من يراجع التاريخ السياسي للعراق الحديث يجد أنهُ كانت هناك انقلابات تطيح بنظام وتأتي بنظام جديد،  ولكن العامل المشترك هو ممارسة القمع من خلال استخدام القبضة الحديدية  وزج الآلاف في المعتقلات، وفي هذا السياق يسقط آلاف الضحايا الأبرياء إلى جانب سقوط ضحايا من كلا الطرفين المُنقلب والمنقِلب عليه، وهكذا استمر الوضع إلى  سقوط نظام صدام المقبور وبدء ما يسمى بالعملية السياسية التي شرع لها المحتل وأسس قواعد لعبتها والتي وصلت إلى طريق مسدود بسبب اعتمادها على نهج المحاصصة الطائفية البغيض الذي دمر البلاد والعباد على يد الطغمة السياسية  المؤلفة من كتل وأحزاب،  تلك التي استلمت السلطة في غفلة من الزمن والتي قدمت لنا  طائفة من سياسي الصدفة من الفاسدين الذين هدروا خيرات البلاد وافقروا السواد الأعظم من بنات وأبناء الوطن، كما لعبوا دورا كبيرا في  تمزيق النسيج الاجتماعي، أضافة الى أنهم ورثوا كُل ما هوه سيئ من أساليب القمع  في الأنظمة الدكتاتورية السابقة وتفننوا في تنفيذها .

 كل هذا وهم يتشدقون في ممارسة الديمقراطية وممارسة اسلوب الانتخابات، إلا أنهم يفصلون قانون الانتخابات على مقاساتهم ويختارون مفوضية انتخابات موالية لهم، ويخرقون قانون الأحزاب على علاته، كل هذا لأجل تكريس بقائهم بالسلطة مهما كلف الأمر حتى وإن خسروا وفشلوا في تحقيق أي إنجاز يذكر، علما أنهم أقروا بهذا الفشل على رؤوس الأشهاد وفي مناسبات عدة.

وها هم اليوم يكررون ذات النهج، وبهذا فأنهم يمارسون دكتاتورية هي ابشع من اي دكتاتورية مرت بتاريخ العراق الحديث، إذ تصر ذات الوجوه الكالحة على بقائها بالسلطة بالرغم من الرفض الشعبي الذي تجسد في انتفاضة تشرين المجيدة والذي مرت ذكراها الثالثة في الأول من اكتوبر حيث خرج  بنات وأبناء الشعب العراقي مجددين العهد على المضي في طريق انتفاضة تشرين الخالدة مطالبين بإنهاء حكم المحاصصة الطائفية البغيض .
أن دكتاتورية الطغمة الفاسدة الماسكة بالسلطة في عملها هذا تستخف بآلاف الضحايا الأبرياء الذين طالبوا بحل البرلمان العاجز وإزالة  نهج  المحاصصة الطائفية  والشروع ببناء وطن ينعم فيه الجميع بأمن وسلام وعيش رغيد.

أن الطبقة الحاكمة الماسكة بالسلطة تعاملت وتتعامل وستبقى تتعامل مع الوضع وفق المثل القائل، تريد أرنب أخذ ارنب تريد غزال أخذ أرنب، ولا تعير أي اهتمام لصوت الشعب الرافض لها جملة وتفصيلا، ولا للدماء الزكية للشهداء ولا حتى للمعاناة التي تطلقها الملايين من بنات وأبناء شعبنا العراقي الطيب.

عرض مقالات: