تحل علينا اليوم الذكرى 60 للانقلاب الدموي، الذي نفذه حلف قذر، يستبطن بقايا الاقطاع والرجعية وبعض القيادات الدينية

والمخابرات الأجنبية وتنظيم حزب البعث في العراق ....حيث تمكن هذا الخليط البهيم، من وأد الثورة المجيدة التي نفذها الاشاوس من أبناء القوات المسلحة بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم وجماهير الجبهة الوطنية بزعامة الحزب الشيوعي العراقي ، حيث تجلت وطنية الثورة التي نقلت العراق من مستعمرة بريطانية إلى دولة مستقلة ذات سيادة  واخرجت البلاد من طوق حلف بغداد وحررت عملته الوطنية من ارتباطها بالعملة الإسترليني ، وسنت قانون رقم 80 الذي يحرم التنقيب في 98 من اراضي البلاد على شركات النفط الاجنبية ، وقانون الاصلاح الزراعي الذي حرر الفلاحين من نير الاقطاع ثم وزع كثير من الاراضي الزراعية عليهم ، بعدها سنت قوانين الاحوال المدنية وقانون من أين لك هذا، وفي مجال بناء القاعدة التحتية للبلاد ،جرى بناء مطار بغداد وميناء أم قصر ومستشفى مدينة الطب ودور اليتامى والعجزة، إضافةً إلى بناء مئات المستشفيات والمدارس والسدود ومشاريع البزل والمزارع الحكومية وغيرها الكثير كانت تلك حصيلة 4 سنوات و7 اشهر.

 وكان المرتجى والمؤمل أن  تتطور البلاد في ميادين البناء الاقتصادي وترصين مؤسسات الدولة المدنية ، بعد أن تهيئ لها قائد مثال في الوطنية والاخلاص، ومدعوم من أكبر حزب جماهيري في العراق والشرق الاوسط هو الحزب الشيوعي العراقي، إلا أن قطع مسيرة الثورة بذلك الانقلاب المشؤوم هوَ أجرم الجرائم بحق الوطن والمواطن العراقي ، حيث باتت الناس تعيش الضيم في زمان كدرته الفواجع الذي كانت بدايتها إعدام قيادة الثورة ورأس الهرم للحزب الشيوعي، والإيغال قتلاً وتشريداً وتسقيطاً سياسياً بالشيوعيين والوطنيين وكل من تعزْ علية قضية الوطن ، حتى كادوا يفرغون البلاد من أبنائها الاحرار الذين يستغيث فيهم الوطن وقت المحن،  ثم سيطرو على كل وسائل الاعلام، وسخروها لخدمة افكارهم العفنة، وراحوا يشوشون على وسائل الاعلام الخارجية لكي لا يسمع المواطن العراقي رأي آخر غير رأي الحزب الحاكم ، بعدها نشروا قائمة طويلة بأسماء الكتب والكتاب الممنوعة من القراءة، بمن فيها كتاب المحرفون الذي صدر في حكم عبد السلام عارف وهو يتحدث عن جرائم الحرس القومي .

وبذلك ارتكب حزب البعث وزعيمه المقبور جريمة كبرى ندفع ثمنها باهضاً حتى وقتنا الراهن ، بحق الوعي الاجتماعي للمواطن، عندما مارس التجهيل المتعمد للفرد العراقي، ولم يترك امامه غير الفكر الديني والفكر البعثي الذي يوجههم صوب خدمته وبقائه في الحكم ، منطلقاً من قول الشاعر ( ذو العقل يشقى بالنعيم بعقله ، وأخُ الجهالة بالشقاوة ينعم)، فمن صالح الحاكم المستبد أن تكثر جموع ذوي الجهالة ، ويتنحى اصحاب العقول إلى هامش الامور ،وهذه معاناة الشعب العراقي الذي جهلهُ نظام صدام وضاعف تجهيله نظام الاسلام السياسي ، وهنا نرى فداحة الجريمة التي ارتكبها البعث بالقطار الامريكي عندما حرم الشعب العراقي من ثمار ثورته ومن جهود ابنائه الاحرار، الذي تمس الحاجة لوجود امثالهم في خدمة الوطن ، أما حكام اليوم فما هم غير أرث أثيم وغثاء أحوى، واصعب ما في الامر على الشعب العراقي ، هوَ أن القوى الحاكمة اصبحت رهينة ببقائها في السلطة، لذلك هي متمسكة ببقاء السلاح في أيديها ليضمن لها الدفاع عن نفسها ، كونها تعي أنها سرقت الشعب وان الشعب لا يتركها مهما طال الزمن ، والمآل الذي آلة اليه زمرة شباط الأسود، ينتظرها قريباً إذا لم ترعوي وتترك امتداداتها الخارجية وتترك السلاح للدولة وتخوض الانتخابات دون سلاح ، وبهيئة جديدة وقانون جديد، وإلا مصيرها كمصير جماعة 8 / شباط  سيلعنهم العراق والعراقيين إلى أبد الدهر، وتظل سوأتهم تقبح وجه التأريخ العراقي الحديث .

عرض مقالات: