يعيش العراق منذ عقود على حافة الحروب الخارجية والداخلية. حروبه الخارجية التي اشعلها نظام الطاغية صدام مع إيران والتي امتدت نحو عقد من السنين، وغزوه للكويت الذي أنتج حصارا بعد هزيمته دام أكثر من عقد ايضا جعل بلاد الرافدين وشعبها كعصف مأكول.

اما الحروب الداخلية فاشنعها الانفال التي فتكت بالشعب الكردي ودمرت كردستان، وتجفيف الاهوار و الفتك بسكان الوسط والجنوب بعد الانتفاضة الشعبانية التي اعقبت هزيمته من الكويت .

وباختصار كبير ظل شعبنا ينزف دماء زكية منذ نجاح حزب البعث في انقلابه على ثورة تموز المجيدة، يوم 8 شباط عام 1963 م.

كما ساهمت الحكومات الدكتاتورية المتخلفة التي توالت على حكم العراق طوال نصف القرن الماضي بتعميق الانقسام بين مختلف شعوب بلاد الرافدين اضافة الى العداء مع الشعوب الجارة ، وحاولت سلطة صدام - خير الله طلفاح - عفلق ، نشر التعصب القومي واشاعة الفكر الشوفيني وتأجيج الصراعات الاثنية والطائفية ، واتباع سياسة التعريب تجاه الكرد والتهجير القسري وممارسة الاضطهاد الطائفي تجاه الغالبية الشيعية واتهام الشيعة بالصفات التي يأنف الحليم من الصاقها باعدائه بله بابناء شعب من المفروض انه يحكمه بالعدل كما اوصت الشريعة الاسلامية وان حكمتم بين الناس فاعدلوا .

اليوم بعد كل هذه السنوات على زوال نظام الطغمة الفاسدة الصدامية ما زالت الثمار المرة التي زرع بذورها ذاك الطاغية تجد ارضا خصبة لتنمو وترفع عقيرتها بالعداء واتهام الاخر بمختلف التهم وان وجدت امرا مخالفا لرأيها او عيبا ما تعممه على الناس اجمعين لتلقي بالتهم دون وازع من ضمير لذلك أطلت برأسها فتنة شملت الشعوب العراقية بعربها وكردها وتركمانها وكلدانها وآشورها ومختلف مذاهبها واجناسها. فانتشر هاجس عدم الثقة بالاخر والتوجس من بعضهم البعض واتهامات بالعمالة شرقا وغربا.

إن تاجيج الصراعات وصب الزيت على النار لن يخدم أبناء شعبنا ولن يتيح فرصة التفاهم والتقارب مع الاخر، بل على العكس يزيد الطين بلة ويخسر العراق حاضره ومستقبله.

 

رابط فيديو حول الموضوع

https://www.youtube.com/watch?v=Rd-eqz-uUCM

عرض مقالات: