المحاضر بتراتيبية ممنهجة تتماهى أكاديمياً بهذه المحاور:
1- النزاهة الوطنية ضمان لتحقيق الحكم الرشيد
2- إجراءات وقائية تعزز الصناعة
3- سماع صوت الفئات المهمشة
أستاذ سعيد رشيد متخصص في مجال الحكم الرشيد وركز في محاضرته الموضوعية على رافعة "النزاهة " متناولا الوضع العراقي بعد 2003 حتى اليوم مؤكداً : إنهُ لا توجد رؤية اقتصادية تنموية واضحة في العراق ، فالمفروض أنما يصرف للتنمية اليوم يجب أن يجلب بعد سنوات أموال وخدمات ملموسة للمواطنين لكن شيئاً من ذلك لم يحصل بسبب الفساد الإداري والمالي ، وأثني على ما طرحهُ المحاضر في مجالات تقويم الحكم الرشيد القائمة على النزاهة وبياض اليد والذات لهي كفيلة في وضع البلد على السكة الصحيحة أضافة لسن قوانين وقائية حديثة تواكب الرقمية الحداثوية .
كاتب وباحث أقتصادي وناقد أدب عراقي مغترب
مايس 2025