لا أعرف من هو طريمش ، ولكنه ظل في الاوساط الشعبية العراقية مثالا للشخص الذي يتعرض لمأزق كبير غالبا ما يكون ( بسطة عراقية غسل ولبس ) أو يتعرض لخسارة كبيرة في الاموال فيصبح ضحية لافعاله العدوانية من حيث لا يحتسب.

وبتحوير بسيط نستطيع التلاعب ببعض الحروف ليصبح الاسم طريمبش فينطبق على احداث الانتخابات الامريكية مشيرا الى ترامب الذي يلفظ اسمه  في الدول العربية شمال افريقيا مثل تونس والجزائر طرامب مثلما يقولون طاكسي بدلا من تاكسي ومثلما نقول في العراق اسطنبول بدلا من استانبول .

لقد خسر طريمبش الانتخابات في الوقت الذي كان يتوقع فيه الانتصار على غريمه الثعلب المعتق  بايدن . كان يتباهى بما حققه من انجازات واهمها نهب الاموال الطائلة من الدول الصديقة - على غرار النيران الصديقة - وانعاش الاقتصاد الامريكي لبعض الوقت ، فضربت كورونا الولايات المتحدة لتنهار العمارة العملاقة كما ينهار برج من الرمل ، لتكشف امريكا حاجتها الى كمامات تقيها شر البلية الكورونية ، وقلة مواد التعقيم واجهزة التنفس المساعدة في القضاء على الوباء .

وقفت حكومة ترامب شبه عارية ، مستسلمة لفيروس كورونا وظل ترامب يهذي بحلول واقتراح أدوية لا معرفة له بها متجاوزا علماء الوقاية من الامراض والاخصائيين من الاطباء الذين دحضوا مزاعمه وبينوا خطلها ما دفعه لمهاجمتهم والتنمر عليهم.

كان للازدهار المؤقت الذي حققه ترامب في المرحلة الاولى من رئاسته صدى في الشارع الامريكي ولكنه كان ازدهارا هشا لا يعتمد على قوى الانتاج الامريكية الاصيلة ولذلك تهاوى بسرعة ما أن ضربته رياح كورونا.

كما لجأ ترامب الى ظلال الكنيسة محاولا الاستناد الى سلطة تخلص منها الغرب منذ عشرات السنين ، فاوربا وامريكا وضعت سلطة رجل الدين على الرف ، وأبعدت الكنيسة عن القرار السياسي ، رغم انها ظلت تحتفظ باحترام البابا وأساقفة الكنيسة في أمريكا والفاتيكان وبقية دول العالم.

 أثار ترامب بحمله الانجيل والوقوف أمام جدار الكنيسة قرب البيت الابيض احتجاج الشعب الامريكي والعديد من أعوانه في الحكم أمثال وزير الدفاع الذي أعلن رفضه للوقوف الى جانب ترامب في موقفه من الكنيسة . اضافة الى تعميقه الفصل بين الامريكيين بشكل سافر، فاشاع سياسة عنصرية ضد السود وتمتعهم بحقوق عادلة، على الاخص ما يصيبهم من حيف على أيدي رجال الشرطة البيض الذين يقتلونهم لاتفه الاسباب كما في حادثة الرجل الاسود فلويد.

ولم يوفر ترامب تصويب سهامه على المهاجرين من امريكا اللاتينية والمكسيك وما يلاقوه من قسوة في التعامل معهم وتفريق أسرهم وإبعاد الاطفال عن أمهاتهم وآبائهم، والاصرار على اكمال بناء الجدار الفاصل بين امريكا والمكسيك وتكاليفه الباهظة التي يطالب المكسيك بتسديدها ما أثار مشاعر الملايين من الامريكان من اصول امريكا اللاتينية .

ركزت حملة بايدن الانتخابية على عجز حكومة ترامب على مواجهة وباء كورونا وفشلها الكبير في إنقاذ حياة الامريكيين الذين فقدوا عشرات الالاف خلال أشهرقليلة،وكانت لتلك المشاهد اليومية في دفن الاف الموتى أثرها في تأجيج الاحتجاج على الحكومة الامريكية العاجزة عن إيجاد علاج للمرضى أو توفير لقاح لكورونا كما فعلت روسيا والصين.

لكل تلك الاسباب وغيرها خرج ملايين الامريكان في تظاهرة انتخابية مشهودة ليشاركوا في الانتخابات عن طريق البريد قبل موعد الانتخابات بوقت مبكر ما شكل تهديدا لحظوظ ترامب في الحصول على فرصة ثانية للبقاء في البيت الابيض الذي جعل منه قلعة للتهور وعدم المسؤولية فخسر حتى في الولايات التي كانت من ضمن مساحة حزبه تاريخيا.

واخيرا انتصر بايدن وأكلها طريمبش .

______________________________________

روابط مقالات سابقة ذات علاقة

 ترامب الامريكي القبيح نشر عام 2017  ترامب....
The Ugly American

https://akhbaar.org/home/2017/1/223645.html

 فوز اوباما عام 2008 بعنوان اوباما ..التغيير الجديد

https://akhbaar.org/home/2008/11/56914.html

 جو بايدن عام 2013 جو بايدن : تقسيم العراق ومباركة الحكومة العراقية

https://akhbaar.org/home/2013/6/148623.html

عرض مقالات: