أي جريمة مشينة ترتكب من قبل حكام إسرائيل الصهاينة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، جريمة تشترك فيها الدول الرأسمالية الكبرى والتي ليس لها حدود، الحقد العنصري لا يفرق بين بريء ومذنب وتحت ذريعة محاربة منظمة حماس المتهمة بالإرهاب، لكن احتلال الأراضي وزرع المستوطنات ومصادرة المزارع والأراضي وبيوت الناس ثم قتلهم بشكل هستيري واعتقالهم لسنوات طويلة كل ذلك وغيرها من الجرائم ضد الإنسانية مبارك من قبل الغرب الرأسمالي وفي مقدمتهم الإدارة الامريكية ومن لف لفها..
ــ اذن اين حقوق الانسان الذي يصرخون به؟ اين الدول العربية التي سيلحقها الاذى عاجلاَ أم آجلاً؟ أين من يدعي جبهة المقاومة ولديه السلاح والشعر والوعيد وعدم السكوت؟ أين وأين وأينْ؟؟؟
الحديث يطول والشكوى تطول والقهر يطول والرعب والخوف من هذا المارد الوحشي الرأسمالي يكشف عن وجهه البشع، الوجه المزين بالورود والابتسامات الكاذبة!
هذه غزة امام العالم اجمع تحترق وتتدمر ويقتل الأطفال والنساء والشيوخ والرجال حتى الحيوانات والطيور فرت من حقد الصهيونية وقائدها (النتن ياهو!!) الذي اقسم باسم صهيون ان يعاقب الشعب الفلسطيني بحجة الإرهاب وهم الإرهاب بعينه، ان هذا الحال المؤلم يفرض درساً للحكومات التي تزايد على حقوق الشعب وحقه في الحياة وبالضد من سياسة الولايات المتحدة ومواقفها العدائية وتصريحات بايدن ومن لف لفه من رؤساء فرنسا وبريطانيا وألمانيا، يذرفون دموع التماسيح على الجانب الإسرائيلي وتزوغ ابصارهم عن آلاف الأطفال والنساء والشيوخ وضحايا القصف الإسرائيلي البربري الذي لا يمكن مقارنته بجرائم النازيين والفاشيين والعنصرين ويبذلون جهدهم ليس لإيقاف الحرب أو إيقاف الآلة الجهنمية الإسرائيلية بل العكس فهم يخططون الى ابعد من الفناء كما ظهر من تصريحات وزيري الخارجية الامريكي، يخططون الى ترحيل أهالي غزة من وطنهم وتشريدهم مثلما حدث في عام 1948 حيث اشارت ميدل ايست نيوز "” إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قام بإجراء اتصالات مكثفة بمسؤولين وقادة استخبارات وقيادات عربية خلال الساعات الماضية في مُحاولة مُضنية لإقناعهم باستضافة سُكان غزة قبل قيام الجيش الإسرائيلي المُتربص خارجها بتسويتها بالأرض" تصوروا تسوية غزة بالأرض ليس كبناء وبنى تحية فحسب، بل افناء أكثر من مليونين فلسطيني من اجل إرضاء الصهيونية الحاكمة في إسرائيل وحقد الولايات المتحدة الامريكية وغيرها، لأن المدينة ترفض الرضوخ لأهوائهم ومصالحهم واهدافهم ولهذا يجب مساواتها بالأرض وبناء مستوطنات جديدة ، وقد تعرت الخطة الامريكية الخبيثة حيث اشير حول تفاصيلها " نقل مليون فلسطيني من غزة الى مصر ثم يتم توزيع البقية الباقية على السعودية والأردن وقطر والامارات" هذا المخطط الجهنمي العنصري هدية من الديمقراطية الامريكية والغربية، إلا أن إرادة الشعب الفلسطيني والتضامن الواعد والأكيد والواسع من قبل شعوب المعمورة والقوى الخيرة وقوى التحرر والسلام سوف يلجم عدوانية هذا الاجرام الفاشي البربري ويقف بالضد من الاجتياح الذي جهز له حوالي مئة الف جندي إسرائيلي مجهزين بمختلف الأسلحة والآليات والدبابات والجرافات، هل بالإمكان القضاء على شعب يصمم على الانعتاق من براثن الاستغلال والاحتلال والقهر العنصري الصهيوني؟ الجواب واضح لأن تاريخ الشعوب والقوى الوطنية أجابت وتجيب بالتأكيد أن الأيمان بالانتصار وبعدالة قضيتها، لن يقف امامه آجلا ام عاجلاً أي قوة غاشمة استعمارية ومن هذا العنوان نستنبط تأكيدات الشعب الفلسطيني في غزة بانه جاهز لمواجهة الاجتياح الإسرائيلي وصرح عزت الرشق احد قادة المقاومة في غزة " عبر قناته على تلغرام "إذا ما قرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الدخول إلى غزة الليلة برا فالمقاومة جاهزة"، مضيفا أن "أشلاء جنوده ستبتلعها الأرض" ومع ذلك نقول اذا استطاع الجيش الإسرائيلي دخول غزة فذلك يذكرنا بالخسائر الجسام التي ستلحق به وسيكون عبرة في التاريخ البشري.
ان الأوضاع تسوء يوماً بعد آخر وتتصاعد اعداد الشهداء والمصابين وتهجير الآلاف وقتل الأطفال الأبرياء من الرضع وغير الرضع ،ويستمر استهتار الحكام الإسرائيليين بالدفاع عن حقوق الانسان زوراً، والإدارة الامريكية تتضامن مع النهج الدموي الإسرائيلي ،ومواقف فرنسا لا تختلف عن مواقفها السابقة في المغرب العربي اما بريطانيا فتاريخها الاستعماري معروف وتبقى المانيا التي حققت فيها النازية جريمة الحرب العالمية الثانية والملايين من القتلى بما فيهم الشعب اليهودي الذي اذاقته النازية الفاشية الأمرين، ولا يمكن ان يغفر للنازية وألمانيا الحالية هياكل القبور الاسمنتية التي شيدتها قرب * بوابة براندنبورغ لإرضاء الصهيونية، هؤلاء وغيرهم من دهاقنة رأس المال الغربي ساهموا ويساهمون في قتل الفلسطينيين ليس منذ ( 75 ) عاماً فحسب إنما في الوقت الحالي، يساهمون في الجريمة بحق الإنسانية براحة ضمير عنصري وهم المتشدقون بحقوق الانسان.
القضية الفلسطينية ليس قضية طارئة مستحدثة انها قضية لا تشمل الشعب الفلسطيني فحسب، بل قضية الموقف من الاحتلال والحرية والاستقلال، القضية الفلسطينية قضية أجيال تربت وشابت عليها وهي معروفة ليس فيها شيء مخفي ولا يمكن طمس أسبابها وبقائها وديمومتها مهما حاولت الولايات المتحدة الامريكية ودول اوربا الغربية وبخاصة بريطانيا وفرنسا والمانيا ومن لف لفهما تحريف الحقائق وتقديم الدعم والمساندة لحكام إسرائيل الذي لا يقلون وحشية ودهاء عن النازيين والفاشيين والعنصريين، إلا أن قضية الشعب الفلسطيني العادلة لا يمكن المساومة عليها لأنها كفاح شعب قدم آلاف الشهداء وزج مئات الآلاف في السجون والمعتقلات بدون أي حق وهجر منه مئات الآلاف وهم منذ اكثر من ( 75 ) عاماً في الشتات مقسمين على بلدان عديدة لا بل هم موجودين في أكثرية بقاع المعمورة .
منذ ان توالت قرارات مجلس الامن والأمم المتحدة بانسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة بعد حرب 1967 وحول حل عادل بما فيها إقامة الدولتين، تقوم إسرائيل بالامتناع وعدم التنفيذ وبإجهاض الحل وتحويله إلى خلاف مستعر وإعادة الأمور للمربع الأول ولا نريد ذكر المحاولات الجارية لإيجاد حلول للقضية بالرغم من ضعف بعضها ودون الطموح المشروع للتحقيق ونجد الجانب الإسرائيلي يتخذ المواقف العدائية والاعذار المموهة ليتراجع عما جرى الاتفاق علية وتنتهي الاتفاقيات كما بدأت، نعم لم تكن الإدارات للحكومات الإسرائيلية صادقة في إقامة الدولتين كحل لهذا الصراع الطويل وكانت دائما تخادع وتماطل وتتحدث عن حقوق دولة إسرائيل في بناء المستوطنات وطرد الفلسطينيين من أراضيهم الزراعية وبيوتهم وتشريدهم واعتقال حوالي ( 9000 ) معتقل لحد هذه اللحظة
ان الهجوم البربري الإسرائيلي على غزة سيخلف دماراً وضحايا من الجانبين لا حصر لها وقد ينجح الجيش الإسرائيلي في البعض من مهماته العدوانية لكن لا يمكن ان تنتهي مشاكل إسرائيل او استقراراها لان الشعب الفلسطيني ليس منظمة حماس او غيرها فهو شعب اصيل في نضاله الطويل وسيكون انتصاره من اجل حقوقه المشروعة وإقامة دولته فرضاً لا بد منه وما بقى شعب تحت نير الاحتلال الا وحقق بنضاله حريته وانعتاقه وتحرره.
----
* شيدت حكومة المانيا البعض من المقابر الرمزية للضحايا اليهود في عهد النازية قرب بوابة براندنبورغ لنيل رضى الصهيونية وحكام إسرائيل.