التحركات السياسية النشطة للحكومة العراقية وهذا النشاط الملحوظ في انطلاقها على محيطها العربي والإقليمي حالة صحية تعيد العراق إلى حالته الطبيعية ومكانته وعمقه الإستراتيجي للمنطقة والتي طالما كان له الدور الفاعل في رسم سياسات هذا المحيط عبر نوافذه السياسية والمالية والاقتصادية التي كانت تصب في مصلحة الشعوب التي تربطها معه سابقا ولو أنه فقدها لفترة قصيرة للظروف المعروفة التي عاشها العراق في فترة نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين من صراعات داخلية وخارجية انحرفت بوصلته عن موقعة الجغرافي ومحيطه العربي والدولي أما الآن فأن الاستقرار الحذر والملحوظ الذي يتمتع به حاليا يتحتم على سياسيه وحكومته الانطلاق ثانية بسفينته والإبحار بقوة لإعادته إلى محيطه وتأثيره في الساحة العربية والدولية من خلال توسيع علاقاته الاقتصادية والسياسية التي تصب في مصلحة الشعب العراقي أولا وشعوب المنطقة فأن كل تحرك للحكومة نحو البلدان العربية يكون لها أسبابها الموجبة في إنعاش الاقتصاد العراقي واستقرار أمنه وأمان شعبه وإعادة العراق إلى الحاضنة العربية التي لا يمكن أن ينسلخ منها مهما أبعدته الظروف عنها فالعراق جزءا لا يتجزأ من الدول العربية والإسلامية والعالمية وشريك وحليف معهم في الحدود والعلاقات الإستراتيجية للمنطقة فأن كل التحركات الحكومية في الوقت الحاضر مباركة ومرحب بها من القوى السياسية في العراق إذا كانت تخدم مصلحة الشعب وتنعش واقعه الاقتصادي والصناعي المتردي كون العراق لا تنقصه الطاقة البشرية ولا الموارد الطبيعية ولا الأموال والخبرات العلمية إلا الأيادي الشريفة النزيه من الداخل والخارج لتدير عجلة اقتصاده .

فأن هذه الزيارات المهمة المكوكية للحكومة العراقية في الآونة الأخيرة هي دليل على تعافي العراق من الشلل الذي أصاب العلاقات العربية العراقية سابقا. وهنا تبرز عدة أمور من وراء هذه الزيارات أولا ما مدى الفائدة المرجوة منها وماذا سيحصل العراق من الدول التي يزورها ومدى حجم التجاوب من تلك الأطراف المتعامل معها سياسيا واقتصاديا وثانيا مدى قدرة المفاوض العراقي في كسب ما يمكن تحقيق مصلحة الشعب العراقي من تطوير البنى التحتية وثالثا هل من الممكن تنقية الأجواء السياسية وإذابة جليد التوترات بين القوى السياسية في البيت العراقي لإعطاء الحكومة الزخم حتى لو كانت عليها ملاحظات من البعض لهذه التحركات لكن التعويل عليها ودعمها يساعد في نضوج مهامها في المستقبل وتقوية موقف المفاوض العراقي لإعادة العراق كفاعل رئيسي في رسم السياسة العربية ورجوع ثقله في المنطقة كقطب رحى للشعوب العربية لهذا فالخيار الوحيد للقوى السياسية هو المضي في دعم جهود الحكومة والتجاوب والمرونة اتجاها لجلب العرب والدول المجاورة إلى الساحة العراقية واستثماراتها وخبراتها لرفد العراق وإعادة ما خسر في السنين الماضية فالعراق لابد له إلا المضي قدما نحو الأمام والرسم المستقبل في خضم هذه الصراعات الدولية والمتغيرات الجديدة للعالم كونه ما زال بحاجة إلى أيادي تدفعه نحو الأمام بعجلته الاقتصادية والعلمية والصناعية وهذا يحتاج إلى حرص الجميع لتقويته وجعله بعيدا عن الصراعات العالمية والداخلية وإزالة الجفاء والخصام مع محيطه فالعراق كبيرا في مقامه وقدراته فكل نجاح تحققه الحكومة العراقية في سياستها الخارجية هو نجاح للقوى السياسية الداعمة والموجهة لها وبنفس الوقت هي تساهم في خدمة جمهورها ومؤيديها لأنها تحقق الإنعاش للبلد .

عرض مقالات: