لا يفصلنا عن الانتخابات القادمة سوى عدة شهور، وحركة التغيير في محلك سر، لا تحرك على مستوى الاقليم أو العراق ، وهي تعيش حالة من البيات الشتوي لا تحسد عليه، بينما في الجانب الأخر الاحزاب والحركات الكوردستانية في حالة نشاط وجذوة من الفعاليات السياسية وخاصة حزبي السلطة الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، وحركة الجيل الجديد هي الرابح الاول في هذا الاتجاه مستغلة تشرذم الاتحاد الوطني الكوردستاني وحركة التغيير الى تيارات، وهي اي الجيل الجديد تلعب دورا محوريا ورئيسيا في استقطاب وأحتواء العناصر النشطة والفعالة من الحزبين المذكورين. دخول المال السياسي على الخط وكذلك الطموح للمناصب والامتيازات وشراء الذمم وهذه مجتمعة هي الاسلحة التي تقاتل بها الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني في الانتخابات القادمة.
أما لماذا وصلت حركة التغيير التي يوما يوما كانت قائدة فعلية للمعارضة الكوردستانية الى هذه الحالة البائسة والفاقدة لكل مقومات النجاح والاستمرار فيرجع بنظرنا الى عدة عوامل رئيسية ، العناد السياسي وعدم الاستماع للأخر، الاخطاء الاستراتيجية التي وقعت فيها الحركة متمثلة بقيادة حركة التغيير القبول الاختياري للتصويت على الاستفتاء المشؤوم الذي خسر فيها اقليم كوردستان أكثر من نصف مساحته بهذا الاستفتاء الذي لم ير النور، هذه المساحة من أجلها البيشمركة قدمت ألاف الضحايا.
في أكتوبر 2017 بعد دخول القوات العراقية الى كركوك على أثر فشل الاستفتاء والعناد العشائري من قبل قيادة الحزب الديمقراطي الكوردستاني التي أصرت على الاستفتاء، والخسائر الجسيمة التي كبدتها من الناحية النفسية والبشرية، قدمت قوات التحالف للمعارضة الكوردستانية فرصة ذهبية وهي تشكيل حكومة أنقاذ على نقيض حزبي السلطة وأمهلت المعارضة 48 ساعة لتشكيلها ولكن التردد والخوف من قبل المعارضة الكوردستانية حالت دون تشكيل هذه الحكومة الانتقالية، والتي كانت ستغير من مجرى الاحداث تماما وما كانت لتصل الى حالة الانسداد السياسي الحالية التي تعيشها الان.
إن دخول المعارضة الكوردستانية في أئتلاف في الحكومة الحالية لمسرور برزاني خسرت الاصوات التي كانت للمعارضة بين الجماهير المتمردة على هذه الحكومة التي لاتؤمن بالاصلاح السياسي والمالي ناهيك عن محاربة الفساد، وهذه الحكومة الائتلافية قدمت العديد من الوعود الكثيرة المعسولة قبل تشكيلها وبأنها سوف تقاضي المفسدين وتعمل على محاربة الفساد على جل الاصعدة، ولكن بعد مرور سنوات على تشكيلها لم تقدم على اي محاولة لمحاربة الفساد بل على النقيض من ذلك أزداد وأتسع الفساد والمفسدون .
وعليه طالبنا مرارا وتكرارا وناشدنا قيادة حركة التغيير بالانسحاب من هذه الحكومة الائتلافية والاصطفاف مع الجماهير الكوردستانية، ولكن دون جدوى ولا حياة لمن تنادي مما حدى بالجماهير الكوردستانية التي صوتت لحركة التغيير بالعزوف عن التصويت له ومعاقبة قيادة حركة التغيير.
نحن الآن على مفترق طرق الخطوة الاولى نحو الترميم والاصلاح هي الانسحاب من حكومة مسرور برزاني الائتلافية وأن نقدم على المصالحة بين قيادة حركة التغيير و الجماهير الغاضبة ومخاطبة الذين تركوا صفوف حركة التغيير والدعوة الى حوار بناء وهادف والاستماع اليهم لكي نصل الى مصالحة تهدف الى وحدة الصف والتهيئة للانتخابات القادمة .
هل منكم رجل رشيد!!؟؟