فيما يقترب موعد الانتخابات وتتصاعد التحضيرات لإجرائها، تزدحم وسائل الإعلام من لقاءآت مع وزراء سابقين ومسؤولين حكوميين ونواب كبار في فضائيات، الى اخبار صحف محلية ودولية ذات شأن.. لتكشف حقائق مذهلة عمّن يحكم العراق فعلياً الآن وعمّا يجري على صعيد التهيئة واجراء الانتخابات القادمة..

في وقت تستعد فيه المملكة المتحدة لإرسال أكبر حاملات طائرات لديها " اليزابيث " الى الشرق الأوسط لدكّ مواقع داعش الإجرامية التي بدأ نشاطها يتصاعد ويهدد المنطقة والعالم من جديد الآن، وسط محاولات لمنظمات دولية لإرجاع الآلاف من عوائل داعش من مخيم الهول السوري الشهير الذي اشتهر بتهيئة اجيال جديدة من الإرهابيين، الى العراق والى الموصل تحديداً.

في حالة تزداد تأزماً و تصاعداً، من اليمن الى سواحل البحر المتوسط، و كأن المنطقة تعيش على برميل بارود يكتمل و ينتظر حدوث اية شرارة لينفجر، تعوّل جماعات ارهابية (سنيّة) و (شيعية) على ما تقوم به جماعات الكاتيوشا و داعش لتفجير المنطقة من جهة و لإلغاء الانتخابات العراقية من جهة اخرى، في تناغم و تخادم كما يصفه مراقبون، بعد ان ظهر واضحاً ان ايران تحتضن بقايا القاعدة و داعش الإرهابيّتين، كتصرف (انساني) لدولة، على حد تعبير اكثر من ناطق اعلامي ايراني في وصفه لها على الفضائيات، اثر فضيحة اغتيال نائب رئيس منظمة القاعدة و هو يتمشى مع زوجته في احد شوارع طهران .

فعلى صعيد النهب وتنوّع المصالح الضيّقة للقوى الحاكمة والفاعلة في الحكم وتخادمها لتحقيق مصالحها الأنانية، وانتشار الفساد الذي شرّعت له وقامت وتقوم به تلك القوى والكتل من امور صارت معروفة بعد ان اوضحها أكثر من مسؤول في السابق، اوضح وزيرا الموارد المائية الشمري والكهرباء الفهداوي السابقين، في برنامج " نفس عميق " اواخر نيسان 2021 على قناة دجلة الفضائية..

اوضحا كيف ان البلاد تقاد من عدد لا يتجاوز الالف من وسطاء متفاهمين، داخليين واقليميين ودوليين ومن مختلف القوميات والاديان والطوائف وقد جرى تداول عدد من اسمائهم في اروقة الحكم، وتداول مستوياتهم الدراسية التي تتراوح بين الابتدائية والمتوسطة من الـ 2000 شخص الذين جرى تعيينهم على الدرجات الخاصة زمن المالكي، وجرت (تسوية) اوضاعهم في الدورة الثانية له بعد الفضيحة المدويّة لتعيينهم، على حد السيد الشمري، وصاروا يتحكمون بأمور البلاد في تعامل مع العراق كماكنة لشفط الاموال فقط..

وهم يشكّلون كارتيلاً اقتصادياً غير معلن بأجهزته المتنوعة الادارية والفضائية، كارتيلاً يسيطر على الوزارات ومؤسسات الحكم ويديرها ويفتعل ازمات ويدّعي حلّها من المؤسسات الحاكمة.. كترابط بين كبار الفاسدين في الحكم من جهة، والمافيات الدولية والإقليمية ومنظمات الإرهاب الإجرامية المتنوعة من جهة اخرى.. على اساس تخادم خطير لتحقيق ارباح اسطورية أكثر او للحفاظ عليها واستثمارها.. ترابطاً سريّاً لابد منه بين السراق الكبار الموزعون على الكتل الحاكمة وبين السوق السوداء العالمية وجهات تبييض الاموال في مختلف الدول.

وللتأكيد على ذلك يشير متابعون الى قضية حجي حمزة الذي يبيّض الاموال للكتل الحاكمة، وصارت الاتهامات الموجهة له كقضية قانونية ضد صالات القمار الضالعة بعمليات تبييض الاموال، القضية التي أُغلقت وطواها النسيان بقدرة قادرين!!

ويشيرون الى الفضيحة المدوية الأخيرة في الدانمارك في وفاة السيد عدنان الاسدي النائب عن كتلة دولة القانون، حيث جمّدت الشرطة الدانماركية ثروة الاسدي البالغة 150 مليون يورو (ليس دينار) باتهام التهرب الضريبي واخفاء المعلومات عن مصادر ثروته، علماً انه يعيش على المساعدات الاجتماعية في الدانمارك وعرف عنه بكونه لم يمارس عملاً او نشاطاً يمكن ان يدرّ عليه بمثل تلك الثروة، ويشير مراقبون مطّلعون هناك ان هذه الثروة هي ما موجود له في الدانمارك فقط، عدا مايملك من مكاتب صيرفة في عدد من البلدان.. (يتبع)

عرض مقالات: