قاد الجيش العراقي عدة انتفاضات من أجل الخلاص من الحكومة العميلة التي فرضها الاستعمار البريطاني على العراق، حكومة تركت المواطنين فريسة للجوع والفقر والمرض.
نجح تنظيم الضباط الاحرار عام 1958في القضاء على النظام الملكي واعلان الجمهورية العراقية التي حققت مئات المكتسبات أعظمها الخروج من حلف بغداد الرجعي (حلف السنتو
-CENTO- Central Treaty Organization)، والخروج من منطقة الاسترليني، واعلان الاصلاح الزراعي الذي حرر الفلاحين من نير الاقطاع. واعلان قانون الاحوال الشخصية الذي يعد قانونا متقدما حتى بقياس الزمن الحالي. ووجدت المرأة نفسها وزيرة مكرمة. اضافة الى مئات المشاريع العمرانية والصناعية وعشرات المستشفيات والمستوصفات الطبية، ولمن يريد معرفة انجازات ثورة الرابع عشر من تموز سيجدها منتشرة في المواقع الاعلامية - الميديا - يقر بها الاعداء قبل الاصدقاء.
وبعد أن كان العراق يحتفل بتتويج الملك المتسربل بعباءة لورنس العرب والمحمول على اكتاف المسز بيل، تم اعلان 14 تموز يوم عيد للجمهورية الجديدة، بامتياز المساواة مع الثورة التي يحتفل بها الفرنسيون في الرابع عشر من تموز كل عام.
ما لبثت ثورة 14تموز تتعرض - مثل ثورة مصدق في إيران - الى مؤامرات دنيئة، ويتوهم من يتصور أن بإمكانه الفكاك من أنياب المؤامرة المتوحشة المتعطشة للدماء، لأنها كانت بتوجيه وتمويل وتخطيط انجلوأمريكي. وكان شعار بريطانيا المعلن هو إعادة الحصان الجامح - العراق- الى الحضيرة .
هكذا كان، وتكفل الحرس اللاقومي بإغراق العراق وشعبه وقادة الثورة بسيل من الدماء الزكية التي عمدت تربة العراق برحيق الشهداء.
يعلم القاصي والداني أن يوم 14 تموز عيد احتفل به أبناء العراق قاطبة، وشاركوا في مؤازرته ونجاحه، ورغم الخسارة الفادحة باغتيال الثورة وقادتها، لم يستطع دعاة الحرية والوحدة والاشتراكية الغاء هذه المناسبة من تاريخ العراق.
والان في ظل حكومة، المفروض فيها انها تمثل ضحايا النظام الصدامي، تتقدم هذه الحكومة - مع الاسف - بمشروع عطل رسمية يغفل يوم 14 تموز ليغتالوا من جديد آمال المواطنين الذين وضعوا بيضهم في السلة الخطأ، وسيأتي اليوم الذي يجد فيه القوم ضالتهم ويدركون الحقيقة...ولات ساعة مندم.