لا شك أن اغلب المراقبين للشأن العراقي وأنا  منهم،  تتراود  إلى اذهاننا العديد من الأمثال الشعبية التي نتداولها نحن العراقيين في حياتنا اليومية، وهي تعبر وبالصميم عن طبيعة معاناتنا اليومية نتيجة انعدام الأمن والاستقرار،  ونتيجة للانفلات الأمني وتفشي الجريمة المنظمة للعصابات المليشياوية  المدججة بالسلاح والمال والمسنودة من الخارج ، ونتيجة لاستمرار تطوير  وإعادة إنتاج نفس الوجوه الكالحة الماسكة بمقاليد الحكم، والتي جاءت في غفلة من الزمن بمباركة المحتل  فأمعنت في اذلال الشعب ونهب ثرواته وعاثت بالأرض فسادا، ولانعدام ابسط شروط الحياة الآدمية حيث انعدام  الخدمات وخصوصا في هذا الوقت بالذات الذي يكتوي ابناء الشعب بنار الحر الجهنمية، في وقت ينعم المسؤولون  وأبناؤهم  بالنعيم وكأن ثروات البلاد اصبحت ملكهم الخاص دون غيرهم .

لقد ملئت  قلوب الناس قيحاً، فثار على الكتل الحاكمة ورفضها من خلال مقاطعته الانتخابات الأخيرة والتي لم  تصل نسبة المشتركين فيها الى العشرين في المائة،  وتُوج  هذا الرفض والغضب الشعبي في انتفاضة تشرين أكتوبر المجيدة،  التي قدمت اكثر من 750 شهيدا وبحدود خمسة وعشرين الف مصاب.

من بين الامثال الشعبية التي تحاكي معاناة ابناء شعبنا نورد التالي :

 ( نفس الطاس ونفس الحمام -  تيتي  تيتي مثل ما رحتي اجيتي -  لاحظت برجيلها ولا اخذت  سيد علي - من هل المال حمل اجمال)  وغيرها من الامثال الكثيرة،  للدلالة على  انعدام الثقة بالطبقة السياسية التي التحفت بالدين كغطاء لفسادها وعملت على تطويعه لخدمة اغراضها الدنيئة، كما يدلل على أن ليس هناك من جديد يلوح في الافق القريب ما دام   الماسكون  بالسلطة   اعتمدوا الطائفية البغيضة اسلوبا مفضلا للحكم وهم  يتفننون في اختراع الأساليب الملتوية  للبقاء فيه مدة اطول بالرغم من حجم الخراب والدمار الذي تسببوا به،  والأعداد الهائلة من الشهداء  والمغيبين واستمرار  حالات الخطف والاغتيال وغيرها من الأساليب الدنيئة التي لا تجلب لأصحابها إلا العار والمهانة،  والكل يعرف ومثل ما يگول المثل ( لو دامت لغيرك لما وصلت إليك  ) ،  فأن التاريخ سوف لن ولم يرحمهم وأن طال الزمن،  وسيكون حسابهم عسيرا،  ولهم بما حصل للطواغيت من قبلهم عبرة أن اعتبروا.

 

عرض مقالات: