خلقت الانتخابات النيابية , وضعاً جديداً غير مألوف في المشهد السياسي العراقي , رغم المقاطعة الشعبية الكبيرة التي تجاوزت على 60%  .  حالما انتهت عملية التصويت واعلان النتائج النهائية الرسمية , لانتخابات مجلس النواب العراقي , حتى تدلهم المشهد السياسي بالتشنج والاضطراب  , وسلوك نهج كسر العظم بين الاطراف السياسية الحاكمة  , وبرزت على السطح كل قاذورات احزاب الفساد , في محاولات محمومة  بالحمى عالية السخونة , في افشال نتائج الانتخابات , وسرقة الفوز من  قائمة ( سائرون ) التي جاءت في الصدارة الاولى في عدد المقاعد النيابية , في تعكير المناخ السياسي بالفوضى والبلبلة , ومن شأنه  الدخول في ازمة سياسية غير محسومة العواقب . ومن شأنها ان تزيد من حدة التطاحن والتناحر السياسي القائم  . مما يؤثر سلباً على الانفلات الامني . في محاولات ألغاء نتائج الانتخابات البرلمانية  , والدعوة الى انتخابات جديدة , وتيسير الامور بحكومة  موقتة , او حكومة تصريف الاعمال . يعني خلق فوضى عارمة قد تؤدي الى عواقب وخيمة , حتى تبقى رموز الفساد , هي الفاعلة وهي المتحكمة وبيدها القرار السياسي , بذريعة  الاتهام للمفوضية العليا للانتخابات, في الفشل في نجاح  المسؤولية , وبأنها سمحت لعمليات التزوير والتلاعب والخروقات الكبيرة , ولم تأخذ الاجراءات الرادعة , ضمن صلاحياتها في التحقيق في الطعون والشكاوى  بالتزوير والتلاعب بالاصوات الانتخابية  . ان اتهام المفوضية بالعجز والفشل , يعود الى احزاب الفساد نفسها , الذين اصروا وتشبثوا في المفوضية الحزبية , التابعة الى احزابهم , اي لكل حزب حاكم له ممثل داخل المفوضية , ورفضوا الدعوات المتكررة , بتشكيل المفوضية العليا للانتخابات , من العناصر المستقلة غير تابعة لاي حزب كان  , عناصر مستقلة  تتوفر فيها الكفاءة والخبرة والنزاهة وتحترم المسؤولية , وتكون امينة على اصوات الناخبين. من اجل ضمان نزاهة الانتخابات ,  ونجاح العملية الانتخابية .  بشرف ونزاهة . ان المفوضية الحالية , ولدت من رحمهم , فاذا كان الاب , سارق وفاسد ولا يحترم المسؤولية ,  ويخون الامانة , واذا كان الاب تلعب في عبه الرشوة والمال الحرام . فماذا نتوقع من الجنين ( المفوضية ) ؟!!  غير السير على خطى ونهج وسلوك الاب . بدليل ليس فقط التجاوزات التي حدثت  في الداخل . وانما الكارثة والفضيحة ومهزلة المهازل .  نتائج التصويت لعراقيي الخارج , بحالات التزوير والتلاعب الكبير  ,  حتى  لا يخطر على العقل , بحيث بعض رموز الفساد الذين  سقطوا في الداخل  في التصويت الانتخابي , بنتائج مشينة وهزلية , عوضوا عن خساراتهم باصوات الخارج , نجحوا في الحصول  على بعض المقاعد  , وهي نتاج التلاعب والتزوير بشكل فاضح غير مقبول . يعني الهدف من التلاعب ,  تعويض الخسارة في شراء   اصوات الخارج , المغشوشة بالتزوير والتلاعب  , وهذا يعني  يجب ان تلغى المحطات الانتخابية , التي صاحبها التلاعب الفاضح , لانه لا يمكن وغير معقول . ان تفشل بعض رموز الفساد في الداخل ,  وتنجح  في الخارج . اية مهزلة اذا غضت الطرف المفوضية للانتخابات لهذه المخاطر في التزوير  , لذلك لم تعلن المفوضية رأيها واجراءاتها الرادعة  بحق المحطات المغشوشة , كأن سكوتها هو  تقدم هدية الى بعض رموز الفساد , حتى يخفضوا اصواتهم  في اتهام المفوضية ,  وهي محاولات  تقليل حجم الفوز لقائمة ( سائرون ) . التي يحاك ضدها ليلاً ونهاراً , الدسائس والمحاولات لسحب البساط من تحت اقدامها . وخاصة من القوائم والكتل السياسية , التي تدين بالولاء  المطلق لولاية الفقيه . ومحاولاتهم في جر قائمة ( النصر ) للسيد العبادي , في اغراءه بمنصب رئيس الوزراء .ولهذا  السيد العبادي يمسك العصا من الوسط , في موقف غير واضح وغير حاسم . فاذا اختار التحالف مع القوائم هي اصلاً  بيادق بيد ( قاسم سليماني ) . يعني بكل بساطة , شطب التوجه الوطني ,  والسير نحو المحاصصة الطائفية . وعودة رموز الفساد الى نفوذها السابق , في عملية افشال قائمة ( سائرون ) . ولكن المناخ السياسي العام السائد  ,  هو ضد نظام المحاصصة الطائفية ,  وعودة التحالف مع الفاسدين , يعني بكل بساطة اذا اختار هذا التوجه السيد العبادي , فأنه بكل الاحوال ,  سيكون الخاسر الاكبر , لان هناك احتمال قوي في  انشقاق قائمة ( النصر ) . ثم هناك اطراف سياسية فاعلة ترفض التحالف مع بيادق ايران , وعودة النفوذ الايراني كما كان في السابق . لكن محاولات رموز الفساد مستمرة  , ولكن يصاحبها الفشل  , فمن التهليل والتكبير بأنهم خلال 48 ساعة , سيعلنون تسمية الكتلة الاكبر وفشلوا في ذلك  , ومحاولتهم الثانية , في عقد جلسة  لمجلس النواب المنتهية صلاحيته , في استدعاء المفوضية , ومناقشة حالات الطعون والتزوير والخروقات والشكاوى  , التي صاحبت العملية الانتخابية , فلم يكتمل نصاب الجلسة البرلمانية , حيث كان عدد الحضور 105 برلمانياً من مجموع 328 مقعداً . والله يستر من المحاولة الثالثة والرابعة والخامسة .......... الخ . هذا يؤكد بأن الديموقراطية في العراق هشة قابلة لتقلبات والاحتمالات والمفاجأة ............ والله يستر العراق من الجايات !!

 

 

عرض مقالات: