مارست قوى التغيير الديمقراطي الشامل، مختلف الفعاليات والنشاطات النضالية بغية تغيير نظام المحاصصة المقيت، وارساء نظام المواطنة والعدالة الاجتماعية. فشهد لحراكها الشارع السياسي وما زال فاسحاً لها مكانة الصدارة معترفا بها عنواناً للمعارضة الوطنية العراقية. وهنا القيت على عاتقها مهمة التغيير حصرياً، مع بقاء ابوابها مفتوحة لكل من ينشد التغيير صادقاً. ان ممارسة الاحتجاجات بالتظاهر، ماعادت كوسيلة تشكل تاثيراً في القوى المتنفذة، حيث ان القمع قد كفل للمتنفذين تحجيم الحراك الى حد ما. الامر الذي برّز نقاط الضعف في وسيلة التظاهر .. ومن المعروف في ايقاع ساحات الصراع تميل فيها الغلبة الى الاغلبية اي للكثرة العددية. سيما بوجود خلل في توازن القوى الذي يكون دائماً بصالح السلطات.المدججة بالسلاح، ومتخمة بالمال المنهوب.

            ان المناخ السياسي في عراق اليوم ملبد بالاخبار والاشاعات والحكايات وحتى الخرافات الى حد التخمة، التي لا تسر في اغلبها، والتي تشير الى ان دائرة الترقب الحذر تكتظ بمعلومات تنوه الى وقوع محتملات " دراماتيكيا " سياسية ساخنة. ويقال في الغالب ان مباعثها خارجية، وملموسيتها على الاكثر داخلية، مستنبطة من وحي الخلافات بين نصفي" الاطار التنسيقي " من جانب وبين الاطار و رئيس الوزراء السيد السوداني من جانب اخر. مما يشكل ثغرات ليست بالسهلة في جدران حصون قلعة الاطار. اذن اين هي قوى التغيير الديمقراطي من رصد هذه التصدعات ؟ . والتشديد والتنوع في صيّغ وسائل الكفاح السياسي الوطني . ولا ينبغي ان يتوقف الامر عند هذه العتبة السياسية المتعثرة. مع انها تعتبر عقبة بامتياز يمكن ان تخلق مناخاً يشكل عاملاً فاعلاً وممهداً لمسيرة التغيير.

            غير ان المهمات الراهنة المطلوبة من القوى المحركة والقائدة للتغيير يتوجب ان تحتل مقدمة تفعيلها، هي وحدة هذه القوى  المناضلة حول برنامج سياسي معبرعن التحالف المنشود، الذي جل غايته تحقيق مصالح الوطن والشعب العراقي. كما ينبغي ان تكون لحمته وسداه، الافكار والمبادئ التغييرية المعززة بالمشتركات والمواثيق التي تفرض حتى العقوبات والادانات والفضح السياسي، حيال اي طرف في حالة قيامه بالخرق اوالتنصل وعدم الالتزام عقب الاتفاق والتوقيع وتشكيل عنوانها التحالفي. ليكن كلامنا هذا من قبيل التحذيرالمخلص من دسائس اعداء الديمقراطية والتغيير. الذين لا تروق لهم تحالف القوى المدنية الديمقراطية. لان ذلك يشكل بداية لنهايتهم، سيما وان الشعب العراقي قد كشف عملية ابتلاعهم السحت الحرام والنكث بالوعود والدستور بصور متكررة .

            نتمنى على قوى التغيير ان تخضع الى عملية فلترة وان تحرص على نقاوة قواها ، لان خصومها تصاعد سعيهم هذه الايام، بموازاة جهد توحيد قوى التغيير، ينسوا وسائلهم الخبيثة التي خربوا بها انتفاضة تشرين الباسلة . فاذا اعتمد فعلهم التخريبي على شراء الذمم ونصب الخيم بين مضار ثوار تشرين فيتوجب قطع الطريق امام هذه الاحابيل القذرة، بوضع لائحة داخلية حاكمة ، لايجوز التلاعب بها، كاحدى اهم المواثيق الملزمة. نقول ما قلناه من منطلق الحرص مع اننا واثقون من قيادة قوى التغيير من كونها جديرة في قيادة قاطرة التغيير.

عرض مقالات: