يعتبر الصراع العربي - الاسرائيلي واحدا من اقدم واعقد الصراعات في المنطقة العربية والشرق الاوسط ، وقد أستمر هذا الصراع الدامي لعشرات السنين ، حيث اشعله الاستعمار البريطاني الذي احتل فلسطين ، ومنح الصهاينة وعد بلفور الاسود الذي اعلنته وزارة الخارجية  لحكومة الحرب البريطانية في 31 أكتوبر 1917، و وعدت فيه الامبريالية البريطانية حليفتها الصهيونية العالمية وطنا بديلا لليهود  في فلسطين ،وما اعقب ذلك من أحداث مأساوية وجرائم بحق الشعب العربي الفلسطيني على يد عصابات الهجانة  الصهيونية و بالتواطىء مع الاستعمار البريطاني و الحكومات الرجعية العربية وعبر سياسية منظمة لتهجير اليهود من البلدان العربية  الى  فلسطين المحتلة ،إضافة الى ما أتبعته الوكالة اليهودية للهجرة من سياسة تهجير اليهود عبر العالم ، والقيام بإعمال ارهابية وعنصرية أدت الى احتلال  الاراضي العربية الفلسطينية وتشريد  وتهجير الشعب الفلسطيني في دول الشتات والمهجر، وقيام دولة إسرائيل  في 17 ايار 1948 على ضوء قرار التقسيم الصادر عن مجلس الامن عام 1947. ومنذ ذلك الحين وخلال 72 عاما  والى يومنا هذا يجرى احتلال وتطويق  أراضي الشعب الفلسطيني بالمستوطنات غير الشرعية في القدس والضفة الغربية وقطاع غزة والأغوار وقد جرى دعم سياسة دولة  اسرائيل الصهيونية العنصرية  المحتلة من قبل بريطانيا والولايات المتحدة وحلفائهم الرجعيين والامبرياليين ، لتكون اداة لحماية مصالحهم وجسرا لهم في بسط النفوذ والسيطرة على ثروات الشعوب في المنطقة .

أن موقف الحزب الشيوعي العراقي واضحا من الصهيونية وإعمالها الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني ، من خلال تأسيس عصبة مكافحة الصهيونية في 16 اذار عام 1946 والتي لعبت دورا هاما في نشر الوعي التقدمي بين اوساط اليهود العراقيين وقيادة مظاهره عارمة في 28حزيران 1946 التي  سقط فيها الشهيد الشيوعي شاؤول طويق وعشرات الجرحى ، وعبر المتظاهرون عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني واستنكارهم للأعمال العصابات الصهيونية ،وكتب الرفيق فهد  في جريدة العصبة عام 1946 يقول  (اننا في الحقيقة لا نرى في الفاشية والصهيونية سوى توأمين لبغي واحدة ، هي العنصرية محظية الاستعمار. أن الفاشية والصهيونية تنهجان خطين منحرفين يلتقي طرفاهما وتتشابه أهدافهما، وكل منهما نصبت نفسها منقذة وحامية لعنصرها، فالأولى بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفوضى في أنحاء المعمورة وورطت شعوبها وأولعت بهم نيران حرب عالمية لم تتخلص أمة من شرورها، والثانية، الصهيونية، بذرت الكره العنصري ونشرت الخوف والفتن والإرهاب في البلاد العربية وغررت بمئات الألوف من أبناء قومها وجاءت تحرقهم على مذبح أطماعها وأطماع أسيادها المستعمرين الإنكليز والأمريكان، فتشعل بهم نيران الاضطرابات في البلاد العربية. وقد كان من أعمالها الإجرامية أن حولت فلسطيننا إلى جحيم لا ينطفئ سعيره ولا تجف فيه الدموع والدماء، وتهددت الأقطار العربية بأخطارها و بأخطار القضاء على كيانها القومي جراء بقاء وتثبيت النفوذ الاستعماري فيها وجراء المشاكل العنصرية التي تسعى لإثارتها) (1)

لقد خاضت الجيوش العربية حربا في عام 1948 لتحرير فلسطين وشارك فيها الجيش العراقي الباسل الذي وصل الى طولكرم وجنين، ولكن خيانة الملوك والأمراء العرب وتأمرهم على هذه الجيوش جعلها تنسحب وتخسر الحرب مع إسرائيل وحلفائها الامبرياليين  ، وفي 5حزيران1967 خاضت مصر حربا  تعرضت فيه للنكسة والخسارة بفعل الخيانة والتآمر من قبل حكام وملوك العرب  ، وفي ظل هذه الاوضاع تأسست منظمة التحرير الفلسطينية  في القاهرة  كممثل للشعب العربي الفلسطيني ، وقد اعتمدت الكفاح المسلح وكافة اشكال النضال  لتحرير فلسطين المحتلة ، ولم تدم حرب الاستنزاف كثيرا حتى اندلعت حرب أكتوبر 1973  المجيدة التي أعادة هيبة الجيوش العربية واستعادة بعض من الاراضي المحتلة بفعل مساعدة الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية ، وحينها شعرت اسرائيل ومعها حلفائها الامبرياليون ،ان استمرار الحرب في ظل تحالف سوريا والعراق ومصر سوف يقلب موازين القوى ويفقد اسرائيل تفوقها وخصوصا في الجانب البشري،وكذلك التحسن الفارق في التسليح  والأداء القتالي في المعارك الحديثة للجيوش العربية وخصوصا دول المواجهة ، لهذا جاء تحرك الدبلوماسية الامريكية وداهيتها  هنري كيسنجر، صاحب سياسة الخطوة خطوة لتفكيك هذا التحالف ووقف اطلاق النار والتحرك لعزل دولة مصر باعتبارها القوة العسكرية الاكبر في هذه الجبهة ، و قد أفلحت تلك السياسية بعقد اتفاق السلام الإسرائيلي- المصري ، وكانت فاتحة ذلك الخطوة الاولى لزيارة السادات في  تشرين اول 1977 الى القدس المحتلة والتي احدثت انشقاقا كبيرا في الجبهة العربية وأضعفت الموقف العربي ازاء اسرائيل ،  من خلال تحييد اكبر قوة عربية مسلحة في الصراع العربي - اسرائيلي ، وبعد  أيام من مباحثات منتجع كامب ديفيد 1978 توجت  تلك المباحثات في التوقيع على معاهدة السلام بين الطرفين في واشنطن 26 مارس 1979 ، حيث وقعت مصر وإسرائيل معاهدة السلام المصرية ألإسرائيلية والتي تمت بإشراف ادارة رئيس الولايات المتحدة الأسبق جيمي كارتر. ووقعها عن الجانب المصري الرئيس أنور السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن. وكانت مبررات السادات لصفقة الاستسلام بالجنوح للسلم، وان الحرب مع اسرائيل من دون طائل، وقد سببت لمصر الخراب والدمار والأزمات، وأن اسرائيل محمية امريكية قد اصبحت امرا واقعا في المنطقة لا يمكن تجنبه، وقد لقيت تلك المعاهدات استنكارا شعبيا ورسميا وتم طرد مصر من عضوية الجامعة العربية ومقاطعتها بمختلف الوسائل والسبل كرد على خيانتها للشعب العربي الفلسطيني والقضية الفلسطينية وتجاهل القرارات العربية والدولية.

وماهي الاسنوات وتحت ظروف عربية ودولية معقدة ،وأبرزها مغامرات الدكتاتور صدام حسين في حرب الخليج الاولى والثانية التي اضعفت الصف العربي ، و انهيار الاتحاد السوفيتي والدول الاشتراكية ، الاصدقاء الثابتين للشعب الفلسطيني و الشعوب العربية ، وتفرد الولايات المتحدة وحلفائها الامبرياليين في الساحة الدولية ،وضغط ورعاية الحكام الرجعيين العرب في الخليج العربي و الجمهوريات الوراثية ،أدت الى انخراط منظمة التحرير الفلسطينية  في مفاوضات سرية مع اسرائيل في رعاية مملكة النرويج والتي اسفر عنها اتفاق اوسلو في 13 ايلول 1993 ، والذي سمي ( باتفاق  اعلان المبادئ)،الذي لحسته اسرائيل واستخدمته للاحتلال وقضم المزيد من الاراضي العربية الفلسطينية ، ولم يبقى من الاتفاق  إلا السلطة الوطنية الممزقة جغرافيا و الاتفاق الأمني الذي مهمته الاساسية  توفير الحماية لإسرائيل.

وقد اعقبت توقيع اوسلوا هرولة الاردن لعقد صفقة استسلام في وادي عربة 26 أكتوبر 1994، تحت عباءة حماية المسجد الاقصى ومساندة الموقف الفلسطيني في التفاوض للحل النهائي.

ان اسرائيل استفادت كثيرا من هذه المعاهدات لتبييض صفحاتها الارهابية والإجرامية بحق الشعب الفلسطيني ، ولتمد الجسور لعلاقاتها مع اغلب دول العالم وتنهي عزلتها الدولية ، وقيامها بزيارات  وعلاقات تجارية ونشاطات أمنية واستخباراتية ومشاركتها في المؤتمرات العلمية والفعاليات الرياضية والثقافية مع الدول الخليجية وبلدان المغرب العربي ، وقد اثمرت تلك العلاقات  في زيارة الوفود الدينية والسياحية الى المغرب وتونس وفتح المكتب التجاري في قطر وإقامة علاقات مع سلطنة عمان وجعلها وسيطا لحل الخلافات مع ايران لتبريد الاجواء الساخنة بين الطرفين ،وقد نشط جهاز الموسادالاسرائيلي بشكل واضح بالتعاون مع المخابرات المركزية الامريكية في منطقة الخليج العربي والمشرق العربي وخصوصا لبنان والعراق وسوريا بحجة مواجهة النفوذ والخطر الايراني في المنطقة ، مستغلا الصراع مع ايران وتعقيداته بعد حرب اليمن ، وعلاقة ايران في أحداث البحرين ،وقضية الجزر الاماراتية المحتلة ،والهجمات على المنشآت النفطية السعودية ،ليظهر الإسرائيليون عبر تزويدهم بمعلومات لهذه الدول  باعتبارهم البديل الافضل للتعاون والعمل للتصدي للمخططات الايرانية في تصدير الثورة ،وكانت فعالية الموساد الاكبر في سرقة ارشيف المفاعلات النووية الايرانية وعرضه في اسرائيل ، حيث قدم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، من مقر وزارة الدفاع الاسرائيلية في تل أبيب، ما قال إنها نسخ طبق الأصل من وثائق سرية حصل عليها جهاز الموساد من مخزن سري في طهران، وأنه مكون من 55 ألف صفحة من الأدلة و55 ألف ملف مخزنة على 183 اسطوانة تتعلق بمشروع عماد. وأن المشروع يهدف لإنتاج خمسة رؤوس نووية، تبلغ قوة كل منها 10 كيلو طن من مادة (تي. إن. تي) شديدة الانفجار حسب التقرير الذي نقلته قناة BBC.

ان اعلان التوصل الى أتفاق استسلام مع الامارات في 13 اب الماضي ، وما تبعه من هرولة البحرين للانضمام لهذا الاتفاق في 11 ايلول الماضي، وتتويجه في 15 ايلول بالتوقيع  الرسمي من قبل الاطراف الثلاثة برعاية أمريكية، على معاهدة السلام مع الامارات وإعلان المبادئ مع البحرين في واشنطن وبحضور رئيس الوزراء نتياهو ووزير خارجية الامارات عبدالله ابن زياد ال نهيان ، ووزير خارجية البحرين عبد اللطيف الزياني، وبرعاية الرئيس الامريكي ترامب، جرى تبريره من قبل المسئولين الاماراتين والبحرينيين بأنه يخدم القضية الفلسطينية، واعتباره انتصارا للشعب الفلسطيني و منع اسرائيل من ضم اراض فلسطينية في الضفة الغربية والاغوار و وقف الاستيطان ، وأن الاتفاقية تتضمن منح المسلمين إمكانية أكبر للوصول إلى المسجد الأقصى في القدس المحتلة، من خلال السماح برحلات طيران مباشرة من أبو ظبي إلى تل أبيب.و الاستثمار المباشر للإمارات في إسرائيل. وتوقيع اتفاقيات ثنائية تتعلق بقطاعات السياحة والأمن والاتصالات والتكنولوجيا. والاستثمار في قطاعات الطاقة والمياه والرعاية الصحية والثقافة والبيئة، فيما صرح رئيس الوزراء الاسرائيلي والسفير الامريكي في إسرائيل ، بان الاتفاق جمد الضم والاستيطان في الوقت الحاضر ولم يلغيهما .وقد رحبت دول الخليج في الخطوة واعتبرتها تصب في مصلحة السلام وكذلك رحبت مصر والأردن و الجامعة العربية والاتحاد الاوربي والأمين العام للأمم المتحدة، و قال  المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، أن  أنطونيو غوتيريش يرحب في الاتفاق، آملا أن يتيح فرصة للزعماء الإسرائيليين والفلسطينيين للانخراط مجدّداً في مفاوضات جادّة تحقّق حلّ الدولتين بما يتّفق وقرارات الأمم المتحدة والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية.

ان هذه الصفقات تتعارض مع مؤتمر بيروت للجامعة العربية عام 2020 والمبادرة العربية للسلام والتي يمكن تلخيصها في الارض مقابل السلام وبنودها:

أ – الانسحاب الكامل من الأراضي العربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري وحتى خط الرابع من يونيو/حزيران 1967، والأراضي التي مازالت محتلة في جنوب لبنان.
ب- التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194.

ج- قبول قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ الرابع من يونيو/حزيران 1967 في الضفة الغربية وقطاع غزة وتكون عاصمتها القدس الشرقية.
– عندئذ تقوم الدول العربية بما يلي:

أ – اعتبار النزاع العربي الإسرائيلي منتهيا، والدخول في اتفاقية سلام بينها وبين إسرائيل مع تحقيق الأمن لجميع دول المنطقة.

ب- إنشاء علاقات طبيعية مع إسرائيل في إطار هذا السلام الشامل. ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.

– يدعو المجلس حكومة إسرائيل والإسرائيليين جميعاً إلى قبول هذه المبادرة المبينة أعلاه حماية لفرص السلام وحقناً للدماء بما يمكن الدول العربية وإسرائيل من العيش في سلام جنباً إلى جنب ويوفر للأجيال القادمة مستقبلا آمناً يسوده الرخاء والاستقرار.

– يدعو المجلس المجتمع الدولي بكل دوله ومنظماته إلى دعم هذه المبادرة.

– يطلب المجلس من رئاسته تشكيل لجنة خاصة من عدد من الدول الأعضاء المعنية والأمين العام لإجراء الاتصالات اللازمة بهذه المبادرة والعمل على تأكيد دعمها على كافة المستويات وفي مقدمتها الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الروسي والدول الإسلامية والاتحاد الأوروبي.

ان ما جرى في واشنطن في 15 أيلول من توقيع اتفاق ثلاثي ، هو تنفيذ لصفقة القرن التي عربها جاريد كوشنر مستشار الرئيس ترامب ،وجزء من الحملة الانتخابية الرئاسية للرئيس ترامب ،وهي مجرد اعلان رسمي لعلاقات قائمة منذ سنوات بين هذه الاطراف مع اسرائيل والتي يمكن عرض جزء من جوانبها ومن خلال المتابعة للنشاطات والعلاقات المشتركة بين الامارات واسرائيل ، ووفق صحيفة إسرائيل اليوم، فقد قام نتنياهو خلال العامين الماضيين بزيارتين على الأقل إلى الإمارات، واستغرقت الزيارتين عدة ساعات، وكان يرافقه فيهما عادة رئيس مجلس الأمن القومي مئير بن شبات.فيما تشير بعض التقارير الاعلامية الى دور فعال لسيد محمد دحلان المستشار الامني لوزير خارجية الامارات في ترتيب هذه العلاقات والاتصالات مع الجانب الاسرائيلي منذ 2015، حيث تم للقاء مع نتياهو 21 /تموز 2017 بوزير الخارجية  الامارات ،وزيارة رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي السابق يسرائيل كاتس الى أبو ظبي للمشاركة في مؤتمر المناخ الذي نظمته الأمم المتحدة في يوليو/تموز 2019.

وقالت صحيفة هآرتس في تقرير لها إن إسرائيل وإدارة أبو ظبي تعاونتا بشكل كبير بقيمة 3 مليارات دولار لتزويدها بأدوات استخباراتية حديثة بما في ذلك طائرات التجسس.
وكتبت الصحيفة في تقريرها أن نتنياهو التقى عبد الله بن زايد آل نهيان في نيويورك و في أيار الماضي  2020 ،سيرت شركة الاتحاد للطيران ومقرها أبوظبي في رحلة معروفة لناقلة إماراتية إلى إسرائيل حاملة معونات متعلقة بفيروس كورونا للفلسطينيين ، وفي 16 حزيران وفي كلمة أمام مؤتمر للجنة الأمريكية أليهودية وهي مجموعة معنية بدعم أليهود قال  أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي ، إن إسرائيل لا يمكنها أن تنتظر تطبيع العلاقات مع العالم العربي إذا ضمت أراض في الضفة الغربية المحتلة. وأضاف أن التعاون مع إسرائيل لمواجهة جائحة كوفيد-19 لا يؤثر على معارضة الإمارات لضم الأراضي المقترح.

فيما قالت صحيفة ذا ناشيونال التي تصدر بالإنجليزية في أبو ظبي 22 / أكتوبر 2019، إن أول معبد يهودي تنوي الإمارات إقامته في البلاد، سيقع ضمن نطاق مجمع للأديان يطلق عليه "بيت العائلة الإبراهيمية" في أبو ظبي سيقام فيه مسجد وكنيسة سيكتمل بناؤهما في العام 2022.

وسمحت الامارات للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة ورفع عَلَم بلدهم في بطولة الجودو التي استضافتها العاصمة أبو ظبي في أكتوبر/تشرين الأول 2018. وزارت وزيرة الثقافة والرياضة الإسرائيلية ميري ريغيف أبو ظبي لمتابعة البطولة، وتم عزف النشيد الوطني الاسرائلي أثناء حفل توزيع الميداليات.

وهناك العديد من النشاطات العلمية والرياضية والتجارية والاستخباراتية بين هذه البلدين كانت قائمة دون وجود علاقة دبلوماسية ولم تكن الامارات وحدها في هذا الجانب فهناك البحرين وعمان وقطر وهناك تلميح عن السعودية والمغرب وتونس والسودان وموريتانيا وغيرهما سوف ينضمون الى اتفاقيات التطبيع سلام مقابل السلام لمحاصرة وتركيع الشعب الفلسطيني للقبول بصفقة القرن المذلة ، وهذا ماصرح به رئيس وزراء اسرائيل عدة مرات وفي مناسبات مختلفة على وجود علاقات للاسرائيل مع العديد من الدول العربية ، وكذلك صرح مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنرأثناءالجولات المكوكية له في المنطقة  ، بوجود احتمال كبير جدا أن تعلن إسرائيل ودول عربية أخرى تطبيع العلاقات بينهما خلال الأشهر الثلاثة التالية لإعلان تطبيع العلاقات بين تل أبيب وأبو ظبي والبحرين.

وقد حذرت الاحزاب الشيوعية والعمالية في البلدان العربية في لقائها في بيروت حزيران 2019 من (المشروع الأميركي اليوم يأخذ وجهه الأقسى والأبشع في منطقتنا حيث يقاتل مباشرة وبالواسطة من خلال حلفائه، ليترك وراءه أرضاً محروقةً مدمرة في اليمن وسوريا وليبيا، ويتوعد بالحرب على إيران ويطلق يد المشروع الصهيوني من خلال "صفقة القرن" التي تهدف إلى التصفية النهائية للقضية الفلسطينية. وفي حين تنهمك القوى العربية بجدال حل الدولتين أو الدولة الفلسطينية على كامل ألتراب يندفع العدو باتجاه الدولة اليهودية على كامل التراب وربما أبعد. فمشروع "صفقة القرن"، جرى التمهيد له بخطوات عديدةٍ مثل قانون يهودية الدولة ونقل السفارات إلى القدس واعتبارها عاصمة الكيان الصهيوني، وضم الجولان العربي السوري وتوسيع المستوطنات في الضفة الفلسطينية والتمهيد لقرار ضمها أيضاً، ووقف تمويل الأونروا وإعادة تعريف اللاجئ في الكونغرس الأميركي لإسقاط صفة اللجوء عن معظم اللاجئين، كما جرى التمهيد له من خلال خطوات التطبيع العلني التي تقوم بها العديد من الأنظمة العربية بشكل وقح مع العدو الصهيوني) (1)
فيما وقع 29 حزبا شيوعيا وعماليا من مختلف بلدان العالم على بيان في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني بمبادرة من حزب الشعب والحزب الشيوعي الاسرائيلي وجاء فيه (في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب العربي الفلسطيني (29 تشرين الثاني) تؤكد الأحزاب الشيوعية والعمّالية الموقّعة أدناه على أنّ مفتاح السلام والاستقرار في الشرق الأوسط هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وبممارسة الشعب الفلسطيني حقه في تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وحل قضية اللاجئين حسب القرار الأممي 194.. وتدين الأحزاب الموقّعة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية - ممثلةً بإدارة ترامب - القائمة على الدعم المطلق لسياسات الضمّ والاستيطان ألإسرائيلية والتنكّر لحقوق الشعب ألفلسطيني وضرب عرض الحائط بالمعاهدات الدولية وبأسس السلام العادل حسب قرارات الأمم المتحدة والتي تتبنّاها معظم دول العالم والأكثرية الساحقة من شعوب الأرض) (3)

وأعتبر المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في بيانه15-8-2020 (التطبيع بين دولة الامارات وإسرائيل برعاية امريكية يوم الخميس الماضي خطوة تصعيديه أخرى على طريق تنفيذ اتفاق ترامب – نتانياهو وما يسمى بـ ” صفقة القرن" السيئة الصيت التي تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني العادلة في انهاء الاحتلال الاسرائيلي وحق العودة وإقامة دولته الوطنية المستقلة. ولقي الاتفاق شجباً وإدانة قويين من جانب الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية التي اعتبرته طعنة غادرة في ظهره.)   

وشدد الحزب على أهمية وحدة الشعب الفلسطيني في مواجهة الهرولة الاستسلامية (ان حزبنا الشيوعي العراقي، إذ يدين بقوة اتفاق التطبيع بين دولة الامارات واسرائيل برعاية واشنطن يؤكد مجدداً وقوفه بثبات مع الشعب الفلسطيني وقواه الوطنية لإحباط المخطط الامريكي الصهيوني الشرس لتصفية قضيته العادلة الذي تنخرط الرجعية العربية في تنفيذه لحماية انظمتها الفاسدة الذليلة وبالضد من مصالح الشعوب العربية. 

ونرى ان مواجهة هذه المؤامرات والدسائس يتطلب استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، فهي السلاح المجرّب لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وكسب المزيد من التضامن العالمي معه لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وتحقيق تطلعاته المشروعة في إقامة دولته الوطنية المستقلة على ارضه وعاصمتها القدس) (4)

وقد استنكرت السلطة الفلسطينية الاتفاق واعتبرته خيانة للشعب الفلسطيني ، وحذرت من الرضوخ للضغوط الأميركية والسير على خطى دولة الإمارات والتطبيع المجاني مع دولة الاحتلال الإسرائيلي على حساب الحقوق الفلسطينية العربية، ووجه رئيس الوزراء   الفلسطيني  انتقدا شديدا الى الجامعة العربية واصفا ايها بمفرق الشعوب ، وادانة كل من قطر وتركيا وايران الاتفاقية ،وصرحت ايران عبر الخارجية والحرس الثوري بأنها خطوة خطيرة وخطوة العار، محذرة  الامارات ودول الخليج تبعات الاتفاقية الامنية على أمنها القومي ومن تدخل إسرائيل في معادلات منطقة الخليج الفارسي، وبأن ردها سيكون حاسما و على حكومة الإمارات وسائر الحكومات المواكبة تحمّل جميع تداعيات هذه الخطوة.

فيما توالت الاستنكارات والتنديدات من قبل القوى والتيارات والأحزاب والجمعيات والاتحادات الطلابية والشبابية الديمقراطية في البحرين ودول الخليج العربي والبلدان العربية لهذه الاتفاقيات التي تمت على حساب الشعب العربي الفلسطيني والقضية الفلسطينية والتي يراد منها بناء تعاون أمني واستخباراتي وعسكري لمواجهة التغول الايراني، وإحلال اسرائيل بديل عن الولايات المتحدة، كشرطي في الخليج والمنطقة العربية، وتحقيق الحلم الذي ظل يداعب أذهان الصهاينة ببناء دولتهم التاريخية اليهودية من النيل الى الفرات!!!

 ________________________________________________________

  • فهد والحركة الوطنية في العراق - د. كاظم حبيب ود. زهدي الداوودي- ص 340
  •  بيان الاحزاب الشيوعية والعمالية.. النداء.. موقع الحزب الشيوعي اللبناني
  • موقع الاتحاد ... 29 حزب شيوعي وعمالي في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني بمبادرة من حزب الشعب والحزب الشيوعي الاسرائيلي
  • موقع الحزب الشيوعي العراقي... المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: اتفاق تطبيع مذل مع إسرائيل

 

عرض مقالات: