مع حلول الذكرى السنوية لانطلاقة انتفاضة تشرين السلمية، انتفاضة شباب العراق الباحثين عن وطن سرق منهم وبالتالي ضاعت كرامتهم على يد قوى الإسلام السياسي الفاسدة المتنفذة في شؤون العراقبحماية أذرعها المسلحة، والتي لم تتوقف عن ارتكاب جرائمهما بحق أبناء شعبناالعراقي سواء بنهب ثرواته وافقاره وتخريب مستقبل الأجيال القادمة وأيضا اللجوء الى العنف المنظم في التعامل مع شباب الانتفاضة، سواء بالتهديد او الخطف والتغييب وانتهاء بالقتل والقائمة لا تزال مفتوحة!
في وسط مخاض الانتفاضة المستمر، وسقوط حكومة ومجيء أخرى وإطلاق الوعود وقلق أبناء الشعب وروح الترقب لما هو قادم تتقاطع الأصوات المؤدية والمختلفة مع فعل الانتفاضة وإمكانية تجديد انطلاقها.
لن نختلف بأن الانتفاضة فقدت لفترة بعضا من زخمها لأسباب عديدة، منها أجواء جائحة الكورونا التي أصبحت ستارا شرعيا للتقليل من فائدة العمل الاحتجاجي والتظاهرات والاعتصامات، ومجيئ حكومة قدمت تلامن سلال الوعود، لكن أسباب انطلاق الانتفاضة لا تزال قائمة، بل واضيفت لها أسباب جديدة منها الكشف عن المجرمين بحق أبناء شعبنا. هذه الأيام تبرز امام ناشطي الانتفاضة وشبابها مهمة الاستفادة من دروس العام المنصرم، واهمها التمسك بسلمية الانتفاضة، تجاوز حالة التشرذم والصراعات الجانبية وتوحيد المواقف والتكتيكات من خلال العمل الجاد لخلق آلية تنسيق مرنة ومتقدمة تساهم في فرز قيادات مخلصة للانتفاضةوهدفها الرئيس في العمل لأجل عراق مدني ديمقراطي وإقامة دولة القانون والمؤسسات.
على الجانب الاخر نلاحظ الرعب الذي تملك حيتان الفساد ومحاولاتهم لركب الموجة بشكل أو أخر، والتنصل من مسؤولية الجرائم بحق شعبنا العراقي وشباب انتفاضة تشرين، وتحريك جيوشهم الاليكترونية بدون أي واعز اخلاقي.
تعلمنا من التجربة ان لا نكتفي برصد رد فعل الفاسدين الكبار وقادة المليشيات المجرمة ونشاطهم، ولكن يمكنرصد ردود أفعال أولئك المعتاشين على فتات اسيادهم الفاسدين، وللأسف هم منتشرون بكل مكان، خارج وداخل الوطن، فخوفهؤلاء من سقوط اسيادهم وزوال النعمةعنهم يجعلهم يستشعرون الخوف الذي ركب قادتهم واسيادهم فتلقائيا تصدر عنهم تعليقات وتصرفات فاضحة تعكس حالة الرعب من استمرار الانتفاضة وتصاعد نشاطها، ويجعلنا هذا نستشف بأن الانتفاضة بهذا الشكل او ذلك تقترب من تحقيق بعض أهدافها.
مرحى انتفاضة تشرين. المجد للشهداء.

عرض مقالات: