جبار

هدأت عاصفة الانتخابات نوعاً ما، ولازالت هنا وهناك هبات من عجاج وأتربة تتطاير تحجب الصورة والمشهد النهائيين القادمين.

 البلاد إذن ووفق لعبة الانتخابات تسير نحو أربعة أعوام قادمة، لا تغيير كبير سيحدث فيها، سوى بالشخوص والخطاب والتلاعب بالكلمات التي اعتادت الناس سماعها، لكن في الطرف الآخر هنالك القوى التي لم تزل تتطلع للتغيير وإزاحة المشهد الطائفي وقلب اللوحة.

 هذه القوى هي أمل كل الناس التي استجابت لنداءات المقاطعة، أو تلك التي كانت بنفسها قد سئمت من الانتخابات وفهمت لوحدها عقمها وعدميتها.

 قوى التغيير تقع عليها مسؤولية وحدتها أولاً وبأسرع وقت ممكن، لا الانتظار إلى رؤية المشهد الرسمي والبحلقة في الشاشات الصغيرة لالتقاط الأخبار من هنا وهناك في عملية توسل في حقيقتها.

قوى التغيير عليها أن تبعث و بلغة أخرى غير لغة المقاطعة قبل الانتخابات، إلى ضرورة تصعيد الرفض الشعبي للنظام الطائفي الذي هو سبب أزمات البلاد، و كذلك محاصرة أية دعوات لخنق الحريات أو مصادرتها يجرى الحديث عنها بشعارات مبطنة، بالإضافة إلى الضغط لتحقيق مطالب الشارع، و الانتفاضة التي لم تتحقق، ألا وهي الكشف عن قتلة المتظاهرين، إلى بقية الأولويات كاسترداد المال العام المنهوب و إعادة المختطفين و المغيبين إلى عوائلهم و غيرها من المطالب الحياتية كقضية الخدمات الغائبة و غيرها الكثير الذي تعرفهُ عامة القوى السياسية.

هذه هي مهمات هذه الأيام؛ والساحة الآن لم تزل طرية، ويمكن استثمارها وإحداث ضغط شعبي مواز وقوي من أجل انتزاع المطالب وإحداث خرق في اللوحة السائدة التي يُراد لها أن تسير في ذات النفس الطائفي للبلاد للسنوات الأربع القادمة!

عرض مقالات: