يوم الأربعاء كان يوما طويلا وعاصفا بالأحداث التاريخية في السويد.

اعلن حزب الوسط في الصباح الباكر أن تصويته لصالح مجدلينا أندرشون، خليفة رئيس الوزراء المستقيل ستيفان لوفين، لا يعني موافقته على ميزانية الحكومة.

لقد صوت البرلمان السويدي لصالح مجدلينا أندرشون رئيسة للوزراء بفارق صوت واحد في جلسة بدأت الساعة التاسعة صباحاً، وصرحت رئيسة الوزراء المنتخبة إنها تستطيع التعايش مع ميزانية احزاب المعارضة في حال سقوط ميزانية الحكومة في البرلمان مما يعني عمليا حكومة اشتراكية وميزانية يمينية.

في الساعة الرابعة عصراً عقد البرلمان جلسة التصويت على الميزانية، وفازت ميزانية المعارضة على ميزانية أندرشون، وأعلن حزب البيئة انسحابه من الحكومة، لأنه لا يريد أن ينفذ ميزانية شارك فيها حزب SD اليميني المتطرف.

تبعا لذلك، أعلنت مجدلينا أندرشون استقالتها من رئاسة حكومة لم تتشكل، بعد 7 ساعات من انتخابها أول رئيسة للوزراء في تاريخ السويد.

لقد دخلت اندرشون اليوم التاريخ مرتين: مرة عندما اختيرت كأول امرأة لمنصب رئيس الوزراء في السويد، والأخرى عندما استقالت من المنصب بعد سبع ساعات من تكليفها.

يبدو أن الاستقالة هي الخيار الاقل ضررا لماجدلينا في حفظ ماء وجهها مقارنة بالخيارين الآخرين هما : قيادة حكومة هزيلة، وضعيفة الشرعية والمنجز (وهذا يضرب صورة المرأة القوية التي ارادت ان تجسدها)، أو ربما سحب الثقة عن حكومتها بفترة وجيزة.

سيعيد مسرح اليوم الدراماتيكي لوفين إلى رئاسة حكومة تصريف أعمال بعد ان شد الرحال، وقد يستمر في المنصب اسابيعا او شهورا .

اهم ما نستخلصه من مشهد اليوم التاريخي:
- حزب البيئة هو بيضة القبان في العملية السياسية السويدية.
- ربما المنصب السياسي في السويد هو الاقل اغراء في العالم، فالاستقالات الفجائية امرا مألوفا وينال أعلى المناصب القيادية، فقد استقال رئيس الوزراء لوفين، وقبله وزيرة الخارجية فالستروم للتفرغ لحياتهما العائلية.
- رغم الصعود الماهول للشعبوية في أوربا، وتأكل الخارطة الحزبية التقليدية لليمين واليسار، فالاحزاب السويدية لا زالت تولي المبادئ حيزا واسعا، وهذا ما فعله حزب البيئة اليوم عندما ادعى بأن المشاركة في الحكومة بعد تمرير ميزانية المعارضة سيخيب امال ناخبيه، وكذلك تصريح أندرشون بإنها ما زالت مستعدة لترؤس حكومة يشارك فيها الاشتراكيون الديمقراطيون فقط.

عرض مقالات: