لقد رفدت المؤسسات التعليمية روافد علمية وفكرية روافد معطاءة وقامات أدبية للمجتمع العراقي أستطاع العراق على أثره أن يثبت أقدامه بين دول العالم وأن يرتقي سلم العلم والرقي والثقافة والفن على مر الزمن من خلال ما تمتعت هذه المؤسسات باستقلالية كاملة الاحترام لكوادرها ومنهاجها وطرق تدريسها الراقي بعيدا عن هيمنة المؤثرات الخارجية كان المعلم يمتلك كل مصادر القوة والدعم المادي والمعنوي من الوزارة والمجتمع والحكومة وكذلك الهيبة والخوف والاحترام من الطلاب وهذا يفرض بدوره شخصية المعلم وتأثيره العلمي والأخلاقي على المجتمع أولا وعلى الطالب ثانيا أما الآن فقد سُلبت منه كل هذه المقومات التي كان يتمتع ويتحصن بها المعلم أثناء أداء عمله الوظيفي التربوي لهذا لم يعد للمعلم القدرة على العطاء العلمي .
أن أسباب فشل التعليم في العراق وتراجع مستواه بعدما كان في مصافي الدول المتقدمة منها رفع غطاء الحماية عن المعلم وتقييد يده في السيطرة على الطالب في المدرسة والصف وهذا ما يسبب عدم قدرة المعلم في بسط شخصيته وإيصاله للمعلومة العلمية إلى ذهن الطالب وكذلك ترك الكوادر التدريسية والتعليمية فريسة للعقليات الجاهلة والمتخلفة والنفعية وفسح المجال لسطوة الأعراف الاجتماعية والعشائرية التي سببت انهيار المنظومة التعليمية في العراق وكذلك تدخل بعض الأحزاب في عمل قمة الهرم للصرح التعليمي إلى مستوى القواعد حتى وصل الحال في التدخل بالمناهج المدرسية وغيرها من الأمور ساهمت هذه العوامل في انحدار المستوى التعليمي إلى حد فقدان هيبة التعليم وتدني مستوى الطالب أخلاقيا وعلميا وتكبيل يد وعقلية الأستاذ والمعلم وسط هذا التخبط في الحلول والمراجعات القاصرة البعيدة عن العقليات العلمية والأكاديمية حيث وصل الحال إلى خوف الإدارات المدرسية من الأهالي وذوي الأمور والأشخاص أصحاب النفوذ لتدخلهم السافر وتهديدهم لكوادر التعليمية وخصوصا المعلم الحلقة الأضعف الذي فقد الحماية من قمة الهرم نزولا إلى أدارة المدارس التي أصبحت لا تؤمن الحماية الكافية لنفسها وكوادرها لذا علينا المطالبة برفع الحيف والأيادي عن هذه المؤسسة العريقة من براثن الجهلة وإطلاق يد المعلم وإعطائه الحرية في ممارسة مهنته ضمن حيز وضوابط معرفته وقدرته العلمية لإيصال المعلومة والمنهج بشكل صحيح لنستطيع انتشال واقعنا التعليمي قبل الانهيار التام الذي يسبب في تدمير المجتمع والأسرة .