منذ صعود فهد ورفاقه الأبطال حازم وصارم عواد المشانق في 14 شباط من عام 1949 وهم ينشدون لشعوب العالم أغنية "الشيوعية اقوى من الموت وأعلى من أعواد المشانق" ومنذ ذلك الوقت غيب آلاف المناضلين الشيوعيين في أقبية الحكام الرجعيين ومعتقلات الدكتاتورية تحت التعذيب، وهم يواصلون صون المبدأ الشيوعي الذي أانخرطوا فيه لتحقيق الوطن الحر والشعب السعيد، مكتسبين صفة الخلود، بينما عاش جلادوهم ومن استأجروا لمهمة تصفيتهم في مهانة وذل، وبهذا استحق الحزب الشيوعي لقب حزب الشهداء والوطنية من بين صفوف الشعوب المكافحة لنيل حريتها في مجتمع مدني تسوده العدالة الإجتماعية
وفي بلدي العراق، قصة النضال في نيل شهادة الخلود، طويلة وسجلها يعد مفخرة لكل شيوعي ووطني، باعتبارها سجلا لملاحم تكاد تكون نادرة في تاريخ الشعوب. حيث تواصل الدم الشيوعي ليشعل بوهجه قناديل طريق النضال لحاملي وصاياه وتعاليمه، مسجلين ملاحم بطولية تفرض نفسها على الذاكرة ولا تمحى، لا عشقا للموت بقدر ما كانت عشقا للحياة الحرة الكريمة تسودها عدالة اجتماعية، حياة العزة والكرامة، والدفاع عن القيم الرفيعة، التي ضحوا من أجلها، في وثبة كانون وانتفاضة تشرين وكاورباغي وغيرها من الانتفاضات الشعبية والمعارك البطولية ضد الطغم الحاكمة، مقدما دماء أعضاءه قربانا لها، ولهذا توجت تضحيات الشيوعيين في مجزرة الثامن شباط الأسود عام 1963 دفاعا عن مكتسبات ثورة تموز المجيدة، وقادتها الابرار ، بمواقف تثير الاعتزاز والشموخ للأجيال القادمة ، هذه الهجمة التي أريد بها القضاء على إثم الحزب الشيوعي العراقي ، فباؤوا بالفشل الذريع حيت مشعل الشيوعية بقي ملتهبا يحث الجماهير الشعبية بمواصلة طريق النضال لكون أعداء الشعب والوطن لم يستطيعوا استيعاب بان الشعب العراقي ولاد لأمثال اولئك الابطال حيث ان استشهادهم، ومواصلة نضالهم قد مد جذوره عميقا في تربة العراق، زارعين بذور شجرة حياته في كل بيت عراقي، حتى أنه في ساحات الاعتصام، وتحت جدارية جواد سليم واصل جيل الحداثة( شباب تشرين) عزف لحن خلودهم مقدمين دماء أكثر من 700 شهيد وأكثر من 27 الف جريح ومعاق مع عشرات المخطوفين الذين ليومنا هذا لا يُعرف عنهم شيئا، ناهيك عن ما يقوم به أعداء الحرية الذين يكثروا على المناضلين من جماهير شعبنا أن يكونوا المعين الذي لا ينضب بمد الاجياد بمواصلة نضالها المطلبي سلميا، في الإصلاح والتغيير الحقيقي، ولهذا تتكرر هجمات بعض القوى السياسية وبكل ما ملكته من قوة المال الذي نهبته من الشعب الإغارة على مقرات الشيوعيين، آملين خطف بريق الشيوعية من العراق وإيقاف النضال المطلبي لشعبنا
لن أنسى الرفاق الذين عملوا في سكرتارية اتحاد الشبيبة العالمي (وفدي) حين أختطفهم أزلام الدكتاتورية في ثمانينات القرن الماضي، واختفى أثرهم وعندما ذهبت الى إدارة الاتحاد في بودابست طالبا إصدار بيان يعلم شبيبة العالم عن مصيرهم، مطالبا بإطلاق سراحهم، لم اسمع سوى المواساة وعن الدور الذي لعباه في سكرتارية الإتحاد. هنا عرفت أن العلاقات الثنائية بين الدول قائمة على صيانة المصالح الذاتية وليس على التضامن مع شعوب تلك البلدان التي تُقاوم الحكومات الرجعية والدكتاتورية كي يُستدام بقاء حكمها بضمان الإمبريالية العالمية
إن ذكرى استشهاد الرفيق أبن القوش الباسلة الدكتور سلمان داوود جبو تفرض نفسها الى الذاكرة ولا تنسى حيث لبى نداء الحزب، مع غيره من أبناء مكونات شعبنا العرقية في النضال من أجل تحقيق الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان العراق
كان الرفيق أستاذا في جامعة الجزائر، فاستشهد في الطريق لكردستان العراق. ذاكراه فرضت نفسها بشكل لا يمحى من الذاكرة بما كان يتمتع به من علاقات حميمية، مع قابلية تقديم المساعدة للأخرين، بما من لا يروق فكره لهم. لقد امتاز الرفيق الشهيد بهيأة ذات طلعة عراقية اصيلة
أما العامل الرفيق هادي صالح (ابو فرات) وفد الى المجر لتعلم طباعة الأوفست، عمل في مطبعة المدى بدمشق. بعد إزاحة الدكتاتورية عاد الى الوطن وعمل في نقابات العمال ومطبعة الحزب. استشهد خنقا بسك بعد تجليسه على الكرسي، من قبل عصابة لم يرق لها أن تحتل الطبقة العاملة العراقية مواقعها الرائدة في طليعة نضال شعبنا من أجل حياة حرة كريمة، أما الشهيد الرفيق شاكر اللامي ( ابو علي) اغتالته ايادي الطائفية، في منطقة ديالى ليستشهد مع العشرات الذين تصدرهم الشهيد سعدون وكامل شياع على ايدي طائفيين لا يروق لهم أن يواصل نجم الحزب سطوعه بعد2003 وتسليم قيادة البلد لأحزاب تنكر مع المحتل تراث الحزب النضالي، لوضع الوطن على طريق الديمقراطية والعدالة الاجتماعية، وتستكثر على جماهير شعبنا تخليد ذكرى شهدائها ممن اغتالتهم أيادي طائفية من ثوار جيل الحداثة
هؤلاء وغيرهم من قافلة شهداء الحزب والوطن غادرونا جسديا ولكنهم بقوا عالقين بفكرنا تدق ناقوسه سمفونية الجدارية التي لحنها جواد سليم وهي شامخة في ساحة التحرير
المجد والخلود لشهداء حزبنا الأبرار
الخلود لشهداء ساحات انتفاضة تشرين من أجل صيانة الوطن ووحدة ترابه