عرض الزميل الصحفي اللامع كفاح الامين - كاردو - مساء السبت 17 / 8 كتابه بنادق الحرية الذي وثق فيه أسماء شهداء أنصار الحزب الشيوعي العراقي الذين استبسلوا في مقارعة النظام الصدامي الاعوام 1979 - 2003. إذ تشكلت اولى مفارز الانصار إثر التحاق كوادر الحزب الشيوعي العراقي بالمناطق المحررة من كوردستان قبيل انهيار الجبهة الوطنية التي كانت تنظم العلاقة بين الحزب الحاكم، حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي.
صدر الكتاب بحلة أنيقة وبخمسة مجلدات من القطع الكبير، ومئات الصفحات الملونة والمزدانة بصور ورسوم الشهداء وصور من تلك الايام التي كانوا يناضلون فيها ويقاتلون في الجبال الوعرة ويعيشون حياة متقشفة بعيدة عن مراكز الحضارة لا تتوفر فيها وسائل الراحة مع أن منهم من كان يعيش في عواصم اوربية مترفة.
صدر الكتاب بأجزائه الخمسة في اخراج أنيق وتصميم جميل يليق بالشهداء الذين قدموا حياتهم فداء لانتصار الحرية والخلاص من الطغمة الصدامية الباغية.
من بين شهداء أنصار الحزب الشيوعي اطلعت على ما نشره الزميل كفاح عن صديقي الشهيد نعمة الشيخ فاضل والذي سبق ان نشرت صورته في ادبيات الحزب الشيوعي وصفحات الانترنيت - الفيس بوك - وكان بودي ان أجد الصورة بين دفتي الكتاب منشورة في الصفحة المخصصة له ص 335 ج 1.
الشهيد نعمة الشيخ فاضل صديقي منذ الطفولة، كنا نسكن في حي المشروع في مدينة الكوت، وكنا نلتقي بعد ان تخرج في الثانوية وسافر الى البصرة لدراسة الهندسة.
بعد ذلك كنا نلتقي ببغداد حين كان يزورها اواسط السبعينيات. وكان يخطط للسفر الى خارج العراق لإكمال دراسته، وتوجسه شرا من متابعة النظام الصدامي للطلبة المنتمين للحزب الشيوعي او للأحزاب الكوردية والاحزاب الاسلامية.
ومن المفارقات ان والد صديقي نعمة كان شيخا يقرأ التعازي الحسينية في المدن والارياف التابعة لمدينة الكوت ومع ذلك كانت الثقافة اليسارية هي الشائعة بين الشباب ولأغلبهم علاقات بالحزب الشيوعي.
في احدى اللقاءات كنا نتجول في شارع الرشيد ببغداد وتوجهنا نحو سينما الخيام وإذا بمصور في الشارع يلتقط لنا صورة تذكارية بشكل مفاجئ ويقدم لنا بطاقة الاستوديو لمراجعته واستلام الصورة ودفع ثمنها. كانت تلك الطريقة شائعة ببغداد وتشاهد عددا من المصورين ينتشرون في منطقة الباب الشرقي وشارع السعدون.
الصورة هي قبيل سفره الى جيكوسلوفاكيا. بعد سفره الى جيكوسلوفاكيا واكمال دراسة الهندسة، عاد الصديق نعمة الى كردستان والتحق بالأنصار تطبيقا للشعار المرفوع آنذاك: التفوق العلمي والعودة الى الوطن..
وكنت في الهند حين وردتنا الاخبار عن معركة بشت آشان وفيما بعد نشرت أسماء شهداء بشت آشان وكان الصديق نعمة الشيخ فاضل - ابو سليم - من بين الشهداء.
تحية لروح الشهيد الصديق الطيب نعمة الشيخ فاضل ومواساتنا لأهله وذويه ورفاقه وأخيه العزيز طعمة وجميع الاصدقاء الذين مازالوا يكنون الاحترام الكبير لمواقفه النضالية.
وتحية نضاليه لأرواح الشهداء الذين سجلوا صفحات بيضاء مطرزة بدماء القلوب النقية في سبيل وطن حر وشعب سعيد.