الحرية كلمة جميلة ومن أجلها تحاول الشعوب في أنحاء العالم للوصول اليها، ومن أجلها يضحون بأنفسهم واليساريون والشيوعيون في الطليعة ويناضلون بلا هوادة للوصول إلى الحرية من أجل العدالة الاجتماعية والمساواة، ومن أجل الانسان والحياة الافضل للإنسان نفسه ومن أجل تحرير البشرية من الطلم الطبقي والعادات والتقاليد البالية.
إن حرية الفكر حق طبيعي للانسان ولكن وفي مرات عديدة يتم سحق هذا الحق من قبل المهيمنين على السلطة، وللمثال قدمت حكومة اقليم كوردستان مشروعا باسم الاصلاح لبرلمان كوردستان ولكون أكثرية نقاطها تنسجم مع مصالح البرلمانيين الخاصة وبسرعة فائقة تم قبوله هذا من جانب، ومن جانب آخر وتحت ظل مشروع الإصلاح أن الذي يفتح ثغره ويطالب بحقوقه العادلة يتم إغلاق فمه أو يرسل للسجن وأن اعتقال المعلمين والموظفين في دهوك والسليمانية وأربيل امثلة صارخة وواضحة على تلك الاعمال القذرة.
في ظل الحرية والإصلاح فان بسطار الپیشمهركه وقوات الأمن الأسايش استخدم لضرب وجوه المتظاهرين المنتفضين وتكميم افواههم، وخير مثال ضرب البرلمانيين ومنهم البرلمانية وزوجة الشهيد كاوة كرمياني (شيرين أمين) وأن تلك الأعمال المشينة هي استنساخ لأعمال نظام الدكتاتور صدام حسين وحزب البعث العربي الاشتراكي لزرع الرعب والخوف لمن يطالب براتبه وحقه المشروع.
منذ أكثر من عام وفي بغداد العاصمة وأكثرية المدن العراقية اشتعلت انتفاضة عارمة دوخت الحكومة والأحزاب الشيعية الطائفية وأحزاب المحاصصة، ومن أجل الخلاص أو التنفيس يتجه قادتها الى اعتقال المنتفضين وضربهم وتعذيبهم وقتلهم ولأنهم لا يستطيعون الخروج من المأزق.
إن مواطني كوردستان ومنذ مدة طويلة وإزاء عمل وكيفية تمشية وسير أمور حكومة اقليم كوردستان ازداد غضبهم وسكتوا كثيرا وأمهلوا الحكومة للعمل على ايجاد مخرج لتفادي الازمات وحل مشاكلهم ولكن جرى العكس، والحكومة لم تحرك ساكنا ولهذا السبب ثارت الجماهير الشعبية في المدن والقصبات وانتفضت وبدأت قوات الشرطة والأمن الاسايش بضرب المنتفضين واعتقالهم واهانتهم، وأما الجماهير وإزاء الأعمال التعسفية وضربهم تزداد شجاعتهم ومن اليوم فصاعدا لا يخافون حتى التضحية بانفسهم.
باسم الحرية والاصلاح فان المسؤولين الكبار في الحكومة يوزعون التهم حسب رغباتهم ويسمون المنتفضين بالذين يضعون الخطط للفوضى وتخريب الأمان والطمأنينة في الإقليم، ويزعمون بأن القضاء مستقل ولا يسمح لأحد بأن يعتقل ويجري التعامل معه وفق القانون، ولكن هذه الاسطوانة بأن القضاء مستقل لم تستطع لحد الآن ولو لمرة واحدة أن تقدم أحد المسؤولين من السراق والفاسدين للمحاكمة وإنزال العقاب به.
القتل واراقة الدماء في اقليم كوردستان يستمر وحسب الاعلام والتلفزة والفضائيات العائدة للسلطة نفسها توجد اشارات واضحة على قتل المتظاهرين المنتفضين واستمرار الاعتقالات، وأن الحكومة مصممة على نهجها بالقتل ولأسباب باهتة وكاذبة ودون أي اساس لترعيب الناس المنتفضين في مدن الإقليم، ولصحة القول هذا فإن الحكومة وإثر صدور بيان من اللجنة العليا للأمن (تجيز الحق لقوى الأمن وتسمح لها باطلاق يدها والقيام بتحقيق واجباتها)، وطبقا لهذه الدعوة من قبل اللجنة العليا يحق قتل الناس الأبرياء.
باسم الحرية والاصلاح فان الحكومة قطعت قوت الناس، ولاتوجد رواتب، ولا توجد خدمات والحياة الكريمة، ورئيس حكومة اقليم كوردستان يؤكد على تجاوز هذا الوضع المالي الصعب ولكن دون ايجاد طريقة للحل، وبنظر المراقبين فان حكومة الإقليم مخنوقة ولا تستطيع الخلاص من دوامتها، وأنها وبسبب إهداء نفط كوردستان لمدة ــ 50ــ سنة لتركيا مشلولة ومقيدة، ولا تستطيع عمل أي شيء مع الحكومة المركزية (الاتحادية) وأن ترسل يوميا ــ 250 ــ ألف برميل من النفط الى شركة سومو.
ووفق الحريات في اقليم كوردستان إن الذي يطالب براتبه وحقه المشروع يرسل للسجن، وأن الناشطين المدنيين والصحفيين المدافعين لحقوق المعلمين والموظفين والمتقاعدين يكون مكانهم السجن، وأن القنوات ومحطات التلفزة والفضائيات التي تدافع عن قوت الشعب يجري تكميم افواه المذيعين وغلق تلك المحطات، وأن يذهب المنتفضون المتظاهرون الى بيوتهم حتى يتسنى للحكومة التفكير بهم وحل مشاكلهم، ولكن وبالنظر لعدم وجود سيولة مالية لدى الحكومة فان ذلك التفكير يكون منقوصا وبلا فائدة.
إن العنتريات واستخدام القوة وعقلية الثأر لا يجنى منها اي شيء وتؤثر سلبا على المجتمع والمواطنين، وبالعكس فان الاصغاء لمطالب ومطامح المتظاهرين تكون النتائج ايجابية، وهنا يجب أن نطلب بتحرير جميع المعتقلين الذين طالبوا بحقوقهم وإطلاق سراحهم، والتفكير بالإقدام على الغاء اتفاقية النفط المشينة والمخجلة الموقعة مع تركيا وتقديم المسؤولين عنها للمحاكمة لأنهم سبب رئيسي لقطع رزق وقوت الناس، وأخيرا فإن الحكومة إن لم تصغ للناس ومطاليبهم فان الوضع يتعقد أكثر مما عليه الان.
8/12/2020