هم مثل حجر (الماس) بلمعانه وندرته وصلابته ومكانته عند الناس.....غال، هكذا كان استاذنا ورفيقنا وحبيبنا الراحل عزيز سباهي. لم نكن من ذات الجيل ، لكننا ارتوينا من ذات النبع، وهذا كان كافيا لأن تفتح القلوب والبيوت وتمتد الاذرع حين التلاقي.

 

جمعتنا الايام مرات قلائل معه، وتحدثنا عبر التلفون، وفي زيارتي له كان انسانا طيباً رائعاً محباً ودوداً وخدوماً، ولم يكن كذا لوحده، بل الاجمل كانت رفيقة دربه الغالية العزيزة (ام سعد) طيبة القلب، وأدعو كل من فقد حنان امه، انا سأعطيه عنوانها ، وهي التي تتكفل بمحبتهم، هكذا كان بيت الاستاذ عزيز سباهي، ذكريات وأدب وفن وتأريخ ومحبة...... والعراق! يومها حدثنا عن طوفانه في عواصم العالم وكأنه طير ، ولم يتحدث بغضب او بحزن، مع كل ما رافق غربته من ألم على الفراق ، لكنه كان يجعل من اكثر المواقف حزنا، عبارة عن مزحة ممزوجة بضحكة قاهرة لكل تلك الصعاب، وضاحكة على الجلادين والحكام الجائرين الذين تسببوا بمآسي العراقيين ومنهم أبا سعد الراحل.

تصرف الشعوب عقوداً من الزمن ، بالسهر والمدارات حتى تربي كوادرها وعلماءها وكتابها ، والحاكم الجائر في عراقنا العظيم يصرف الملايين حتى يشتتهم ويفرقهم ويجعل من حياتهم جحيم. الا تعساً لتلك الانظمة الغبية التي خافت وارتعبت من قلم الكاتب والمؤلف والباحث عزيز سباهي، يا لتفاهتها ورخصها، حينما تتبجح بالنياشين على صدر وأكتاف الحاكم ، وتفقد اعصابها ونومها وسعادتها من منشور او مخطوط او بيان كتبه أبا سعد.

نعم، نحن بأنتظار اليوم الذي يقلب فيه الشعب الطاولة على الحكام الجائرين والفاسدين،  هذا الوطن يجب ان يعود لأهله وناسه الطيبين المخلصين، ولا يجب أن نقبل بأن تموت كوادرنا وخيرة مفكرينا في الغربة، بينما الجهلة والمتخلفون يعبثون بوطننا فسادا وترويعا وتدميرا.

ايها الشامخ الكبير، لن نرثيك ولن نبكيك ولن نحزن عليك، لقد عشت حياة رائعة، بلا خوف ولا رعب، كنت محبا ومحبوبا، وكنت منتجا مخلصا لثقافة العراق الوطنية، ولأبناء طائفتك المندائية المسالمة الحبيبة الرائعة. الكثيرين يحسدوك على مكانتك، لهذا سنحتفل بك، كلما مرت ذكريات الحزب ، والحكايات عن تأريخ الحزب، والاحاديث عن تأريخ الطائفة المندائية، فبصماتك كبيرة وواضحة وباقية ايضا.

وشخصيا، فقد اخترت لك مكاناً بين نجوم سمائنا الجميلة، هناك في العلالي، مضويا تبقى مدى الدهر، ونراك كلما رفعنا رأسنا نحو السماء ....وأعتقد هكذا كنت توصينا بأن نبقى مرفوعي الرأس دائما....اليس كذلك حبيبنا أبا سعد.

تحية لك يا انسان

وتحية للرائعة المحبة الانسانة والام الغالية (ام سعد) وكل افراد عائلتك الكريمة

لمحبيك، ورفاقك ورفيقاتك....لقد عشت وفرحت وأنجزت

شكراً لك يا طيب!

عرض مقالات: