إن المشاريع التدميرية التي تساهم في ضرب المجتمعات في مقتل هو منهج أضعاف العملية التعليمية والتدريسية والتربوية للنظام التعليمي برمته وأضعاف سير قيادته وإدارة دفته من قبل كوادره التي كان لها الباع الطويل في تطوره وتطويره وإعلاء شأنه وخصوصا عندما تحولت بوصلة الصراعات والحروب المدمرة كان نمطها وأسلوبها مختلفا عن الحروب الجديدة والذي كان وقودها الإنسان من خلال زجه بحروب طاحنة لتمرير مشاريع القوى المهيمنة على مقدرات البلدان الضعيفة من جهة أحادية الجانب لكن لأهمية قطاع التعليم ولأنه المفتاح الرئيسي لتطوير البلدان والأمم وخصوصا النامية منها فقد سعت الدول العظمى الاستعمارية في أخذ دورها الفعال في الإطاحة بهذا القطاع المهم والحيوي ودوره الريادي في بناء المجتمعات المتحضرة .
وبهذا سعت هذه الدول بالخط المرسوم وتحضيره في مطابخ مشاريعها التدميرية للشعوب بحسابات مدروسة وتأني لرسم سياسته ووضعها في جداول زمنية لتطبيقها حسب الزمان والمكان المرسوم وخصوصا في الدول التي تشكل خطرا واضحا على هذه القوى الاستعمارية منها الدول التي كانت تمتلك حضارة سادت العالم في مرحلة ما منها الدول العربية والإسلامية وما يهمنا هو العراق والآن نرى ما تجنيه هذه المشاريع من تدمير وانهيار في المنظومة التعليمية بكل مفاصلها بأسلوب ومنهاج موضوع بدقة عالية وترتيب زمني منظم تصاعدي في الأداء ومتهاو في النتيجة فقد عملت هذه المؤسسات المشبوهة على تدمير هذا الصرح العلمي الاجتماعي المؤسساتي من خلال عدة أساليب ساهمت في أضعافه، ومن هذه الأسباب التي ليس لها حصر هو التراجع والتهاون في بعض إدارات المدارس أو الخشية في محاسبة الطالب أو المدرس بسبب الخوف من بعض الكوادر التدريسية لارتباطهم بالمتنفذين خارج وداخل المؤسسة التعليمية، كذلك عدم وجود الحرص والرغبة في إيصال المادة العلمية للطالب في ظل غياب المسائلة الإدارية يرافقها وهو الأهم غياب الضمير لكثير من كوادر هذه المؤسسة مما سبب التوجه إلى المراكز التعليمية الأهلية وتواجدها المفرط والمكلف وغير المبرر له على الساحة التعليمية والاستعانة بها على حساب المؤسسات الحكومية كبديل عنها وكذلك هو المناهج التدريسية والعلمية التي في الغالب بعيدة كل البعد من الواقع والممارسات اليومية في المستقبل وعدم الاستفادة منها بعد التخرج منها الرياضيات المعقدة والمادة التاريخية التي ليس لها علاقة بالواقع والتعقيدات في كتابة المنهج الدراسي الذي أصبح يشكل عبئا على عقلية الطالب، لهذا يجب أعادة النظر في وضع منهاج جديد يُناسب العصر الحالي ويواكب تطوراته والخوض في هذا الموضوع المعقد والشائك بخيوطه وأصابع من أراد لهذا الصرح العالي أن يتهاوى في ظلمة الجهل للسيطرة على المجتمعات بسهولة ومن هنا نوجه النداء لكل الخيرين في هذه المؤسسة لإعادة النظر في كثير من الأمور التي ترتقي فيه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه .