الاعتداء المجرم على مقر الحزب الشيوعي العراقي بتاريخ 22 / آب / 2021 في النجف الذي تعتبر المدينة المناضلة التي تمتلك التاريخ النضالي منذ تأسيسها وقدمت عشرات الشهداء في سبيل حرية واستقلال العراق في مقدمتهم الشهيد حسين محمد الشبيبي وسلام عادل وغيرهم من الشهداء الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن الحر والشعب السعيد، هذه المدينة الباسلة تشهد مرة أخرى الهجمة الوحشية الظلامية التي راحت تسود في جميع الانحاء بهدف وقف العملية الحتمية للتغيير والإصلاح الجذري والقوى التقدمية التي تصر على التخلص من المحاصصة والقوى التي تتبنى الفساد التي ترى في البقاء وديمومته ضمانة لاستمرار هيمنتها وسطوتها على مقاليد السلطة التي تعتبرها الأداة الفعلية لتنفيذ ما بجعبتها من اهداف داخلية وأخرى خارجية، إن الاعتداء على مقر الحزب الشيوعي في النجف ليس الأول وليس الأخير فهو موضوع في خارطة مهيأة للتنفيذ وتحتاج بعض من الوقت لكي تتوسع في الاعتداءات كما فعلت في الاغتيالات التي طالت الحزب الشيوعي والقوى الوطنية والديمقراطية وأبطال الانتفاضة التشرينية أو أي مواطن يطالب بالتغيير السلمي والإصلاح المطلوب للعملية السياسية التي أصبحت عليلة وتحتاج إلى علاج نوعي يساعدها على مواكبة الاستمرار والتطور ونقل العراق من شواطئ النكبات والمأساة إلى شواطئ السلام والأمان والبناء، ومثلما اشار بيان منظمة الحزب في النجف " فجر اليوم الاحد عاودت خفافيش الظلام الاعتداء على بيت الشيوعيين ونخلتهم الباسقة في النجف، فرمته بالمولوتوف الحارق متوهمة أنها بفعلتها الدنيئة والجبانة تستطيع تخويف الشيوعيين، والنيل من عنفوانهم واندفاعهم للتضحية في سبيل الوطن والشعب، وثنيهم عن واجب محاربة الفساد والفاسدين" نعم هم أحفاد أولئك المجرمين فاقدي الضمير الذين توقعوا أنهم بالإعدامات والاعتقالات والاغتيالات سوف يمنع الشيوعيين من ممارسة نضالهم لتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية والديمقراطية ولكن هيهات فإن الاصرار على الاستمرار وبتصميم ثوري سوف يفشل المخطط الرجعي المعادي مثلما فشل النظام الملكي وجمهوريات الرعب البعثي الصدامي وأصبحوا في مزبلة التاريخ، فالعداء الشرس الرجعي وفشله وحتمية الفشل الذي نتوقعه في المستقبل مرده الموقف الوطني والاممي والايدي البيضاء البعيدة كل البعد عن الفساد والتضحية الشاملة وتغليب مصالح الطبقات الكادحة والفقير وكل الشرفاء من أبناء الشعب العراقي والنضال من أجل استقلال البلاد وحريتها والعداء للمخططات الاستعمارية والقوى الرجعية ولا بد أن نستذكر تاريخ الحزب الشيوعي وعند ذلك سنجد الجواب الحقيقي لأسباب واهداف الهجمات المعادية للشيوعيين العراقيين وصدق ما أشار له في 2 / 8 / 2021 رائد فهمي سكرتير الحزب " أن الحزب سعى ويسعى باستمرار لإنهاء معاناة المواطنين، دون التفكير بالحصول على مكاسب ضيقة، ويشهد الأعداء قبل الاصدقاء على نزاهة الشيوعيين ووطنيتهم" إنها الحقيقة التي هي شوكة في أعين كل حاقد ونذل وموتور ففي عدائه وتآمره يكمن عدائه وتآمره على العراق والشعب العراقي واذا فشل في نواياه وتنفيذ مخططاته فهو يوجه حقده وكراهيته للقوى الوطنية والديمقراطية الشريفة التي يراها اكثر اخلاصاً وتضحية في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية، وفي حالة العراق الحالية التخلص من المحاصصة ومن اجل استتباب الامن واستقرار الأوضاع اللذان يمنعان القوى الشريفة من المشاركة في الانتخابات ومقاطعتها، وخير مثال التفجيرات الأخيرة ضد مقر الحزب الشيوعي وغيره ، إضافة ما جرى في الطارمية من قبل داعش الإرهاب الذي قيل عنه انه انتهى وانهزم عسكرياً بينما هو يعيث فساداً وقتلاً بالمؤسسات الأمنية والعسكرية وغيرهما.
الخفافيش الدموية لا يمكن أن تعيش إلا في الظلام
- التفاصيل
- مصطفى محمد غريب
- المنبر الحر
- 1162