اليوم المشؤوم 8 شباط

في مثل هذا الشهر، شباط 1963، تمكنت قوى الشر بمساعدة عدة دول لعصابات منحطة، محاصرة وزارة الدفاع مقر الزعيم عبد الكريم قاسم واقتياده الى دار الاذاعة والتلفزيون ليعدم مع كوكبة من رفاقه الابرار.

ورغم صغر سني، تشرفت بمرافقة جماهير باب الشيخ وعقد الاكراد والصدرية والدهانة في السير مع موكب الزعيم عبد الكريم قاسم، للدفاع عن ثورة تموز المجيدة.

لم تنجح الحشود الهادرة من الانتصار على العصابات التي تسلحت بالدبابات والرشاشات ، واستعانت بالطائرات لتقصف وزارة الدفاع ، وأشك ان الطائرات كانت عراقية فقط ، واعتقد ان بعض دول الجوار ساهمت بطائراتها في الهجوم على مقر وزارة الدفاع ، أما قصة سقوط طائرة منذر الونداوي ، التي شاعت يومذاك ، ونزوله بالبارشوت والتحاقه بقاعدته الجوية وطيرانه من جديد ليقصف مقر الزعيم عبد الكريم قاسم فهي بحاجة الى تدقيق خبراء عسكريين لبيان مدى صحتها.( قال الدكتور علاء بشير في كتابه طبيب صدام عن ما شاهده حين كان طبيبا في قاعدة الحبانية وقت ذاك عن وصول طائرات نقل عسكرية امريكية تحمل شحنات اسلحه من مصر حطت في القاعدة ).

بعد أن تمكنت العصابات من السيطرة على محطة التلفزيون وبدأت تبث منها البيانات الكاذبة وتأييد كبار القادة العسكريين زورا وبهتانا ما جعل الانقلاب الفاشي يستطيع تحقيق أهدافه بمساندة الدول الغربية والانظمة الرجعية في المنطقة التي جندت العصابات المحلية الشريرة وبدأت تنشط تحت تسمية الحرس القومي سيئ الصيت، والذي ارتكب المجازر في السجون والمعتقلات الكثيرة في عموم محافظات العراق. ومن أشهرها معتقل خلف السدة ببغداد الذي زجـوا فيه مئات المعتقلين.

لم يكن للانقلاب أن ينجح لولا الاخطاء التي وقعت فيها القوى الوطنية واخطاء الزعيم عبد الكريم نفسه، إذ وثق بأعدائه فسلمهم مسؤولية القيادات العسكرية المختلفة فاستغلوها للهجوم عليه والقضاء على ثورة تموز المجيدة.

تميز الزعيم عبد الكريم قاسم باهتمامه بإنجاز تغييرات جذرية في البلاد وكان أهم انجازات ثورة تموز قانون رقم 80 الذي استرجع بموجبه حق استثمار الابار النفطية للعراق، وقانون الاصلاح الزراعي، وقانون الاحوال الشخصية الذي كفل للأسرة والمرأة الحقوق التي تستحقها.

كان العراق في عهد حكومة عبد الكريم يقفز قفزات متسارعة في التعليم والزراعة والصناعة ولكن انقلاب القوى الشريرة التي لبست جلباب القومية أجهضت فرصة التطور المنشود حتى وصل حال البلاد الى هذا المآل المريع في الوقت الحاضر.

في اليوم التاسع من شباط 1963 تمكنت شرذمة من القوى الشريرة تنفيذ جريمة اعدام الزعيم عبد الكريم ورفاقه الابرار فاضل عباس المهداوي وطه الشيخ احمد وآخرين في قاعة تسجيل الموسيقى في محطة تلفزيون بغداد لتسدل الستار على تاريخ مجيد في عمر العراق. لذلك سيبقى العراق يتذكر الشهداء الابرار عبد الكريم قاسم ورفاقه الميامين ويصب اللعنات على المجرمين الذين اقترفوا جريمتهم النكراء في شهر رمضان تنفيذا لتعليمات السفارات الاجنبية.

المجد والخلود لشهداء ثورة تموز المجيدة.

عرض مقالات: