لا يخفى على أحد وخاصة المتابعين السياسيين الحساسية والصراع  بين المنطقة الصفراء والمنطقة الخضراء على الحقائب الوزارية وتقاسم الاموال والسلطة سواء في الاقليم او في الحكومة الفيدرالية ببغداد  دون النظر الى الشعب الكوردستاني عامة واحتياجاته اليومية من الامن الاجتماعي والمعاش اليومي والعيش حياة حرة كريمة أسوة بالشعوب الاخرى وخاصة اذا كان البلد منتجة نفطيا ونسبيا غنيا ، وهذه  الاموال تذهب الى جيوب المسؤولين الكبارفي كلتا المنطقتين الصفراء  والخضراء وغالبية الشعب الكوردستاني يعيش في حالة حرمان وعوز شديدين دون اي واعز اخلاقي من السلطة الحاكمة .

هذه الزيارة جاءت بعد تقرير بلاسخارت مندوبة الامم المتحدة لدي العراق  حول الاوضاع  المعيشية المتردية في اقليم  كوردستان وضرورة تحرك مجلس الامن والامم المتحدة لاحداث تغيير او تصحيح الاوضاع السياسية وضرورة اجراء اصلاح سياسي ومالي هدفها تحقيق مطالب الجماهير  الكوردستانية لذا بعد قراءة السلطة الحاكمة في اقليم كوردستان لتقرير بلاسخارت ، ارتأت بضرورة التحرك السياسي واجتماع نجير برزاني بالاحزاب الكوردستانية في المنطقة الخضراء ومحاولة الخروج من المأزق الذي لا يحسدون عليها خوفا على مصالحهم السياسية والمالية والخوف من تغيير الاوضاع لان التقرير أشار الى عدم كفاءة هذه السلطة وفشلها في ادارة الحكم في اقليم كوردستان ، ولازالت كوردستان مقسمة بين عائلتين احدهما في المنطقة الخضراء والاخرى في المنطقة الصفراء .

أن التقاعس السياسي في اقليم كوردستان وعدم جديتهم في البدء باصلاحات جذرية تحد من الفساد المالي والاداري تبلورت فكرة ضرورة تغيير الاوضاع والتحالفات السياسية في الاقليم لعدم جدوى المطالبة بالاصلاح لان المسؤولين غير مؤهلين لتلك المهمة.

ولابد ان نشير الى تقرير بلاسخارت الى الامم المتحدة والجزء المتعلق بإقليم كوردستان (بتسليط الضوء أكثر على الوضع السياسي في اقليم كوردستان: فقد شاركت في أيار من العام الماضي في فعالية نظمتها جامعة كوردستان، حدث واعد حضرته كافة الاحزاب السياسية في اقليم كوردستان. وفي الكلمة التي القيتها هناك، أشرت الى الاثر البالغ السوء للتناحر السياسي والتوجه الفئوي، وشددت على أهمية الوحدة، وعدم الخلط بينها وبين التماثل، وتحدثت بصراحة عن ضرورة الابتعاد عن الانقسام مابين الاصفر والاخضر ألوان شعار الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني، وعن مسؤولية القادة في توجيه التواصل والجمع بين المصالح المتعارضة والتركيز على الحلول التي تمثل مصالح كافة الاشخاص الذين يعيشون في اقليم كوردستان سواء كان ذلك في أربيل أودهوك أوالسليمانية . ولكن بعد مضي عام، يبدو أن هذا الحدث المبشر لم يلق أي اهتمام، بل على العكس من ذلك، فقد تعمقت الانقسامات مما أثر سلبا على سكان اقليم كوردستان).

وقالت بلاسخارت (والان لا اريد تكرار ما قلته في كلمتي تلك قبل عام، ولكن يجب أن يكون واضحا أن لإقليم كوردستان الخيار، ومع انتخابات اقليم كوردستان التي من المقرر اجراؤها في الاول من تشرين الاول من هذا العام، من الاهمية بمكان تهيئة الساحة الانتخابية مع تمتع الجهات الفاعلة السياسية الكبيرة منها والصغيرة بتكافؤ الفرص بمعنى توفير بيئة انتخابية مؤاتية).

بالإضافة (لا يسعني الا ان اشدد على أن الجغرافيا لا تشكل دائما ميزة تصب في مصلحة اقليم كوردستان، بمعنى أخر: ينبغي أن تكون الظروف الجيوسياسية الفريدة للاقليم سببا كافيا لجعل قادته يفكرون مليا وبطبيعة الحال ينطبق هذا الامر على العراق برمته. وكما قلت في مناسبات لا حصر لها: سواء أعجبنا ذلك أم لا، فان ضعف الجبهة الداخلية للوطن لايؤدي سوى الى خلق بيئة مؤاتية للتدخل الخارجي المستمر).

على القادة والسلطة الحاكمة في اقليم كوردستان مراجعة حساباتهم السياسية والاقتصادية والوقوف الى جانب الشعب الكوردستاني وتمتين الجبهة الداخلية والاصلاح الجذري السياسي والاداري قبل فوات الاوان، والا فان التغيير قادم لا محالة إذا استمرت الاوضاع على ما هو عليه حاليا.

وعلى الجالية الكوردستانية في الخارج توحيد برنامجها   نشاطها والضغط على السلطة الحاكمة في اقليم كوردستان لتغيير مسارها الى جانب الجماهير الكوردستانية.

عرض مقالات: