وصلتني أخبار من بعض أصدقائي الذين يعيشون في بلاد الغرب منذ سنوات، بأنه مع كل إطلاله لشهر رمضان المبارك يخفض الباعة أسعار المواد الغذائية من أجل تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي.

هؤلاء الكفار يعرفون تمام المعرفة أن بين ظهرانيهم مسلمين قد لا يملكون ثمن شراء بعض أصناف الطعام الموجودة في السوق لضيق ذات اليد كونهم لاجئين إنسانيين تركوا بلدانهم بعد أن ضاقت عليهم أرضها بما رحبت، فبتخفيضهم الأسعار يحققون مبدأ التواصل والتراحم، مبدأ حث عليه النبي يسوع منذ ألفي سنة وما زالوا محتفظين بهذا المبدأ فعلاً لا قولا.

مروا بتجارب مؤلمة مازالت الأفلام الوثائقية وسجلات المستشفيات المكتظة بالتشوهات الخلقية ترويها فما بين حروب أهلية وحروب عالمية أكلت الأخضر واليابس تراهم قد حكموا ضمائرهم وركنوا إلى صيغة الأخلاق أليس الدين هو الأخلاق؟

هؤلاء الكفار الذين نجوب الأرض طولاً وعرضاً للتأكد من سلامة وشرعية منتجاتهم المصدرة إلينا خوفاً من أن يدسوا لنا فيها بعضاً من دهن الخنزير وكأن الخنازير رخيصة الثمن ليستخدموها طعماً لنا كي يزجوا بنا إلى جهنم حتى كأننا قد أدينا كل فروض الرحمن ولم يبق لنا سوى أن نعصم بطوننا من دهن خنازيرهم التي لا يأكلونها إلا في الأعياد لارتفاع أسعارها أما نحن فيتسابق على قتلنا جوعاً كل أخوتنا في الدين والوطن ابتداءً من حكومة أحالت البطاقة التموينية إلى التقاعد المبكر مروراً بالتجار الذين كبرت كروشهم من أكتاف الفقراء والمحرومين، وأنا أتساءل هل نصف كيلو عدس لكل مواطن في شهر مبارك أغلى أم دجاجة لكل عائلة أيام الحصار الذي أكل الحرث والنسل؟ ألم يُبعث النبي ليتمم مكارم الأخلاق...؟ فما هو التفسير المنطقي لارتفاع أسعار التمر والعدس وباقي مواد الإفطار الرئيسية قبيل شهر رمضان؟ هل عقمت أرحام النخيل العراقي فلم تعد قادرة على إنجاب عذوق التمر أم زحفت وطلبت لجوءا إنسانياً من شدة حرارة صيف العراق... فصرنا نستورد تمرنا من الإمارات والبحرين وغيرها من البلدان التي تعد فقيرة بالنسبة للعراق، ألا يكفي نفطنا لسد فراغ المواد الغذائية وليكن الأمر كما في السابق (النفط مقابل الغذاء والدواء) ولستم بخاسرين شيئاً لان النفط يفوق أسعار الطعام أضعافاً مضاعفة وستكونون أنتم الرابحون ديناً ودنيا.

عرض مقالات: