أن الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها في العراق غير طبيعية بالمرة وهي تتدهور يوماً بعد يوم ولا يوجد إلى الآن بصيص أمل في إيجاد المضمار الصحيح كي يسلك من أجل الخلاص وإيقاف التدهور نحو الهاوية، وكلما تمر مرحلة يضعف الأمل بالنجاة الممكن القيام به وتتخلى القوى المتنفذة الشيعية صاحبة القرار عن سياساتها ونهجها الطائفي ، ولو ندقق الأوضاع السياسية فلا يحتاج البحث الطويل أو الذهاب إلى الاستنتاجات للوصول إلى النتائج الواضحة، فمثال واحد يفسر لنا كم هي في حالة متردية ومن سيء إلى أسوأ، وكما نرى أن هذا الصراع اللامبدئي بين القوى المتنفذة لتشكيل الحكومة وانتخاب رئيس الجمهورية، ثم المواقف الهزيلة من قبل الحكومات تجاه التدخلات والاعتداءات المسلحة من قبل تركيا وإيران، ومن هنا تبرز العديد من الأسئلة وهي أسئلة طرحت مئات المرات بدون جواب
ــــــ ألا توجد كرامة لساسة القوى المتنفذة وهم يرون الاستباحة والعدوان والتدخل في بلادهم بدون خجل وباستهتار مقصود مقابل صوت الحكومات العراقية المتعاقبة الهزيل الذي لا يكاد يسمع اعتراضاته، وإذا ما علا الصوت " لا قدر الله!!" لا يسمعه سواهم!
ــــ لماذا السكوت عن القواعد العسكرية التركية والعمليات العسكرية واستمرار خرق الأجواء العراقية من قبل الطائرات الحربية التركية وقصفها وإطلاق صواريخها على الأراضي العراقية وبخاصة إقليم كردستان؟
ــــ إلى متى هذه الانقسامات بين القوى الكردية الرئيسية واستمرار الصراع من أجل المناصب مهملين تدخلات إيران وتركيا بدون أي موقف حازم!
ـــــــ لماذا مرض السكوت أمام التصريحات والتهديدات التركية بغلق الحدود بحجة الضغط على حزب PKK الكردي ثم تأكيدها " السيطرة على مناطق هاكورك، حفتانين، متينا، اشفين بيسن والزاب" واصرارها على «انشاء شبكة من القواعد العسكرية ونقاط التفتيش والسيطرة داخل تلك المناطق للسيطرة على تحركات حزب العمال" وهل صح ما نشر عن وجود "اتفاقية سرية" تسمح بالتحركات العسكرية التركية داخل الأراضي العراقية بالضد من PKK حزب العمال الكردستاني بهدف السيطرة على مناطق في الإقليم.
ــــــ أمن المعقول أن تقوم الحكومة العراقية بعقد اتفاقية سرية مع تركيا؟ ونجدها مع قوى متنفذة وميليشيات طائفية تهدد وترعد وتزبد لمعاقبة تركيا والصراخ بالويل والثبور لتدخلات تركيا العسكرية وما تقوم به طائراتها الحربية من خرق الأجواء العراقية وقصف القرى والقصبات الكردية وتهجير المئات من الفلاحين بعد حرق مزارعهم وهدم قراهم.
انها اللعبة التي لا تنطلي على أحد مثلما حال التآمر على الانتفاضة التشرينية وتحطيم آمال العراقيين بحكومة وطنية التي سفهت من قبل القوى الشيعية صاحبة القرار بحجة أن لا يفقد الشيعية السلطة " والنار جوَ يا خيار"
لم يبتل العراق فقط بتركيا والاحتلال الأمريكي إنما ابتلى بالتدخلات الإيرانية وبالميليشيات التابعة لها، ولا ندعي عندما نقول أن إيران تلعب أدوارها جميعا وعينها على موارد وموقع العراق ومصالحها بحجة الطائفية، وهنا نحن نَصر على المطالبة : أولاً: بأن تعي القوى الوطنية، أن المخطط الإيراني لا يمكن أن يفشل ما دام هناك ظلاً له داخل القوى السياسية الشيعية، ، وثانيا: من يتحالف معها لأهداف ضيقة ونسأل..
ــــ كيف ستتم معالجة الصواريخ الإيرانية المهداة للبعض من الميليشيات العراقية المدعومة وهي تستعمل ضد العراقيين ومؤسساتهم؟
ـــــ متى ستكف إيران من التدخل في إقليم كردستان العراق بحجة الموساد؟ أو التدخل في تشكيل الحكومة العراقية وفرض رؤيتها على اتباعها لتنفيذ مخططاتها واطماعها في المنطقة؟
ـــــ كيف عولجت جريمة إطلاق صواريخها على مناطق حيوية وسكنية في أربيل وغيرها؟
ـــــــ لماذا تسكت الحكومات العراقية على جرائم الميليشيات المسلحة التابعة ولا تتحرك قانونياً للحفاظ على أمن المواطنين وسلامة ممتلكاتهم والتخلص من السلاح المنفلت ؟
أليست هي أسئلة مشروعة؟ واسئلة أخرى تثار في كل يوم حول تمادى هذه الميليشيات والتدخلات الخارجية في الشؤون الداخلية العراقية.
أن قلق المواطنين العراقيين لا ينحصر في هموهم المختلفة في مضامير السياسة والاقتصاد والاجتماع والأمن والمعيشة وسوء الخدمات والبطالة والفقر، بل في التحديات التي يخطط لها الأعداء المتربصين على اختلاف انواعهم ومشاربهم الفكرية والسياسية وهدفهم الأسمى العمل على « عدم الاستقرار" الذي يسمح لهم نهب البلاد وتأخير بنائها كدولة قوية لا تسمح بالتدخل في شؤونها وتمنع القوى الإرهابية والميليشيات الطائفية المسلحة من إرهاب المواطنين .
أن الحديث عن التفجيرات الإرهابية يتجدد في قضية كُشفت من أصحابها حيث أظهرت أيضاً: أن العديد من التفجيرات السابقة كانت خلفها ميليشيات مسلحة طائفية سرية ولهذا فقد تقاسمت قوى الإرهاب وقوى الميليشيات الأدوار وإن لم يتفقا بشكل علني أو مكتوب وهذه القضايا كُشفت بعد هزيمة داعش الإرهاب عسكرياً وتحرير أكثرية المناطق الغربية بما فيها الموصل، وبما أن افضل حجة كاذبة لدى البعض من الميليشيات التابعة فقد راحت طائراتهم المسيرة هدية إيران الجارة المسلمة وصواريخهم تنهمر على المنطقة الخضراء لكنها تسقط على رؤوس المواطنين ثم قصف القواعد العسكرية العراقية بحجة وجود الجيش الأمريكي بينما نفت الحكومة العراقية أكثر من مرة وجود قوات قتالية بل وجود مستشارين عسكريين يدربون القوات العراقية على استخدام الأسلحة الامريكية التي دفعت الحكومة العراقية أثمانها بالمليارات، وانتقل عرس الصواريخ والطائرات المسيرة إلى مناطق الإقليم فقد اسقطت إيران في اذار 2022 وباعتراف حرسها الثوري اكثر من عشرة صواريخ باليستية على إحدى الفلل العائدة لمواطن وأدعوا أنها مقر للموساد الإسرائيلي لكن الحقيقة فندت كذب الاتهام من خلال ما أفادت به لجنة التحقيق العراقية الرسمية وأكدت " أن طهران لم تقدم أي دليل على صدق اتهاماتها بوجود مقر إسرائيلي في شمال البلاد.، ثم صواريخاً بالقرب من مطار أربيل، وصواريخا لاستهداف "مصفى شركة (كار) في منطقة (كور كوسك) في قضاء خبات التابع لمحافظة أربيل مما أدى إلى إصابة إحدى الخزانات الرئيسية للمصفى ونشوب حريق بداخله". والعثور على منصات صواريخ معدة للانطلاق في منطقة " الفاضلية " بالقرب من ناحية بعشيقة في سهل نينوى، وبالمناسبة فقد أكد مجلس الأمن في إقليم كردستان أن الصواريخ التي يتكرر اطلاقها هي من قبل " ميليشيات خارجة عن القانون مقراتها في منطقة الحمدانية وتحديداً في منطقة بقضاء الحمدانية تتوسط قيادة عمليات نينوى ومقر ميليشيات عصائب الحق في برطلة واللواء (30) في الحشد الشبكي التابع للحشد الشعبي، وكل هذه المناطق تقع تحت سيطرة القوات العسكرية الاتحادية " والحليم تكفيه الإشارة "
وقد استمرت تهديدات الحرس الثوري الإيراني ضد الإقليم والشعب الكردي ، وبينما الاحداث تتوالى فاذا بصاروخ كاتيوشا يسقط على منزل في شارع أبو نؤاس والعثور على منصة لأطلاق الصواريخ في قطاع ( 7 ) بمدينة الصدر، كما أشارت وكالة الاستخبارات العراقية عن محاولة استهداف بصاروخ كاتيوشا منزل الفريق أبو رغيف وسط بغداد، كل ذلك ونحن نراقب وايدينا على قلوبنا ونسأل
1 ـــ ماذا يحدث للعراق الذي يدفع ثمناً باهضاً من الإرهاب والميليشيات الطائفية؟
2 ــــ وما هذه الفوضى والتجاوز والتدخل من دول الجوار وبخاصة تركيا وإيران؟
3 ــــ ولماذا لا تقف الحكومة العراقية موقفاً جاداً ورادعا ضد من تسوّل له نفسه اثارة الاضطرابات والتجاوزات على العراق
4 ـــ لماذا لا تقوم الدولة العراقية بتقديم شكاوى للمنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالضد من تركيا وإيران للمطالبة بالتدخل واتخاذ القرارات التي تحمي العراق والشعب العراقي؟
وأخيراً صرح رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي مضطراً أن القوات المسلحة "ستلاحق منفذي الاعتداء الجبان وأن الشعب العراقي في كل مكان سوف تزيده هذه الجرائم وحدة وقوة وعزيمة على هزيمة الإرهاب والتمسك بالقانون".
نسأل إلى الآن لم تلاحق هؤلاء الأعداء الجبناء؟ وهذه السنين من الدماء والخراب والقتل والاغتيال والسلاح المنفلت وهي مازالت لا تلاحق أو تلاحق في خجل بسبب التأثيرات الطائفية أو من قبل القوى المتنفذة والتابعة.
لا يمكن بناء الدولة الآمنة مادامت قوى الشر تعمل بكل حرية من الداخل وبدعم من الخارج، إنها كرأس الافعى لا يمكن التخلص منها إلا بالبتر.