غدا الرابع عشر من شباط، سيبعث العشّاق لحبيباتهم الزهور والهدايا. غدا تتحول شوارع اكثر مدن العالم الى منصّات للفرح والبهجة. غدا سيتعانق العاشقون مقبلّين بعضهم البعض. غدا ستتزيّن الشوارع بالقلوب والزهور الحمراء. غدا ستتشابك الأيادي من أجل عالم مليء بالحبّ والعاطفة. غدا سيقف الراهب فالنتاين في وجه الأمبراطور الروماني كلاديوس الثاني وفرمانه بمنعه زواج جنود الأمبراطورية التي كانت في حالة حرب مستمرة. غدا سيستقبل الراهب العاشق للحياة الجنود العزّاب في كنيسته لتزويجهم من حبيباتهم رغم أنف الأمبراطور وسلطته. هذه الليلة، ليلة الرابع عشر من شباط يكتب الراهب رسالة الى الفتاة جوليا: كوني قريبة من الله، وداعا. غدا يُنفّذْ حكم الأعدام بالراهب فالانتاين بأمر من طاغية روما.

 غدا الرابع عشر من شباط، سيبعث فهد الى حزبه وصاياه. غدا سيغيب الفرح عن شوارع بغداد التي لم تذق طعم الفرح يوما.  غدا سيتعانق الشيوعيون ليشدّوا من أزر بعضهم البعض وهم يواجهون الموت من أجل حياة أفضل لشعبهم ولحرية وطنهم. غدا ستُزرع المشانق في ساحات ومعتقلات العراق. غدا ستتشابك أيادي الشيوعيات والشيوعيين للمضي قدُما في نضالهم من أجل تحقيق مصالح شعبهم ووطنهم. غدا سيقف فهدا عملاقا  بوجه  أقزام سلطة الأقطاع عملاء التاج البريطاني. غدا سيستقبل في حلمه ويقظته رفيقات ورفاق حزبه ليوصيهم بالحزب والشعب والوطن. هذا الليلة سيكتب فهد وصيته الى رفيقات ورفاق حزبه: كونوا قريبين من الجماهير، وداعا يا رفاق. غدا يُنفّذ حكم الأعدام بفهد في ساحة المُتحف حيث تاريخ العراق منذ القدم بأوامر مباشرة من لندن، وبأنتخابهم هذه الساحة يكونوا قد نفذّوا حكم الأعدام بتاريخ العراق ومستقبله.

 أيها الرفيق الخالد فهد: لقد نفّذ رفيقات ورفاق حزبك ومنذ ساعة صعودك الى سماء العراق وصاياك، ولم يغيبوا يوما عن العمل في سبيل مصالح شعبهم ووطنهم. والعراق الذي لم ترى أغلى من روحك لتجود بها في سبيل أن تراه حرا، أمتلأ بمقابر الشيوعيات والشيوعيين ومئات الآلاف من أبناء وطننا المبتلى لليوم. ففي قصر النهاية وفي نفس شهر شباط الذي أُعدمت فيه ورفاقك الميامين، أستشهد تحت التعذيب مئات الشيوعيين من قادة الحزب وكوادره ونشطاءه.

 لقد كان الوطن وشعبه ووفق وصاياك في حدقات عيون الرفيقات والرفاق ومنهم سلام عادل، الذي فقأ الفاشست البعثيين عينيه، لكنّ العراق ظلّ معه ويراه حتى ساعة أستشهاده البطولي تحت التعذيب، كما ظلّ مع العبلّي الذي دُفن حيّا وهو يستنشق تراب العراق كما يُستنشق الهواء ، وظلّ مع رفيقات ورفاق حزبك وهم يحتضنون أهوار وجبال العراق ويسطرّوا الملاحم في الدفاع عن مبادئهم وشعبهم ووطنهم، وظلّ عصيا على النسيان في أقبية الأمن العامّة والشعبة الخامسة وتحت أعواد مشانق سجن أبو غريب ونقرة السلمان الصحراوي وعشرات السجون والمعتقلات في عراقنا الذي يئن اليوم تحت ظلّ سلطة محاصصة طائفية قومية، لا تريد كما اللواتي سبقتها للعراق وشعبه خيرا..

 المجد للرفيق الخالد فهد ورفاقه الميامين وهم يبذلون أرواحهم في سبيل حزبهم ونصرة قضايا شعبهم ووطنهم

 المجد لشهداء الحزب طيلة تاريخه النضالي المشرّف

 الخزي والعار الأبدي لكل من تلطّخت أياديه القذرة بدماء الشيوعيات والشيوعيين عاشقي شعبنا ووطننا والحياة

عرض مقالات: