أوقفوا المبالغ المخصصة للحرب - إحموا البيئة والمناخ - وحافظوا على الرفاهية المُتاحة

 بهذه العبارات وجهت رئيسة الحزب الشيوعي في الدنمارك رسالتها إالى أعضاء البرلمان وصُناع القرار في الدنمارك.  جاء ذلك في مقال نشرته جريدة "الشيوعي" ** في عددها الخامس الصادر في  أيار 2023.  

 إذا كُنتَ أيها المواطن تُريد أن تُحافظ على بيئةٍ صحية وعلى مناخٍ جيّد وتطمح الى تحسينهما ، فيجب عليكَ أن تُطالب الدنمارك أن تَنزع سِلاحها وألّا تتعرض للضغط من قبل الناتو والإتحاد الأوروبي لزيادة التلوث ، لأن الجيش الدنماركي لا يُدخِل في حساباته إنبعاثات ثاني أوكسيد الكربون والإضرار بالمناخ.

 إشترت الدنمارك 27 طائرة F-35 من النوع الجديد ، وتَستخدمْ كل طائرة منها حوالي 5600 لتر من البنزين عالي الأوكتان في كل ساعة من طيرانها في الهواء. وللمقارنة: إذا كنتَ تتجول في سيارة تعمل بالبنزين ، فإن ما تصرفه سيارتك من البنزين في عام واحد يعادل نفس الكمية التي تستخدمها طائرة من هذا النوع في ساعة واحدة. وغالباً ما تقضي هذه الطائرات في الهواء وقتاً طويلاً، وخاصةً في أوقات التدريب.

  فكّرْ أيها المواطن مَليّاً كيفَ سيكون الأمر مختلفاً فيما لو أُستخدمتْ الحكومة هذه المليارات لفائدة المناخ والبيئة والرفاهية الإجتماعية.

  وسيتم تسليم طائرات F-35A للدنمارك خلال فترة ست سنوات. ومن المتوقع أن يبلغ سعر شراء 27 طائرة من هذا النوع 20 مليار كرونة دانمركية (ما يعادل 2,95 مليار دولار) ، في حين أن السعر الإجمالي على مدى عمر الطائرة سيكون حوالي 56.4 مليار كرونة دانمركية (8,25 مليار دولار) عِلماً بأن الأسعار تتغيّر بمرور الوقت. إنّها أكبر عملية شراء أسلحة في تاريخ الدنمارك ، وأكبر سرقة من جانب البرلمان للرعاية الاجتماعية، أضف الى ذلك إلغاء عطلة يوم الصلاة العظيم وإجبارنا على العمل لدفع جزءاً من هذه المبالغ ، ثم تأتي تكاليف مطار Skrydstrup المُخصص لهبوط وإقلاع هذا النوع من الطائرات والذي  سيكلف 1.35 مليار كرونة دانمركية ( 198 مليون دولار).

  وفقاً لمعهد أبحاث السلام السويدي ، يُنفق العالم الآن أكثر من 2 تريليون دولار على الجيش والتسلّح كل عام. وحسب المعهد نفسه "تمثل  هذه الأموال فرصة ضائعة لتحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة بحلول عام 2030 وكذلك أهداف اتفاقية باريس بشأن تغيّر المناخ".  وبالمقارنة ، بلغَ إجمالي مساهمة البلدان الغنية في مساعدات التنمية في عام 2020 حوالي 160 مليار دولار - أي ما يعادل 8%  فقط من الإنفاق العسكري.

  الآن طَرَحتْ حكومتنا السوداء خطة طوارئ، والتي تم بموجبها تخصيص مبلغ تافه ب 2 مليار  كرونة (حوالي 294 مليون دولار) على مدار عامين لنظام رعاية صحية مريض - مع مرضَى ومُواطنين يُترَكون باستمرار مع موظفين صحيين متهالكين يتقاضون أجوراً زهيدة ، وحين يَتظاهرون أو يحتجون ، يُقابل إحتجاجهم الصامت بالإستقالات، وبتسرب الكثير منهم  بعيداً عن المهنة.

  لقد تمَّ نُسيان الوعود بزيادة الأجور ، كما جرى تجاهل رأي  المختصين بالدراسات وإقتصاديو الصحة الذين أقرّو جميعهم بأهمية الأجور وتأثيرها على التوظيف.

 لذلك عليكَ أيها المواطن أن تجد نفسك في موقف لا يسمح لأموالنا أن تذهب للحرب.

 *  رئيسة الحزب الشيوعي في الدنمارك

 ** جريدة شهرية يُصدرها الحزب الشيوعي في الدنمارك

عرض مقالات: