هناك دعوات ومقترحات على طاولة وزارة التربية أو بعض الجهات التي تدعوا وزارة التربية للاعتماد الكلي على النظام الإلكتروني في المراحل الدراسية جميعا للمؤسسات التربوية بغض النظر عن ما أفرزه هذا المشروع من معوقات وفشل في مراحله والمشاكل في أدارته وتطبيقه بين فئات الطلبة ومدى تأثيره السلبي على أولياء الأمور والأسر التربوية فان من أسباب الفشل الذي عانى منه هذا المشروع الجديد في العراق هو الارتباط الوظيفي في دوائر الدولة لبعض أولياء الأمور الطلبة تمنعهم من التواصل مع الدروس التعليمية أو قلة التعليم وتفشي الأمية في المجتمع العراقي للأسر العراقية مما يجعلهم غير قادرين على التواصل مع البرامج التعليمية المدرسية وكذلك كثيرا من المشاكل العائلية التي سببتها هذه التجربة للكوادر التدريسية والمضايقات التي حصلت معهم من البعض لعدم الإدراك والفهم لهذه التجربة الجديدة على الواقع العراقي وهذه المعوقات ساهمت بشكل مباشر في تدني مستوى الطلاب التعليمي والذهني والسبب الرئيسي لهذا الفشل هو ابتعاد الطالب عن الصف الدراسي والتواصل الحضوري في المدرسة ومع المدرسين وخاصة في المراحل الدراسية الأولى كونهم بحاجة إلى رعاية وزرع الثقة والتعامل النفسي والذهني من قبل المدرس وإدارة المدارس وخاصة المعلمين الذين يمتلكون الخبرة المتراكمة في سلك التعليم حيث الكثير لديهم الإمكانيات في كيفية إيصال المعلومات إلى ذهن الطالب بوسائل تأخذ طريقها إلى عقلية الطفل الجديد في مقاعد الدراسة .وعلى ضوء الدراسات المجتمعية ومعلومات وزارة التخطيط فأن نسبة الأمية المرتفعة في العراق والتي قد تصل إلى 30% ونسبة الفقر التي تجاوزت  40% من سكان العراق فأن هذا يؤثر سلبا على تقبل فكرة التعليم عن بعد ( التعليم الإلكتروني ) فسيؤسس تميز طبقي وفوارق اجتماعية وتفاوت في مستوى التعليم للأسرة العراقية في مناطق معينة على حساب أخرى فقيرة فسوف تُظلم شرائح واسعة من المجتمع العراقي في هكذا قرار مهم يمس حياة المواطن العراقي وسيضيف إليه مشكلة أكبر مضافة إلى مشاكله المتراكمة . فأن تطبيق مثل هكذا قرار يجب أن يسبقه خطوات جادة في بناء أسس جديدة في النظام التعليمي وتهيئته لهذا الغرض من بناء المدارس الحديثة التي تستوعب الطلاب وتقليل عدد الطلاب للصف الواحد وتحضير ذهنية الطالب نفسيا وعقليا وبدنيا من خلال توفير سبل التعليم المتطور وتقليل نسب الأمية في المجتمع لتكون الأسرة دافعا قويا ومكملا لجهود الأسرة التربوية والتعليمية ورفع عن كاهل التعليم في مؤسساتها وتوفير الأجهزة التعليمية الإلكترونية للطالب والمدرس. وتغيير المناهج الدراسية التي باتت قديمة ولا تواكب متطلبات العصر الجديد والبعيدة عن ذهنية الطالب والمنطق والعقل للكثير منها وأخيرا أن هذه الدعوات لا تصمد أمام المعوقات التي واجهة التجربة خلال السنة الحالية والماضية لهذا يجب إعادة النظر في متطلبات المؤسسات التعليمية والتربوية القادمة فيما أذا أرادت الدولة اعتماد هذا الأسلوب من التدريس في المستقبل خدمة للأجيال القادم.

عرض مقالات: