ابدأ القول: هل الشبيبة والطلبة هم " طبقة اجتماعية"؟ وهل يمكن بناء تحالف ثوري سلمي للتغيير في بلد شبه متخلف، كالعراق حالياً!؟ وليس بالضرورة أن يكون مرتبطا بثورة شعبية أو انقلابيه عسكراتية. لذلك اقول: إن ثوار تشرين، تيار متهم بالرومانسية غالباً، ولنؤكد على ضرورة عدم القفز فوق الانتخابات والديمقراطية البورجوازية الهشة، والدستور المنغولي، وقوانين فصلت لمصلحة المحاصصة والطائفية والشيوفينية القومجية، لذلك، ضرورة تحالف الطلبة والمثقفين وثوار تشرين وأن كانت هناك طبقة عمال وفئة الفلاحين والمهمشين، ولا ننسى دور المرأة الفاعل في كسب الاصوات، إن احسنوا التحالف وتمسكوا بالتغيير سلميا وفق صناديق الاقتراع بشروط صحيحة وقانون انتخابي وهيئة لتطبيقه مع مراقبة واشراف أممي مع مراقبة صارمة عراقية وطنية مخلصة غير تابعة او ذيلية او حزبويه.. أننا نعول على ثوار تشرين، وضرورة تحالفهم مع المثقفين والطلاب، اذ لا يمكن للطلاب وحدهم اشعال ثورة سلمية للتغير بوجود منظومة الفساد والمفسدين، ولا يمكن اعتبار ثوار ساحات الشرف العراقية التشرينيين قوة ثورية ولا طليعة، اذا لم تكن هناك جماهير قادرة واعية، يمكن أن يكون للطلبة دور ثوري بفعل الثورة التكنولوجية، بيد أن هؤلاء ليسوا طبقة ثورية بالمعنى الماركسي للكلمة، لأنهم ينتمون إلى أصول طبقية مختلفة، ويعكسون الأفكار المتناقضة لمختلف الطبقات والخلفيات الاجتماعية، وغالبية الطلاب لا ينتمون إلى أصل عمالي وهم ليسوا ضحايا الاستغلال الرأسمالي ولا ينتجون فائض قيمة، حتى و إن كانوا يعانون من مظالم النظام الحالي الذيلي التابع للنظام الرأسمالي حيث العراق محتل من قبل القطب الأول في العالم الأرسمالي ونظامه. من يمكنهم أن يكونوا قوة ثورية سلمية لتقود التغيير المنشود؟ اعتقد أنهم الطلبة والمثقفون الوطنيون، مع الشبيبة العاطلة، والمهمشة، والذين ملأوا ساحات الوطن يريدون استرجاع وطن!، وكذلك جموع العمال الجدد، والتقليديون الذين يرتبطون بنقابات اسمية ليست فاعلة في الحياة الاقتصادية فالعراق يعتمد كليا على الريعية في ادارته وميزانيته.. وهذا التحالف اذا وضعوا ثقلهم في المعركة الانتخابية وانحيازهم الطبقي، يمكن أن يغيروا موازين القوى لأن لديهم خبرة في الصراع الآن مع تيارات الفساد والافساد الاسلاموية الحاكمة التابعة والمتبوعة للمحتل وإلى دول السور البغيضة، وأن تحالفهم وهم موجودون في الجامعات والكليات والمدارس، وفي الشوارع عاطلين، وعند بعض المصانع البسيطة والتي لا ترتقي إلى الاشارة لها بأنها تتفاعل مع عمالها بصيغ الطبقة العاملة المنظمة والمنتظمة لنقابات حقوقيه لها، وغني عن البيان القول، بأن هذا التحالف الجديد سيكون مؤلفا من المثقفين والطلبة الثوريين السلميين مع جموع ثوار تشرين التقليديين، اضافة الى الهامشيين والعمالة البسيطة، بفعل التدويل الجزئي لسوق العمل واغراقه بالخصخصة والاستيرادات القاتلة للمنتج الوطني البسيط، وعلى هذا التحالف أن يحسن التثاقف والاندماج في حملة توعيه ملايين النساء، العراقيات ومن الأقليات ويمكن أن يكون هذا التحالف بمثابة جبهة ثورية سلمية، ستفرز مثقفيها ويكون لها فهمها الذاتي وستصبح قادرة على أداء وظيفتها كقائدة للنضال البرلماني المنشود للتغيير، اذ لم تعد الثورية حكراً على طبقة ما او تيار او حزب لوحده؟ وهناك قراءات أخرى يمكن أن تأخذ بعين الاعتبار سيما وأن الانتفاضات الشعبية في كافة محافظات العراق من شمالنا الحبيب " اقليم كردستان العراق" الى جنوبه النحيب، أثبتت صوابية هذه القراءة وهذا التحليل، إذ كان للطبقات الشعبية المهمشة (طلبة ومثقفون وخريجون عاطلون عن العمل) دور أساسي في اشعال هذه الانتفاضات لربما سيكون التاريخ منصفا لهكذا تحالف اذ لا يمكن لثوار تشرين وحدهم أن يكونوا طبقة ثورية من دون تحالفهم مع المثقفين والطلبة، والمرأة.. وفي غياب هذا التحالف يمكن ان يكونوا قاعدة للنظام الأستبدادي الأسلاموية والشيوفيني الرجعي القروسطي الحاكم، وكذلك للعشائرية الهجينة والمهجنة وخاصة في الأطراف، لأن الصراع الطبقي يمكن أن يأخذ شكلا دينيا، وهو الحاضر في العراق والذي يصب في مصلحة الاحتكارات الرأسمالية للمحتل الأمريكي للعراق ولعبة دول السور في وطننا هذا وما آلت له امور البلاد والعباد حاليا...

عرض مقالات: