حين نتناول مسيرة حزب من طراز خاص مر بمحن وكوارث وملاحقات وتصفيات لا تعد ولا تحصى ورغم الاستهدافات التي ما توقفت يوما بمحاولات اجتثاثه والقضاء عليه منذ العهد الملكي، حين شن النظام الرجعي حملات إبادة وتصفيات وإيداع خيرة كوادر الحزب وأعضائه سجون النظام العميل، مراهنين على القضاء على الحزب ووجوده وإيقاف نضالاته التي تسيّدت الشارع العراقي بدخول الحزب في معظم بيوت الكادحين والفقراء والباحثين عن سبل الخلاص من النظام القمعي الذي رهن مستقبل العراق وتطلعات شعبه المناضل تحت رحمة المستعمر البريطاني واحلافه العميلة، ولم يترك النظام القمعي آنذاك وسيلة إلا وجربها بطرق حاقدة، فأودع الآلاف من المناضلين الشيوعيين السجون والمعتقلات، وحكم على كوكبة الحزب الأولى وفي مقدمتهم مؤسس الحزب الخالد فهد ورفاقه الميامين بتنفيذ الإعدام ظنا من النظام أن تلك الممارسات الرعناء من شأنها أن تقضي على مسيرة الحزب وإيقاف نهجه الثوري العنيد، وكانت المفاجئة الكبيرة، بأن الحزب كان يتعاظم دوره ويتسع امتداده على مساحة الأرض العراقية المباركة، ليتجذر يوما بعد آخر في التراب العراقي المقدس، ويصبح الحزب رديفا لقدسية التراب العراقي ليستوطن الوجدان العراقي.

إن حزبا مناضلا ووطنيا كالحزب الشيوعي العراقي المجيد، بات عصيا على الاجتثاث الذي راهن عليه الفاشيون والقتلة وعتاة الطغاة والمجرمين، لما اقترفوه من جرائم بشعة وممنهجة وبالخصوص مرحلة النظام البعثي الشوفيني والقمعي، بعد أن جربوا كل وسائل الإبادة والمحو والاقصاء والمطاردات وسلسلة الاغتيالات الجبانة، دون أن ينالوا من شكيمة الحزب وقوته كحزب طليعي مكافح يستمد وجوده من تعلق الكادحين والمسحوقين من أبناء الشعب العراقي من عمال وفلاحين وشغيلة فكر وثقافة وكل من يعتمل بداخله حب العراق وسيادته والحرص على تحقيق العدالة الاجتماعية والنضال الطبقي المبارك لإيقاف المد الحاقد واللعين، لينتهي بالمتربصين لمسيرة الحزب بمحوهم هم أنفسهم وازالتهم من الخريطة السياسية العراقية، ويبقى حزب الكادحين منارة لكل العراقيين بكل اطيافهم وانتماءاتهم المختلفة، وها نحن اليوم وبفرح غامر نعيش لحظات الانتصار والتجدد والثبات لمسيرة حزبنا العتيد، حزب الخالد فهد والرفيق البطل سلام عادل ورفاقهم الأماجد.

واليوم وبعد هذا التاريخ المشرف والطويل، المعمّد بالتضحيات الجسام والنضال المستميت وقوة وشكيمة رفاق الحزب، نحتفي جميعا وعلى الأرض العراقية الحبيبة بانعقاد المؤتمر الحادي عشر وبثبات وعزيمة والاحتفاظ بذات النهج الذي تربينا عليها منذ أكثر من ستة عقود، ليتجدد العهد ونرى جيلا مناضلا من الشباب وهم يستلمون الأمانة لتستمر مسيرة الحزب دون أن يهادن أو يستسلم أو تضعف وطنيته وتعلقه بالعراق وآمال كل الكادحين.

وليعلم كل من راهن على نهاية الحزب واضعاف مسيرته، أنه في حالة من الغيبوبة الفكرية والأخلاقية والوطنية، لأن الحزب يستوطن ضمائر كل العراقيين الشرفاء ممن يسعون يدا بيد على تحقيق شعار الحزب الخالد الذي كلف الشيوعيين آلاف الضحايا من الشهداء من الوطنيين الأباة، وسيتمضي الأجيال اللاحقة  وباقتدار الى السعي النبيل بتحقيق مبدأ الحزب الخالد:

وطن حر وشعب سعيد

عرض مقالات: