مازلتُ أحرثُ أرضَ الذكريات عن ماو تسي تونغ وعن الكفاح المسلّح للشيوعيين، ومنذ السبعينيات حيث كان الأفق السياسي لم يكن صافياً، وكان التحذير من حزبنا الشيوعي يجري على قدمٍ وساق، من انّ العنف الثوري لماو تسي تونغ لم يجدِ نفعاً وعلينا عدم التحلي به وبهكذا افكار لا تنفع الحزب وأتذكر الشهيد (زهير عمران) كان يحذرنا من العنف الثوري لماو تسي تونغ ويحذرنا ايضا من مظفر النواب لآنه يناصر الأسلوب الثوري لماوتسي تونغ الذي بنى الصين العظيمة بهذا النهج من النضال والكفاح. لكن بعد مضي السنوات يستشهد (زهير عمران) وهو يقارع النظام البعثي بالسلاح الثوري المحدود في كردستان العراق ونحن لا زلنا نردد كل اشعار مظفر النواب الخالدة حتى هذا الزمن. لكنني في أرض الصين اليوم وأرى الانطلاق في الشفق الأحمرِ. كل نبتةٍ تنمو بفضل جهود هائلة لعمالٍ وفلاحين شيوعيين في بناء فردوس الحقيقة، لا الوهم المنثور في المجلدات. لذلك أقول: ما من أحدٍ يستطيع أن يختار تواريخ الأحداث ولكنها في بعض الأحايينِ تكون مثل رصاصة منطلقةٍ، من ماسورة بندقية. منذ ذلك التأريخ وأنا أحب أن أرى الصين النائية عن المكان والقريبة من الفكر والعقل وكل ما هو جميل في الوهم والأحلام لكني أراه اليوم حقيقة واقعة على أرض الصين الشيوعية. جنة الله الفرضية بناها الشيوعيون في الصين فأصبحت أجمل بقاع الأرض بحيث لا يمكن للمرء أن يجد عقب سيجارة في الأرض الاّ ما ندر لأنّ المتعارف عليه هو الممنوع أن تدخن في الأماكن المغلقة أما في الصين وفي شنغهاي الخلاّبة في الجمال حتى في الشارع العام لا يمكنك التدخين الا في الأماكن المخصصة مع وضع حاوية صغيرة لرمي الأعقاب فيها. وهناك من عجائب الدنيا المتمثلة في هذا البلد الرصين وهو جدار السور العظيم في العاصمة بكين الذي يجعلك تعود الى الوراء لخمسة آلاف سنة وأنت منبهر من طاقة وقدرة الإنسان في ذلك الوقت على بناء هذا الصرح الذي يزوره أغلب رؤساء العالم والسائحون القادمون من مختلف الأمصار والأوطان. وإذا تحدثنا عن السيارات في الصين فأغلبها إن لم نقل جميعها فهي سيارات كهربائية تودع البنزين العربي مما يمنع التلوّث. أما الليلُ في الصين ليس كما ليالي شعوبنا القاتمات الحالكات، بل ترى الليل بأضوائه العجيبة حتى تخيّل لي وقلت: أن المهندسين والعاملين في البنى التحتية كإنهم جلبوا الأقمار والنجوم والشموس ووضعوها في الشوارع فبدت كجنة من الضوء الساطع الملوّن الجميل. علاوة على ذلك لا يمكن أن تجد متسولا جائعا في الصين بعكس شعوبنا التي نخرها الفقر والفكر الجاهل الذي أكل الزمن عليه ومضى.

طوبى للحزب الشيوعي الصيني ولحرية الأديان التي منحها للجميع فهناك الكثير من المطاعم الإسلامية بطاقم عملها النسائي من الصينيات المحجبات الجميلات. وما يشاع عن الصين من أنه يضطهد المسلمين فهذا كلام فارغ وأباطيل ولأصحه لها على الإطلاق. دامت الصين لشعوب الأرض وهي تغزو العالم بصناعتها ومنتجاتها ودام الحزب الشيوعي الصيني الذي استطاع أن يوظف تعاليم النبي الأعزل (كارل ماركس) بمفاهيمها الصحيحة مما جعل شعبها الذي تجاوز المليار ونصف أن يعيش في وطنٍ حرٍ وشعبٍ سعيد. ولأنني رأيت الصين بأم عينيّ لا بعين غيري ولا بما قرأته في الكتب وما سمعته في الراديو أو التلفاز فقلتُ للنفس التوّاقةِ للرؤى: عليكِ أن تبتسمي وتنشرحي كثيراً وحسبكِ.

عرض مقالات: