بعد أن هدد المسؤولون الإيرانيون علناً ​​بالانتقام من الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف، في الأول من نيسان/أبريل الجاري، القنصلية الإيرانية في دمشق وأدّى إلى مقتل عدد من القادة العسكريين البارزين في "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، نفذت إيران، ليلة السبت الأحد في 13 و 14 من الشهر الجاري، هجوماً  مباشراً وغير مسبوق، بمئات المسيّرات والصواريخ، على إسرائيل.

هل غيّرت إيران قواعد الاشتباك بينها وبين إسرائيل؟

من الصحيح أن الهجوم الإيراني لم يفاجئ إسرائيل وحلفاءها، إذ أرسلت إدارة الرئيس جو بايدن، قبل أيام من وقوعه، تعزيزات عسكرية إضافية إلى المنطقة، بغية "دعم جهود الردع الإقليمية وزيادة حماية القوات الأميركية"، وصرّح الرئيس الأميركي يوم الجمعة في 12 نيسان/أبريل الجاري أنه يتوقع أن تتخذ إيران إجراء "قريباً"، بينما  أعلن مسؤول أميركي مطّلع على الوضع، يوم الخميس في 11 من الشهر نفسه، أن أجهزة الاستخبارات الأميركية "تتوقع  رداً إيرانياً في الأيام المقبلة، ربما على الأراضي الإسرائيلية، وليس ضد مصالح إسرائيل في الخارج"، وقام الجنرال مايكل إريك كوريلا، قائد القيادة المركزية الأميركية المسؤول عن العمليات في الشرق الأوسط، بزيارة إسرائيل في اليوم نفسه للتنسيق مع القيادة العسكرية الإسرائيلية بشأن سبل التصدي للهجوم المتوقع، بينما تعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من قاعدة جوية في جنوب البلاد، بالرد على أي هجمات ضد إسرائيل. وقال:"سوف نؤذي أي طرف يريد أن يؤذينا؛ نحن على استعداد لتلبية جميع الاحتياجات الأمنية لدولة إسرائيل، دفاعيا وهجومياً" (1).

ومن ناحية أخرى، لجأ الحرس الثوري الإيراني في هجومه، في المقام الأول، إلى مسيّرات تحتاج إلى ساعات طويلة للوصول إلى إسرائيل، ما ترك لهذه الأخيرة ولحلفائها الفرصة لاعتراض القسم الأكبر من هذه المسيّرات قبل وصولها إلى أهدافها. وكما قدّر مناحيم مرحافي، المتخصص في الشؤون الإيرانية في الجامعة العبرية في القدس، فإن الإيرانيين هاجموا إسرائيل "بطريقة خاضعة للرقابة"، وخصوصاً "لتجنب التعرض لرد فعل كبير من جانب إسرائيل، والذي من شأنه أن يعرض برنامجهم النووي للخطر"، بينما رأى الأكاديمي الفرنسي برتران بادي، المتخصص في العلاقات الدولية، غداة وقوع الهجوم أن "الهجوم كما رأيناه الليلة الماضية كان من النوع الذي تعلم إيران جيداً أن إسرائيل لديها كل الوسائل لصده"، في حين لاحظ جوليان بارنز ديسي، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، أنه "تمّ الإعلان عن الضربات مسبقاً، وأوضحت إيران أنها تريد تجنب إثارة صراع أوسع نطاقاً؛ كان الأمر يتعلق بإظهار رد حازم مع تجنب إثارة حرب مباشرة" (2).

بيد أن هذا كله لا يحجب حقيقة أن الهجوم الإيراني شكّل سابقة ونقطة تحوّل، إذ لعله يسمح لإيران بتغيير قواعد الاشتباك الدائر بينها وبين إسرائيل منذ سنوات طويلة، ويظهره من الظل إلى العلن، بينما كان حلفاؤها، في الماضي، هم الذين ينفذون الهجمات التي تستهدف إسرائيل. وبذلك، بيّنت إيران قدراتها بصورة لم يسبق لها مثيل كي تمنع إسرائيل من استهداف كبار ضباطها (3). وبخصوص هذا التحوّل في الموقف الإيراني، قال جوناثان كونريكوس، المتحدث السابق باسم الجيش الإسرائيلي، لبي بي سي: "هذا هو اليوم الأول للشرق الأوسط الجديد: لأول مرة، تهاجم إيران إسرائيل مباشرة من الأراضي الإيرانية"، بينما رأى فرانك جاردنر، مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، أن ما حصل هو "بالضبط التصعيد الذي يخشاه الجميع في الصراع الكامن بين إيران وحلفائها وإسرائيل: هجوم مباشر من دولة ضد أخرى". ويكمن الخطر الآن في أن تتدهور هذه المواجهة إلى حرب إقليمية حقيقية، وهي الحرب التي "ظلت أغلب حكومات المنطقة تحاول تجنبها منذ الهجوم الذي شنته حركة "حماس" على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر" (4).

إسرائيل رهينة دفاع الولايات المتحدة الأميركية عنها

تعليقاً على قيام الولايات المتحدة الأميركية، منذ الثامن من تشرين الأول/أكتوبر 2023، بإرسال تعزيزات لـ"القبة الحديدية" الإسرائيلية المضادة للصواريخ، فضلاً عن سفينة مليئة بالذخائر وعدد من مستشاريها العسكريين، وزيادة أعداد جنودها المرابطين في قواعدها المنتشرة في عدد من دول المنطقة، وتحريك حاملتَي طائرات وعدة مدمرات وبوارج من أسطولها البحري نحو البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، نشرتُ، في 31 من الشهر نفسه، على مدونة مؤسسة الدراسات الفلسطينية "فلسطين الميدان" مقالاً بعنوان: "هل باتت إسرائيل رهينة دفاع الولايات المتحدة الأميركية عنها؟"، أشرت فيه إلى أنه "لم يسبق للولايات المتحدة الأميركية أن انخرطت مباشرة في حرب خاضتها إسرائيل في الماضي، كما هي تفعل هذه الأيام في الحرب التي تخوضها إسرائيل ضد قطاع غزة"، وإلى أنه "منذ عهد دافيد بن غوريون، تبنت إسرائيل عقيدة عسكرية كان أحد أسسها هو الالتزام بالاعتماد على قدراتها الذاتية في الدفاع عن نفسها، وانطلاقاً من هذه العقيدة، امتنعت إسرائيل دوماً عن إقامة أحلاف او معاهدات عسكرية حتى مع أقرب حلفائها وهي الولايات المتحدة الأميركية". ثم استشهدت فيه، لإبراز التغيّر الذي أحدثته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، بمقال بعنوان: "إسرائيل والولايات المتحدة تخرجان للمرة الأولى إلى الحرب سوياً"، كتبه المحلل رون بن يشان، في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، وقدّر فيه أنه بات على إسرائيل ومنظومتها الأمنية "وضع الموقف الأميركي في اعتباراتهما حين تخططان للعمل، سواء أكان الأمر مرتبطاً بالخطوات المتخذة لتحرير المخطوفين، أو بشأن الخطوات الأُخرى التي من شأنها التأثير في مصائرهما"، وذلك لأن الأميركيين هم "في خضم معركة إقليمية، يحمون في إطارها، كلاً من قواتهم وإسرائيل من هجمات التنظيمات الدائرة في فلك إيران"، مرجعاً "حاجة الأميركيين إلى الانخراط إلى هذا الحد في الحرب الدائرة "إلى التآكل الخطِر في قدرة الردع الإسرائيلية إزاء دول الإقليم، في أعقاب الأزمة السياسية الداخلية المتواصلة، وفي أعقاب نجاح الهجوم الذي نفّذته "حماس" في بلدات "غلاف غزة"" (5).

ويمكن القول إن إسرائيل باتت فعلاً اليوم رهينة دفاع الولايات المتحدة الأميركية عنها، إذ تمّ صد الهجوم الإيراني من قبل القوات الإسرائيلية والقوات الأميركية معاً، وقال الرئيس جو بايدن إن القوات الأميركية في المنطقة "ساعدت إسرائيل في إسقاط جميع الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية تقريباً"، مضيفاً أنه أكد دعمه "الثابت" لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. بينما قال وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت: "لقد نجحنا مع الولايات المتحدة وشركاء آخرين في الدفاع عن أراضي دولة إسرائيل"، وأعلن بنيامين نتنياهو: "نحن نقدر دعم الولايات المتحدة لإسرائيل، وكذلك دعم المملكة المتحدة وفرنسا والعديد من الدول الأخرى" (6).

ويبدو أن الطائرات والسفن الحربية وأنظمة الدفاع المضادة للصواريخ الأميركية قد تصدت للمسيّرات والصواريخ التي انطلقت من إيران، ومن اليمن، قبل وصولها إلى إسرائيل، إذ تملك الولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط نحو 45000 جندي موزعين، بحسب موقع أكسيوس الإخباري الأميركي، على عدة قواعد في تسع دول عربية، فضلاً عن قواتها المتمركزة في إسرائيل، وخصوصاً في القاعدة المعروفة باسم "الموقع 512"، والتي تعمل كنظام مراقبة رادارية يهدف إلى الحماية من الصواريخ الباليستية، وعن قواتها المتمركزة في قاعدة أنجرليك الجوية في تركيا، المرتبطة بحلف شمال الأطلسي (7) .

هل يشعل الرد الإسرائيلي المنطقة بأسرها؟

سعت القيادة الإيرانية، بعد انتهاء هجومها، إلى تخفيف حدة التوتر الذي نجم عنه، إذ أعلن رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية، محمد حسين باقري، في خطاب ألقاه صباح يوم الأحد في 14 الشهر الجاري على شاشة التلفزيون الإيراني، ما يلي: "نحن نعتبر هذه العملية ناجحة وانتهت؛ لا ننوي مواصلة ذلك، لكن إذا اتخذ النظام الصهيوني أي إجراء ضد الجمهورية الإسلامية، سواء داخل أراضي البلاد أو ضد مراكز تابعة لإيران، في سوريا أو في أي مكان آخر، فإن الرد التالي سيكون أكبر بكثير"، وأضاف: "لقد حاولنا أن نجعل العملية عقابية بصورة متناسبة، إذ لم يتم استهداف المراكز السكانية؛ ونحن بالتأكيد على استعداد للدفاع عن أرضنا، إن قواتنا المسلحة على أتم الاستعداد"، وذلك في تحذير واضح لإسرائيل من قيامها بالرد على هذا الهجوم (8). 

ومن جهتها، حاولت الإدارة الأميركية إقناع المسؤولين الإسرائيليين بالاكتفاء بـ"النصر" الذي تحقق من خلال النجاح في التصدي للهجوم الجوي الإيراني وعدم اللجوء إلى خطوات تصعيدية قد تسفر عن اشتعال الأوضاع في المنطقة بأسرها، إذ ذكر بعض وسائل الإعلام الأميركية أن الرئيس الأميركي جو بايدن أوضح لبنيامن نتنياهو، خلال المحادثة الهاتفية التي جرت بينهما ليلة السبت الأحد، في 13 و 14 الشهر الجاري، أن الولايات المتحدة الأميركية، التي تقف بثبات إلى جانب إسرائيل، لن تدعم هجوماً إسرائيلياً مضاداً على إيران، وتطلب من إسرائيل "أن تعتبر حادثة السبت بمثابة انتصار، في ضوء تحييد جميع  القذائف تقريباً  من دون تأثير كبير، بما في ذلك أكثر من 100 صاروخ باليستي" (9).

وفي يوم الأحد، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، أن الولايات المتحدة لا تريد "تصعيداً" و "حرباً واسعة مع إيران"، وتساءل: "ما الضرر الذي أحدثته (الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية)؟ لم يكن كبيراً؛ إنه إنجاز لا يصدق من جانب إسرائيل، لكنه يظهر أيضاً أن إيران ليست القوة العسكرية التي تدعي أنها تمتلكها"، وأضاف: "أود أن أقول إن رئيس الوزراء (الإسرائيلي) يدرك تماما أن الرئيس (الأميركي) لا يبحث عن صراع مع إيران، وأنه لا يريد تصاعد التوترات وهو يفعل كل شيء، منذ 7 أكتوبر، لمحاولة منع هذا من أن يصبح حرباً إقليمية أوسع". بينما صرّج مسؤول أميركي رفيع المستوى، طلب عدم الكشف عن هويته، بوضوح  للصحافة: "إنه في حالة وقوع  رد إسرائيلي فإن الولايات المتحدة لن تشارك به" (10).

لكن يبدو أن حكومة الحرب الإسرائيلية بزعامة بنيامين نتنياهو، الذي يقامر على بقائه السياسي على رأس ائتلاف يميني متطرف، عازمة على الرد على الهجوم الإيراني، إذ صرّح رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، مساء يوم الاثنين في 15 الشهر الجاري، أن إسرائيل "سترد" على الهجوم الإسرائيلي، وذلك خلال زيارته قاعدة نفاتيم الجوية التي تضررت جراء سقوط بعض الصواريخ الإيرانية عليها، بينما قال المتحدث باسم الجيش دانييل هغاري: "سنعمل كل ما هو ضروري لحماية دولة إسرائيل، وسنعمل ذلك في المكان والوقت اللذين نختارهما" (11).

وانطلاقاً من القناعة بأن الرد الإسرائيلي "يكاد يكون حتمياً"، راح بعض المحللين  يبحث في طبيعة هذا الرد وفي أبعاده، إذ توقع "تامير هايمان، الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الذي يدير معهد دراسات الأمن القومي، أن يستهدف الرد الإسرائيلي الأراضي الإيرانية، لكنه دعا إلى "إبقاء الطرف الآخر يعاني من حالة عدم يقين"، مؤكداً "أن الوقت يعمل في صالحنا، وعلينا التفكير والتخطيط والتصرف بذكاء"، وخصوصاً أن "النجاح الدفاعي الذي تم تحقيقه في نهاية هذا الأسبوع  رداً على هجوم إيران، يسمح بعدم التسرع".

بينما رأت المحللة سيما شاين، التي كانت تترأس قسم البحث والتقييم في جهاز الموساد وتدير حالياً البرنامج الخاص بإيران  في معهد دراسات الأمن القومي، أن رد إسرائيل المحتمل "سيكون وفقاً للمعايير نفسها، أي على المواقع العسكرية، وليس على المواقع المدنية والاقتصادية"، مؤكدة أن إسرائيل "لا تستطيع الرد دون التشاور مع الأميركيين، بل والحصول على موافقة واشنطن".

وبينما توقع ستيفان أودراند، المستشار الفرنسي في المخاطر الدولية، أن يكتفي الإسرائيليون، تجنباً لخطر التصعيد، "بتنفيذ  ضربات على المواقع التي أُطلقت منها الصواريخ، وعلى مصانع الطائرات بدون طيار"، ذهب إيدي كوهين الأستاذ والباحث الأكاديمي في جامعة تل أبيب، إلى حد الدعوة "إلى قصف المفاعلات النووية في إيران"، وقال: "نحن في  موقف حرج، لكن الشعب الإسرائيلي سيتفهم ويتلقى نبأ إعلان الحرب (على إيران) بموضوعية، ونحن معنا الشرعية الدولية لقصف مفاعلات إيران النووية، وهذا هو التوقيت المناسب لفعل ذلك"، وأضاف: "إسرائيل الآن هي على المحك، إذ لا تقبل أي دولة أن يتم استهدافها بمئات الصواريخ، ويجب أن نرد وبصورة جنونية وحتى هستيرية لكي نعاقب النظام الإيراني".

وفي موقف متمايز عن موقف إيدي كوهين "الحربجي"، قدّر مئير ليتفاك، مدير مركز الدراسات الإيرانية في جامعة تل أبيب، أنه "إذا ردت إسرائيل بقوة كبيرة، فمن المرجح أن نجد أنفسنا في حالة تصعيد يمكن أن يتوسع"، معتبراً  أنه "ليس من مصلحة إسرائيل فتح جبهة مباشرة جديدة مع إيران عندما تكون البلاد منخرطة بالفعل في حرب مع حركة "حماس" الفلسطينية في قطاع غزة"، وخصوصاً أن المسؤولين الإسرائيليين "يواجهون انتقادات شديدة بصورة متزايدة من العواصم الأجنبية بسبب الكارثة الإنسانية المستمرة في غزة" (12).

استخلاصات:

أولاً، يبدو أن الهجوم الإيراني على إسرائيل أنهى ما أسمته القيادة الإيرانية بمرحلة "الصبر الاستراتيجي" وربما فتح الباب أمامها كي تقوم بتغيير قواعد الاشتباك بينها وبين إسرائيل المتواصل منذ عقود عديدة.

ثانياً، إن مسارعة الولايات المتحدة الأميركية (ودول غربية أخرى ) إلى نجدة إسرائيل، بيّن أن المعسكر الغربي لا يمكنه أن يترك إسرائيل وحيدة في مواجهة مخاطر كبيرة قد تتهددها، وأظهر، من جانب آخر، أن إسرائيل باتت رهينة دفاع الولايات المتحدة عنها، وهو ما ينسف ركن أساسي من أركان العقيدة الدفاعية الإسرائيلية، وربما يفتح المجال في المستقبل أمام زيادة التأثير الأميركي في القرارات السياسية التي تتخذها الحكومات الإسرائيلية.  

ثالثاً، سمح الهجوم الإيراني لإسرائيل بأن تستعيد بعضاً من مكانتها على الساحة الدولية التي تضررت كثيراً جراء حربها على قطاع غزة.

رابعاً، إن مستقبل الأوضاع في المنطقة سيتوقف على طبيعة الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، وهو ما يضع هذه المنطقة أمام احتمالين: فإذا كان هذا الرد واسعاً، وخارج نطاق التشاور مع الإدارة الأميركية، فإنه سيشعل هذه الأوضاع ويدخل المنطقة في المجهول؛ أما إذا كان محدوداً، ويحظى بـ "تفهم" الإدارة الأميركية، فربما سيكون في الإمكان الحؤول دون اتساعه وتحوّله إلى حرب شاملة.

خامساً، إن المخاطر لا تزال ماثلة أمام الشعب الفلسطيني؛ فحرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة وسكانه لم تنتهِ بعد، ولا سيما في ظل تعثر مفاوضات الهدنة غير المباشرة وإعلان بنيامين نتنياهو أنه قرر تأجيل خوض معركة رفح وليس التخلي عنها.

عرض مقالات: