من بين أكثر تصريحات الرئيس الأميركي ترامب الأكثر استفزازية، وتفتقر إلى أدنى حد من الحنكة واللباقة الدبلوماسية المعتادة في أعراف العلاقات الدولية ، تلك التصريحات التي تنطوي على أسلوب من المن "للمساعدات" التي تقدمها بلاده إلى دول المنطقة التي ترتبط بعلاقات اقتصادية وثقافية و باتفاقيات عسكرية، وبضمنها القواعد العسكرية التي تخدم مصالح أمريكا الاستراتيجية والعسكرية في العالم، بما فيها شتى حروبها في مناطق مختلفة من العالم، لكن ترامب عبثاً يظهر نفسه وكأنه اكتشف فجأةً بأن ثمة نهباً تاريخياً تعرضت له موارد بلاده المالية من قِبل دول المنطقة الحليفة لبلاده، سيما في الخليج بلا مقابل، محملاً بذلك سياسات الإدارات الأميركية المتعاقبة لذلك الهدر أو الإنفاق المجاني، وكأن يعد نفسه بذلك المنقذ الذي سخرته العناية الإلهية ليسترد تلك الأموال " المنهوبة".
هذه النغمة الاستفزازية الكريهة برزت مرات خلال ولايته الأولى، ثم صار أكثر تبجحاً بها خلال أيام من بدء ولايته الحالية بصورة فجة مفرطة فاقت كل حدود اللياقة، لا بل وصلت إلى التهديد بقطع مساعدات بلاده لدول المنطقة الصديقة! فهل كان كل ما كانت تدفعه الولايات المتحدة الدول المعنية في تصريحاته لو جه الله بدون مقابل؟ وهل اكتشف ترامب فجأةً أن النظام الرأسمالي الذي اختارته بلاده يقوم على نمط من الرأسمالية الخيرية الإنسانية لدفع ما يفيض من أرباحها وفوائدها مساعدات إلى دول العالم المحتاجة قاطبة؟