أن انعقاد المؤتمر العربي الإقليمي في بغداد عاصمة العراق الذي طالما كان قطب الرحى للعالم ودول المنطقة ويد العون والذراع القوي للدول العربية في أوقاتها العصيبة وملماتها حيث أثبت العراق ثانية أنه ما زال في قوته وإمكانياته المؤثرة في ساحته العالمية والعربية للم شتات العرب واحتضانهم وأن النجاح الأخير في عقد هذا المؤتمر ونجاح مخرجاته وتطويعها وترجمتها على أرض الواقع حين حاول في إذابة الجليد وتذليل المعوقات وتجاوز الخلافات العربية العربية وتقريب وجهات النظر بين المتخاصمين كتركيا والعراق وقطر والإمارات العربية وإيران والسعودية   سيعطي زخما وانطباعا جيد في رفد السياسة الخارجية والداخلية لدول العالم وللتقدم نحو الأمام وتلبية مصالح شعوب المنطقة والعراق وإذا كانت هذه الدول المشاركة في هذا المؤتمر جادة في تفكيرها ونواياها وجهودها وطروحاتها فستكون انعكاسها على الشارع العراقي جيدة وتصب في مصلحة الشعب واقتصاده وإنعاش بناه التحتية وتحسين أمنه الخارجي والداخلي فأن فرصة حكام العرب ودول الجوار لا تعوض فعودة العراق إلى الحضن الدولي والعربي وإخراجه من سياسة المحاور والأقطاب المتفردة في القرارات الدولية التي يشهدها العالم أخيرا فأن العراق من خلال موقعه الاقتصادي والجغرافي وإمكانياته المادية وثرواته خزين مهم لاقتصاديات الدول الإقليمية والعربية .أن على الدول العربية العمل الجاد والمتجرد من المصلحة الشخصية والحرص الشديد لبناء عهد جديد وشراكة في أطار العمل المشترك الإستراتيجي لاستقرار العراق سياسيا واقتصاديا وأمنيا ليكون بيئة آمنة للعمل العربي المشترك من خلال تطبيق بنود اتفاق مؤتمر بغداد ومساعدة العراق في محنه ومشاكله الخارجية والداخلية في الوقت الراهن وبمصداقية واضحة المعالم بالأفعال وخصوصا من الدول الفاعلة في القرار الدولي فهل أستطاع العراق كحكومة أن يوظف مخرجات وقرارات هذه القمة لصالحه وصالح حكومته وشعبه في ظل المتغيرات التي يشهدها العالم من صراعات حالية وقادمة تدق ناقوس الخطر للمنطقة برمتها وخصوصا أن هذا المؤتمر برعاية الحكومة الأمريكية صاحبة القرارات المهمة ومخططة سياسات العالم ولها المصلحة الآنية في استقرار العراق ودول منطقة الشرق الأوسط لنسف التقارب السياسي والاقتصادي الروسي الإيراني والتنين المرعب الصيني باعتبار العراق وأمنه خط الصد الأول الدفاعي والحليف الإستراتيجي لأمريكا وحلفائها في المنطقة ومستودع آمن لمصالحها في المستقبل وخصوصا عندما نرى التقارب الفرنسي وظهوره على الساحة والصراع الدولي جنبا إلى جنب مع أمريكا وإسرائيل واللسان الناطق لترطيب الأجواء للدول التي لها مواقف متشنجة مع أمريكا وإسرائيل وأفول نجم بريطانيا ونفوذها في المنطقة كلاعب وشريك أساسي في القرارات الدولية مقابل التقارب الروسي مع والصيني والإيراني والخوف منه أن يكون نقطة انطلاق للاقتصاد القوي القادم في العالم فهل يشهد العالم أو الشرق الأوسط بالذات رسم خارطة جديدة على الواقع ومعاهدة جديدة على غرار معاهدة سايكس – بيكو تضمن لهذه الدول مصالحها في وأمنها والمهم هو ما مدى تأثير القرار العراقي في كل هذا ودوره الفاعل في محيطه وما هي الاستفادة من كل هذا التقارب والمصلحة التي سيجنيها العراق لشعبه في المستقبل .

عرض مقالات: