إن الزيارات المتكررة والمتعددة على العراق من قبل المجتمع العربي والدولي واللقاءات الجانبية والمباحثات السياسية والأمنية والاقتصادية مع بعض الدول وعلى مستوى عال من التمثيل الدبلوماسي لدى هذه الدول دلالة على أن العراق يسير بخطى واثقة وثابة وعلى الطريق الصحيح في ظل التوازنات السياسية في العلاقة مع المجتمع الدولي وكذلك على الأهمية التي يمتاز بها والمكانة التي يحاول استعادتها وكل هذا يصب في مصلحة العراق دولة وشعبا تستطيع الحكومة العراقية من خلالها استثمار مصالحها الاقتصادية والأمنية والسياسية للشروع في بناء العراق من جديد والتخطيط السليم لإعادة البنى التحتية من خلال جذب الأموال والمشاريع إلى داخل العراق لتحسين الوضع ألمعاشي المتردي للفرد العراقي . فان هذا الحراك الحكومي وهذه الثقة الحكومية في القيادة تساهم في تقوية الحكومة وزيادة ثقة المجتمع الدولي فيها فكلما شعرت الدول المحيطة به بالأمان والطمأنينة على مصالحها داخل العراق وسياسة الحكومة في الحفاظ عليها ومراعاتها يكون الدور فاعلا في مد يد العون للشعب العراق من خلال دخول الأموال الأجنبية لبناء الاقتصاد والمشاريع التي تساهم في إنعاش اقتصاد العراق الذي ينعكس طرديا على الواقع ألمعاشي للمواطن. فعلى الحكومة العراقية الاستمرار بهذا النهج الصحيح المدعوم من الدول الكبرى والمنظمات الدولية المؤثرة في سياسة العالم وقيادته وهيمنتها على اقتصاده لتكون الداعم الرئيسي الذي يستظل بظلها العراق وعدم تفويت هذه الفرصة المتاحة من قبل المجتمع الدولي بعد خروجنا من مخاض عسير من التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي رافقت الحكومات العراقية السابقة والإرهاصات التي رافقت مسيرتها الصعبة أما الآن فأن المساحة المتاحة للحكومة العراقية العمل تحت غطاء المجتمع الدولي وخصوصا الحاضنة العربية الراغبة في إعادة العراق إلى حضنه العربي ومد يد العون بحسن النية وبدعم دولي واضح وصريح ومعلن وفق خارطة طريق جديدة تلبي طموحات الجميع في ظل التحديات العالمية والمتغيرات السياسية والصراعات التي تعصف بالعالم فأن قوة العراق بحكومة وطنية يكون فيها بمأمن من هذه الصراعات وتداعياتها التي تلقي بظلالها على الواقع العراقي وتأثيراتها على المواطن العراق وهذا ما لمسناه في الزيارات الأخيرة والوفود التي زارت العراق والفرق المنسقة مع الجانب العراقي كدولة حاضنة للقيام بدورها الفاعل في تقريب وجهات النظر في الخلافات الدولية وخصوصا المؤثرة على الواقع العراقي منها الجولات المكوكية بين إيران والسعودية والمؤتمر الأخير للبرلمانات العربية المنعقد في بغداد وزيارة الأمين العام للأمم المتحدة والمناسبات الرياضية التي يحتضنها كلها تضع العراق في موقعه الريادي والقيادي السابق مما يجعل العراق موضع اهتمام واعتبار لهذا الدور الذي يقوم به ونقطة التقاء لدول العالم على أرض العراق الحبيب كما كان سابقا عندما في وهجه وقوته وتأثيره الدولي .
انفتاح العراق على العالم خطوة صحيحة
- التفاصيل
- ضياء محسن الاسدي
- المنبر الحر
- 712